تربعت قبة الصخرة بالمسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة بالقدس المحتلة على قائمة المعالم المهيبة التي تعدها شبكة "سي.أن.أن" وتنصح بزيارتها قبل انقراضها.
ونشرت الشبكة في الملحق الثقافي أسماء 25 موقعا أثريا مهددا بالزوال نظرا للمناخ والعوامل الطبيعية، أو لأسباب سياسية تتعلق بالصراعات والحروب، تحت عنوان "الفرصة الأخيرة".
وورد في الملحق أن البلدة القديمة في القدس المحتلة سجلت رقما قياسيا في قائمة اليونسكو للتراث العالمي المهدد بالانقراض، فهي مسجلة منذ عام 1982 وتعتبر الوحيدة التي تعود خطورة انقراضها إلى أسباب سياسية.
وتتعرض البلدة القديمة بالقدس المحتلة والمسجد الأقصى لتحديات عدة أبرزها الحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال على مساحات واسعة أسفل القدس والأقصى، والمحاولات المستمرة لتغيير ملامح المدينة الأثرية من خلال اللافتات التهويدية.
ويفرض الاحتلال قيودا مشددة على أي عملية ترميم في القدس بشكل عام وداخل المسجد الأقصى بشكل خاص.
ويقول مدير دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس عزام الخطيب إن لجنة إعمار الأقصى ودائرة الأوقاف الإسلامية تنفذ مشاريع كثيرة لترميم المسجد الأقصى.
وحسب الخطيب فإن دائرة الأوقاف أنهت تأهيل المصلى القبلي بالأقصى، وأكد اكتمال العمل في شبكة الكهرباء والفسيفساء والرخام والسجاد.
أما في قبة الصخرة فكان المشروع الأضخم هو تذهيبها عام 1993، ويجري حاليا إعادة ترميم الفسيفساء والزخارف الخشبية، وإزالة الرخام القديم وترميمه وإعادته، على أن يبدأ تنفيذ مشروع الإنارة من الخارج بُعيد عيد الفطر.
ولا تقتصر عمليات الترميم على المصليات الداخلية، بل تمتد إلى باحات المسجد الأقصى. وأوضح الخطيب أنه تم حتى الآن تبليط أربعة آلاف متر مربع من الساحات.
وعن المعوقات، أشار الخطيب إلى محاولات الاحتلال التدخل في أعمال الترميم والسيادة، وفرض قانون الآثار الإسرائيلي على الأوقاف في عملها بالمسجد الأقصى.
وأكد أن سلطات الاحتلال تعرقل إدخال المواد اللازمة للترميم والإعمار، "وهناك ما بين 10 إلى 15 مشروعا لا تستطيع الأوقاف تنفيذها نتيجة تعطيل السلطات الإسرائيلية البدء بها، وأبرزها مشروع إطفاء الحريق".
ويرى المقدسي محمد الرجبي أن مدينة القدس تُهود بشكل يومي عبر العديد من الوسائل، أخطرها شبكة الأنفاق الضخمة التي أقامها الاحتلال أسفل البلدة القديمة.
وعبر الرجبي عن خشيته من انهيار الأقصى، وقال "علينا أن ندافع عن مدينتنا ومقدساتنا، وسنصمد حتى ندفن جميعنا تحت ترابها".
ويقول نايف جهالين -من منطقة الأغوار- إنه دخل مدينة القدس بإذن من الاحتلال، ويلتقط حاليا صورا لكل معالمها.
ويضيف "أخشى ألا أعود إلى القدس والأقصى، وأخشى غدر الاحتلال ومخططاته التهويدية بالمدينة، لذا أريد أن ألتقط صورا قدر المستطاع خوفا من المستقبل".
وبدا الخلاف واضحا بين إسرائيل واليونسكو مؤخرا، خاصة بعدما عبّرت الأخيرة عن قلقها نتيجة التغيرات التي يجريها الاحتلال على المعالم التراثية والتاريخية الإسلامية في مدينة القدس.
لكن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية رد بالقول إن اليونسكو متقلبة ومنحازة لصالح الفلسطينيين وتقف إلى جانبهم، في حين يخص كل أماكن العبادة والمعالم الأثرية لحمايتها، "وتتهمنا بأننا نهدم آثار القدس العربية والعكس هو الصحيح".
وتم فصل البروفيسور مايك ترنر بعد 12 عاما من تعيينه مسؤولا في "اللجنة الإسرائيلية لليونسكو"، بعد أن رفع تقريرا خطيرا للمنظمة عن حفريات ينفذها الاحتلال في محيط الأقصى وتشكل خطورة بالغة على ثبات قبة الصخرة.
وصرح ترنر للقناة العاشرة الإسرائيلية بأنه قدم تقارير مهنية، قائلا "هكذا أملى علي ضميري وأتمنى على من خلفي أن يصون الأمانة".