تطغى حلة من البهجة والاحتفال في رمضان وتعم مختلف الدول العربية والإسلامية، فيحتفل كل بلد عربي وإسلامي من ماليزيا شرقاً إلى المغرب غرباً بطقوس متشابهة لا تفرق بين لغة أو عرق. وتتشارك غالبية المدن الإسلامية في رمضان، باجتماعات العائلة والأحبة على موائد الإفطار، والسهر والتسامر حتى ساعات السحور، والاجتماع في المساجد لصلاة التراويح وقيام الليل وختم القرآن، ونشر الزينة والأضواء والخيم الرمضانية.

لكن، يبقى أن كل بلد يتميز بعادات وتقاليد تختلف عن غيره من المدن، خلال شهر رمضان.

تجول الفرق الصوفية في شوارع المدن اللبنانية وهي تنشد الأناشيد الدينية والأشعار والمدائح النبوية للترحيب بشهر رمضان، وهذا تقليد يعود إلى مئات الأعوام.
من العادات الشائعة في المغرب أثناء رمضان انتعاش بعض المهن الشعبية، والتي تشكل مصدر دخل يومي للأسر محدودة الدخل. فيتوقف الحرفيون عن بعض المهن ويستبدلونها بمهنة إعداد وبيع الخبز والحلويات وغيرها من الأطعمة التي يكثر عليها الطلب، مثل الأجبان والبيض. ويطول السهر خلال شهر رمضان في المغرب، حيث يكون الشاي المغربي "ملك" السهرة ومن أشهر المشروبات التي يتلذذ بها المغاربة.
من المشاهد المرتبطة برمضان في السعودية انتشار خيم إفطار الصائمين، وخصوصاً العمال من الجاليات الآسيوية. وتكثر موائد إفطار الصائمين بالقرب من المساجد. وتقوم جهات خاصة أو مجموعة من العائلات بتوفير الطعام في هذه الخيام. كما ينتشر الشباب في الشوارع وعلى إشارات المرور لتوزيع التمر والماء على الصائمين، في الشوارع عند حلول وقت المغرب.
من العادات اليمنية المنتشرة في الأرياف اجتماع العوائل لتناول الإفطار في أفنية المساجد، وقد تقوم كل عائلة بجلب طعامها معها أو توزع العوائل الميسورة الحال الوجبات على الناس في المساجد المجاورة. وبتجه الناس بعد الإفطار إلى المجالس التي تسمى بـ"المقايل"، حيث يمتد السهر إلى آخر ساعات الليل.
العديد من التقاليد المشهورة عربياً بارتباطها بشهر رمضان أصلها مصري. مثلاً فانوس رمضان، الذي بحسب مؤرخين يعود أصله إلى أن أهل مصر الذين رحبوا بقدوم الخليفة الفاطمي معز الدين إلى القاهرة في القرن العاشر الميلادي وهم يطوفون في الشوارع ويحملون الفوانيس. وكان الأطفال يحملون الفوانيس وهم يلحقون المسحراتي، وبهذا ارتبط الفانوس بشهر رمضان. وأما تقليد المدفع الذي يضرب مع بداية وقت الإمساك وحلول وقت الإفطار، فيعود أصله إلى والي مصر محمد علي الذي كان قد اشترى عددا من المدافع الحربية للجيش المصري، وفي يوم من أيام رمضان
يحتفل أهل السودان بيوم يسمى بـ (الرحمتات)، الذي يقع في آخر يوم خميس من شهر رمضان، ويقومون بذبح الذبائح أو شراء اللحوم التي تطبخ وتقدم مع الأرز للأطفال والمحتاجين لتكون صدقة عن أرواح الأموات. ويقدم هذا الطبق مع عصير البلح السوداني، الذي كان يقدم فيما مضى في أكواب فخارية تسمى (الكنتوش). ومن أشهر أطباق رمضان في السودان العصيدة السودانية ومشروب "الحلو مر" الذي يميز هذه البلاد.
اشتهرت في العراق لعبة "المحيبس" الشعبية. ورغم أنها تمارس فقط في شهر رمضان، إلا أنها من أشهر الألعاب العراقية. وأثناء لعب "المحيبس"، يجتمع فريقان من أبناء الحي، وقد يضم كل فريق عشرات أو حتى مئات اللاعبين. ويقوم لاعب في أحد الفريقين بإخفاء خاتم في يده، ثم يرفع جميع لاعبي الفريق أيديهم المغلقة في الهواء، وعلى لاعبي الفريق الثاني تخمين في أي يدٍ يقع الخاتم من خلال قراءة الوجوه وردات الفعل وحركات كل اللاعبين.
من العادات التي اشتهرت في تركيا أثناء رمضان هي ما يسميه الأتراك بـ "المحيا"، وهو إنارة مآذن المساجد منذ وقت المغرب حتى وقت الفجر. وتنتشر صلاة التروايح في تركيا مثل الحال في سائر الدول الإسلامية، ويقوم الكبار بتوزيع الحلوى على الصغار ممن يصلون التراويح وذلك لتشجيعهم على القدوم مرة أخرى.
يحمل شهر رمضان مكانة كبيرة في قلوب التونسيين. ففي الثقافة التونسية، تعد الخطبة أو الزواج في رمضان بركة على الزوجين. لهذا تنظم حفلات الخطبة للعازبين الراغبين بالزواج خلال النصف الأول من الشهر، وفي الليلة الـ27 من الشهر، يقوم الخطيب بإهداء خطيبته هدية عربوناً للمحبة. ويسمى هذا اليوم بـ "الموسم".
اشتهر رمضان في سوريا عموماً ودمشق خصوصاً بالحكواتي الذي يجلس في القهوة الشعبية ليسرد القصص والملاحم والشعبية على مسامع مرتادي القهوة، مثل قصص عنترة بن شداد والزير سالم وأبو زيد الهلالي. ويجتمع مرتادو المقاهي لسماع تطورات القصة ولقاء الأحبة.
من العادات التي اشتهرت بها الجزائر عند حلول رمضان هي النفخ في البوق باتجاه التجمعات السكنية أو من أعالي الأبراج العالية للإعلان عن قدوم شهر رمضان.
تنتشر في المنازل الكويتية المجالس، تسمى "الديوانية". ويجتمع فيها الأهل والأقارب والأصدقاء للتواصل والسمر والتحدث في شتى المواضيع. كما ينتشر ما يسمى بـ "الغبقة الرمضانية"، وهي عبارة عن وجبة تقع بين وقت السحور والفطور، وتعبر عن كرم الضيافة. ويقوم مرتادو الغبقة بارتداء الملابس التقليدية لإبراز الجانب التراثي. وفي بعض الأحيان، قد تستبدل الغبقة التي تقام في المنازل بالولائم التي تقام في الخيم الرمضانية.
يرتبط الاحتفال بشهر رمضان في البحرين بمجموعة من الأغاني والأهازيج التي يغنيها الأطفال في مختلف أنحاء الجزيرة. ففي أول الشهر، يقوم الأطفال بغناء الأغنية الشعبية "حياك الله يا رمضان"، ويدقون الطبول التي صنعوها بأنفسهم باستمعال مواد منزلية. أما في منتصف الشهر، تنتشر أناشيد "القرقاعون"، و يرتدي الأطفال ملابس تقليدية وينتشرون بين البيوت لجمع الحلوى والهدايا. وتشترك جميع الفئات العمرية في وداع رمضان، إذ تخرج العديد من الفرق الشعبية والشبابية لغناء أغاني الوداع التراثية في الشوارع الشعبية.