بعد سنوات من الغياب بين الفرق السعودية واللاعب العراقي لأسباب غير واضحة المعالم، عاد المحترف العراقي للانطلاق مجددًا في ملاعب كرة القدم السعودية بعد أن أتمت فرق دوري المحترفين عددا من الصفقات مع لاعبين عراقيين خلال الموسم الماضي وفترة الانتقالات الحالية التي تسبق انطلاقة الموسم المقبل.
ورغم حضور اللاعب العراقي ووجوده في الملاعب السعودية منذ سنوات طويلة رغم اقتصاره على تجارب محدودة جدًا، فإنه كان يحضر دون أي عوائق غير رياضية تحد من تعاقد الأندية معهم، قبل أن تتعثر مفاوضات عدد من الفرق السعودية مع المهاجم العراقي يونس محمود في السنوات الماضية وتحد من حضوره في الملاعب السعودية حينها.
وبدا ابتعاد اللاعب العراقي عن الملاعب السعودية أمرا يكتنفه الغموض بين أحاديث عن المنع وعدم القدرة على الحضور لأسباب غير رياضية، خاصة في ظل مفاوضة كثير من الأندية في السنوات الأخيرة لأكثر من لاعب عراقي قبل أن تتوقف المفاوضات دون إتمام الصفقة، إلا أن توقيع فريق الأهلي مع قائد منتخب العراق يونس محمود بمثابة صفحة جديدة في مشوار اللاعب العراقي في الملاعب السعودية.
وكان آخر المواسم التي ظهر فيها اللاعب العراقي بالملاعب السعودية موسم 2005 - 2006 حيث كان يوجد نشأت أكرم مع فريق الشباب، وقصي منير مع فريق الحزم في تجربة قصيرة للأخير، قبل أن يبتعد عن الحضور في الملاعب السعودية حتى موسم 2014 الذي كان بداية الانطلاقة لحضور عدد من اللاعبين العراقيين بعدها.
وتقدم فريق الاتحاد في الموسم الماضي قائمة الفرق التي استفادت من عودة اللاعب العراقي للملاعب السعودية حيث أتمت التعاقد مع لاعب خط الوسط سيف سلمان في فترة الانتقالات الشتوية، ليرافقه فريق الرائد الذي قام هو الآخر بالتعاقد مع المهاجم العراقي أمجد راضي خلال الفترة الثانية من الانتقالات في الموسم الماضي.
ورغم عدم ظهور سيف سلمان بمستويات مقنعة لفريق الاتحاد فإنه تمكن من المشاركة والحضور كلاعب أساسي في خريطة فريقه، في المقابل بدأ المهاجم أمجد راضي صفقة رابحة لفريق الرائد الذي سيبقيه في الموسم المقبل بعدما قدم مستويات مميزة ساهمت في بقاء فريق الرائد في دوري المحترفين السعودي، وسجل أمجد راضي سبعة أهداف رغم حضوره في الدور الثاني لمنافسات الدوري.
تجربة الثنائي العراقي في الاتحاد والرائد فتحت الباب على مصراعيه أمام اللاعبين العراقيين للوجود في دوري المحترفين السعودي في الموسم المقبل، حيث أتمت إدارة نادي الخليج أخيرا التعاقد مع المهاجم مروان حسين هداف الدوري العراقي في الموسم الماضي، قبل أن تعلن إدارة نادي الفتح عن التوقيع مع المدافع الدولي سلام شاكر لمدة موسمين، والثنائي العراقي يمثلان منتخب بلادهما منذ فترة ليست بالقصيرة.
ويبلغ سلام 29 عاما وهو من مواليد العاصمة العراقية بغداد، ويمتاز بطوله البالغ 187 سم، مما يجعله يمتاز في الكرات العالية، وخاض الكثير من التجارب الاحترافية وآخرها مع فريق الخور القطري.
ونقل المركز الإعلامي بنادي الفتح عن اللاعب سلام شاكر القول إنه سعيد بالانضمام إلى نادي الفتح والوجود في الدوري السعودي الذي يعد مطمحًا لكل لاعب خليجي أو عربي، وخطوة مهمة لكل لاعب يُوجد في هذا الدوري القوي، وأتمنى أن أقدم مستويات مرضية، وأن أضع بصمةً قويةً فيه، وأكون وفق تطلعات الجماهير الفتحاوية.
