قال مقاتلون والجيش إن الجيش السوري الذي يدعمه حزب الله توغل أكثر في مدينة الزبداني السورية المحاصرة بعد أسبوعين من حملة لاستعادة المدينة من المقاتلين.
ويُنظر إلى السيطرة على المدينة الواقعة على بعد 45 كيلومترا شمال غربي العاصمة دمشق على أنها مهمة لدعم المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة التي تربط لبنان وسوريا. والزبداني منتجع سابق على الطريق السريع الرئيسي بين بيروت ودمشق.
وقال المقاتلون والجيش إن مقاتلي حزب الله والجيش السوري تقدموا بمساعدة تعزيزات من وسط الزبداني تحت غطاء من اطلاق مكثف لنيران المدفعية وقصف جوي شرس لمخابئ المقاتلين.
وأوضحت تغطية بثها الجيش السوري جنودا في قلب حي السلطاني جنوب شرق المدينة الذي كان مركزا لقتال شرس في الشوارع. وقال مقاتلو المعارضة إن نحو 500 عائلة ما زالت موجودة داخل الزبداني في مخابئ ولكن المدينة خالية بشكل كبير.
والسيطرة على المدينة ستمثل مكسبا استراتيجيا للرئيس بشار الأسد الذي يقاتل جيشه في عدة جبهات جماعات بينها مقاتلي المعارضة غير الجهاديين ومتشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
كما يمثل التغلب على مقاتلي المعارضة أيضا ممرا لحزب الله لنقل المقاتلين والأسلحة. ويتزايد دور حزب الله الشيعي داخل سوريا بثبات منذ بدء الصراع السوري في عام 2011 .
وقال مقاتلون من المعارضة جرى الاتصال بهم هاتفيا إنه رغم فقدانهم بعض الأراضي في المدينة خلال الأيام القليلة الماضية إلا أنهم حتى الآن صدوا التقدم بشكل أكبر داخل معقلهم.
وقال القائد الميداني أبو عبده من حركة أحرار الشام "تحقق الآن ما يريدونه... المزيد من التقدم سيكون مكلفا للغاية بالنسبة لهم فيما يتعلق بالعنصر البشري."
ويحتمي في المدينة ما بين 1500 وألفي مقاتل من الجماعات الإسلامية وبينها أحرار الشام وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة إضافة إلى مقاتلين محليين. ويحاصر الجيش المدينة حتى قبل الهجوم الأخير.
وقطع الجيش قبل يومين خط إمداد للمسلحين من بلدة مضايا المجاورة الواقعة تحت سيطرة المسلحين إلى الزبداني في إطار إجراء لتشديد الحصار على المدينة ولقطع الإمدادات من المناطق النائية.
وطلب المقاتلون في الزبداني من نظرائهم في ضواحي دمشق إلى الجنوب الشرقي تصعيد هجماتهم لتخفيف الضغط عليهم.
والمنطقة حول الزبداني كانت جزءا من طريق إمداد للأسلحة التي ترسل من سوريا إلى حزب الله قبل اندلاع الصراع السوري الذي قتل أكثر من 200 ألف.
وسيطر الجيش وحزب الله على الجبال الغربية المطلة على الزبداني في مارس آذار إلا أن المقاتلين الذين يسيطرون على التلال الشرقية استخدموا قاذفات الصواريخ لقصف مواقعهم.