أثار إنشاء بلدية بللحمر شمال مدينة أبها أخيرا متنزهين على الطريق العام الكثير من التساؤلات عن آلية اختيار هذين الموقعين، حيث عد مواطنون اختيار البلدية موقعي هذين المتنزهين اللذين يشتهران بتواجد قرود البابون في المنطقة غير مناسب.
ترفيه للقرود
وذكر سلطان بن سعيد أن القرود تتواجد بكثرة في هذين الموقعين منذ افتتاحهما، فما إن تغيب فرق العمالة التي تعمل على وضع اللمسات النهائية لهذين المتنزهين حتى تعود أسراب القرود للاستمتاع بما أنشأته البلدية من ألعاب للأطفال وجلسات خاصة بالعوائل، بل باتت تترقب غياب الأهالي عن هذين الموقعين لتعود للقفز في هذه الألعاب المختلفة واستخدامها، مشيرا إلى أن البلدية لم توفق في اختيارها لموقعي المتنزهين كونهما يعجان بالقرود، خاصة أن هذا الاختلاط المباشر بين الإنسان والقرود تحذر منه هيئة الحياة الفطرية التي تعتزم عقد مؤتمر قريبا لمناقشة مشاكل هذا الاختلاط.
وأكد علي القرني أن هذه القرود تشارك زوار المتنزهين اللعب وتسيطر على الألعاب المخصصة للأطفال وبالتالي فإنها تشكل خطرا عليهم من خلال نقل الأمراض، ووجدنا في بعض هذه الألعاب آثار دماء جراء عبث القرود وهي لا تخلو من الأمراض والأوبئة.
مخاطر الاختلاط
في حين نبه مدير مركز أبحاث هيئة الحياة الفطرية بالطائف الدكتور أحمد البوق، إلى خطر وجود هذا التعايش بين هذا النوع من الحيوانات والإنسان، مبينا أنه تجري دراسة إعادة قرود البابون إلى مواطن عيشها الطبيعية بعيدا عن الاختلاط بالإنسان كما هو حاصل الآن في العديد من الأماكن.
من جهته قال رئيس بلدية مركز صبح سعيد آل مصمع، إن البلدية عملت على تطوير وصيانة بعض المطلات السياحية في بللحمر بعمل جلسات ومظلات بأشكال ديكورية مميزة وتزويدها بألعاب للأطفال في موقع يطل على المدينة وموقع آخر يطل على سهول وجبال تهامة وتقع جميعها على الشارع العام كون هذه المواقع من المناطق التي يرتادها الكثير من المواطنين والمقيمين والسياح وعابري طريق أبها - الطائف.
بقايا الطعام
وأضاف آل مصمع «بالنسبة لتواجد القرود فهي ظاهرة منتشرة في المرتفعات وفي أغلب المناطق السياحية والطرق بالمنطقة عامة وينجم عن تواجدها البحث عن الغذاء والحصول عليه مما يتركه المتنزهون في الحدائق والمطلات والمتنزهات العامة من بقايا الطعام، مشيرا إلى أن الإنسان جزء من أسباب تواجدها فهو ينتهج سلوكا خاطئا في تغذيتها بتجميع بقايا الطعام وتركه لها وهذا من العوامل التي تسببت في تجمعها بتلك المناطق السياحية وعلى الطرقات».
وأردف «البلدية تقوم بأعمال النظافة يوميا والعمل جار لإيجاد ووضع لوحات إرشادية تحمل عبارات توعوية للمواطنين والمقيمين ومرتادي المتنزهات بعدم رمي أو ترك النفايات وبقايا الأطعمة بها، وعليهم وضعها بالحاويات المخصصة لها تجنبا لعدم عودتها وتواجدها، ويعود السبب في ذلك إلى أن كثيرا من المسافرين وعابري الطريق والمتنزهين اعتادوا التوقف أمام تلك القرود وتقديم الطعام لها، الأمر الذي أسهم في اقترابها من الطرق والمتنزهات، وسنعمل على تأمين تلك المناطق بالعمالة الكافية للقيام بأعمال النظافة والحراسة حال الانتهاء من كل الأعمال بها».