فيما أكد المشرف العام على كرة القدم الذي ينتظر تزكيته برئاسة النادي أحمد الراشد، أن التعاقد مع سلام كان بتوصية من المدرب ناصيف البياوي، متمنيا أن يوفق سلام مع زملائه في فريق الفتح بتحقيق نتائج إيجابية طوال فترة احترافه.
فيما اعتبر رئيس الخليج المهندس فوزي الباشا أن صفقة مروان موفقة كون تاريخه مشرفا جدا، ولقي إشادة كبيرة من عدد من المدربين الذين أشرفوا عليه في فترة سابقة.
كما عبر الباشا عن شكره الجزيل لوكيل أعماله، وذلك لتعامله الاحترافي خلال مجريات الصفقة، متمنيا للاعب أن يمثل إضافة حقيقة للفريق الخلجاوي الموسم المقبل.
ومن المصادفة أن سلام ومروان بزغت نجوميتهما من فريق الشرطة أحد أبرز الفرق العراقية.
وسينضم مروان حسين إلى الخليج مع بداية فترة الإعداد ليكون المحترف غير السعودي الثالث بعد الكاميروني أمينو بوبا والأردني إبراهيم الزواهرة اللذين تم تجديد الثقة بهما. وبات مروان حسين من أهم هدافي الكرة العراقية حيث توج أخيرًا بلقب هداف الدوري العراقي برصيد 12 هدفا، كما تألق مع المنتخب العراقي بتسجيله أهدافا جميلة إذ يصل مجموع أهدافه التي أحرزها خلال العامين الماضيين 33 هدفا ما بين الدوري العراقي والبطولة الآسيوية وخلال مشاركاته مع المنتخب العراقي.
واكتسب خبرات واسعة من خلال مشاركته فريقي الزوراء والشرطة العراقيين وتدرجه في المنتخبات العراقية حيث حاز قبل عامين لقب هدافي آسيا تحت 22 عاما.
ويبدو أن الأندية السعودية ستتهافت على اللاعب العراقي، خاصة في ظل انخفاض القيمة المادية مقابل التعاقد معهم، إضافة إلى حاجة الفرق السعودية للاعب الآسيوي الذي يجبر قانون الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن يكون أحد المحترفين الأجانب الأربعة، علاوة على وجود عدد من اللاعبين العراقيين المحترفين خارجيا في السويد وهولندا والبرتغال، وسهولة حضورهم وتمثيل الفرق السعودية.
ويسجل اللاعب العراقي نجاحات كبيرة في الملاعب المحلية أو حتى الخليجية والعالمية، ولا تزال ذاكرة الجماهير السعودية تستحضر ما قدمه المحترف العراقي نشأت أكرم في الملاعب السعودية إبان تجربته الاحترافية الطويلة، التي بدأت مع فريق النصر موسم 2003 - 2004 قبل أن يرحل بعدها لفريق الشباب وفيه يظهر كل إمكانياته ومستوياته المميزة.
وبدأت تعاقدات الأندية السعودية فيما يخص اللاعب الآسيوي تسجل نجاحات كبيرة، وذلك بعدما اتجهت للمحترف الخليجي والعربي الآسيوي الذي أظهر تميزا عن غيره من الجنسيات الأخرى، وخصوصا اللاعبين الأردنيين الذين باتوا يمثلون اليوم نقطة قوة في الملاعب السعودية، ويتقدمهم لاعب التعاون شادي أبو هشهش، ومهاجم فريق الخليج حمزة الدردور، ومصعب اللحام في نجران، وإبراهيم الزواهرة في الخليج.
ويحضر المهاجم السوري عمر السومة لاعب فريق الأهلي كأبرز المحترفين المصنفين من العرب الآسيويين، حيث نجح السومة في وضع بصمته مع فريق الأهلي وخطف لقب هداف دوري المحترفين السعودي للموسم الحالي، إضافة لمواطنه جهاد الحسين الذي يقدم مستويات مميزة مع فريق التعاون على سبيل صناعة الأهداف أو حتى تسجيلها.