يروج إعلان مشبوه لجهاز منزلي، لفحص الإيدز، متبعا أساليب تحمل دلالات لا أخلاقية في الترويج للجهاز، حيث ربط بين حلول موسم السفر صيفا، وحدوث زيجات خلاله، والحاجة للجهاز للتحقق من خلو الزوجة من الإيدز، ووصل المعلن إلى درجة من الاستهانة والاطمئنان لعدم تعرضه للملاحقة من قبل الرقابة، حيث كرر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر الإعلان أكثر من 20 مرة خلال يوم واحد، وربطه بحساب خاص بالسفر، إلى إحدى الدول الآسيوية المعروفة.
ادعاء المعلن
"مكة" تواصلت مع المعلن، فرد المندوب -وهو من جنسية عربية-، قائلاً: الجهاز دقيق، ويغني عن إجراء الفحص في المستشفى، وثمنه 100 ريال، ويستخدم لمرة واحدة فقط، والتحليل عن طريق وضع نقطة دم في المكان المخصص، ومن ثم وضع نقطتين فوقها من محلول يعطى مع الجهاز.
وأشار المندوب إلى إمكانية استفادة الشباب منه، وحمله معهم أثناء السفر، وربما يكونون بحاجة لأكثر من جهاز، كونه يستخدم لمرة واحدة فقط، منوها إلى أن الجهاز ممتاز، وذو جودة عالية، ويصنع في الصين.
الصحة تحذر
من جانبها، حذرت مدير عام برنامج مكافحة الإيدز في وزارة الصحة الدكتور سناء فلمبان، من إمكانية الاعتماد على هذه الأنواع من الفحوصات السريعة في تشخيص العدوى بفيروس الإيدز، قائلة: تختلف أنواع هذه الفحوصات ودرجة الدقة، من نوع لآخر، وحسب الدولة المصنعة، وإذا تم الاعتماد على نتيجة الفحص عند استخدام هذا النوع فقط، فستكون النتيجة غير دقيقة أو مغلوطة، وتتسبب في احتمال التعرض للعدوى، لا سيما وأن الترويج يتضمن دقتها البالغة في إعطاء النتائج الصحيحة، وسيجعل المستخدم يثق في النتيجة، ويفقد حذره، ويتخلى عن استخدام الموانع الفعالة كـ"الواقي"، ما قد يتسبب له في العدوى والإصابة بالإيدز.
وأكدت أن هذه الأجهزة تمكن خطورتها في أنها:
- لا تكشف عن احتمال انتقال العدوى في حال تم التعرض لها خلال الفترة الشباكية لحضانة الفيروس، وتتراوح من شهرين إلى ثلاثة أشهر تقريبا، قبل إجراء الفحص.
- لا تكشف الفحوص عن نوعين من فيروس الإيدز.
- تستخدم الفحوصات بشكل أساس بعد تقديم المشورة، ويتم تقديم مشورة ما بعد الفحص.
- يجب تحري الدقة عند إجراء الفحص، للتمكن من الحصول على النتيجة.
- لا يتم الاعتماد على هذا النوع من الفحوصات قبل الزواج، لعدم الدقة البالغة في التشخيص.
حضانة الفيروس
وتشير فلمبان إلى أنه إذا استخدم نوع جهاز جيد للفحص السريع، وأجري الفحص بشكل صحيح، فهو يعطي دلالة على التعرض لعدوى الإيدز خلال الفترة الماضية، والتي تكون قبل الفترة الشباكية للفيروس، في الجسم- فترة الحضانة-، والتي خلالها تظهر الأجسام المضادة للفيروس، وبدورها تظهر في نتيجة الفحص بالجهاز، ما يعني أن الفحص لايكشف عن احتمال الإصابة بعدوى الإيدز خلال فترة حضانة الفيروس.
وعلمت «مكة» من مصدر مسؤول أن الجهاز غير مرخص من الهيئة العامة للغذاء والدواء، والأنواع المرخصة منه لا تباع في الصيدليات، بل توجد في المستشفيات فقط، ما يعني أن الأجهزة المعلن عنها تدخل بالتهريب.
