حذر عدد من العلماء وشيوخ القبائل، من تنامي ظاهرة المبالغة في طلب الديات مقابل العفو في قضايا القتل، مطالبين بأهمية تكثيف الوعي لإحياء فضيلة العفو بدون ابتزاز أو متاجرة.
ووصف إمام وخطيب مسجد الأميره العنود بمكة الدكتور خليل مرضاحي، المغالاة في مبالغ الديات، بالقضية الخطيرة، لافتاً إلى أن الظاهرة بدأت تستشري بشكل ملفت في السنوات الأخيرة، بسبب ضعف الإيمان وعدم استشعار قيم العفو والتسامج التي أكد عليها الدين الحنيف.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة، يرافقها ظواهر سلبية أخرى كالتجمعات وإقامة المخيمات والإسراف في المأكل والمشرب، وهي أمور بعيدة عن الدين الإسلامي، معتبراً بأن هذه الظواهر تحتاج إلى دراسة معمقة لمعالجتها ووضع الحلول المناسبة لها، لكي يصبح لقضية الدية نظام لا يمكن لأي أحد تجاوزه.
من جانبه، قال شيخ قبيلة الجعدة عايض الجعيد، إن المبالغة في الديات التي تدفع لأولياء الدم مقابل التنازل والعفو، باتت أشبه بالتجارة، معتبراً بأن استغلال رغبة الجاني في النجاة من القصاص تعدّ من الظواهر السيئة التي تحتاج إلى تكاتف أهل الفكر والرأي لمحاربتها بما يحقق المصلحة ويدفع المفسدة.
ولفت مدير قسم الدعوة بمكتب الدعوة والإرشاد بمكة صالح الزهراني، إلى أن المبالغة في قيمة الدية تكريس في إبقاء العداوة وقطع المعروف، متسائلاً عن قيمة العفو مقابل مبلغ مالي كبير، طالما أن الجاني سينجو من القصاص ليهلك في جمع المال.