أكد مدير الشؤون الصحية في محافظة الأحساء الدكتور محمد العبد العالي أن المديرية وضعت خططاً مستقبلية لتطوير المستوى الصحي في المحافظة، حيث جرى عقد سلسلة من المناشط التي انتهت بإعداد خطط استراتيجية شارك فيها أكثر من 100 قيادي من المديرية، وتمخضت عن 200 هدف تم مراجعتها والخلوص إلى 77 هدفاً استراتيجياً وجارٍ حالياً اعتمادها وتوزيعها للتخطيط التكتيكي والتشغيلي التفصيلي لها.
وجدد العبد العالي في حوار مطول أجرته معه «الشرق» التأكيد على أنهم ماضون في زيادة السعة السريرية في المستشفيات، والتقليل من الازدحام في أقسام الطوارئ، وافتتاح عديد من المشاريع الصحية التي ستسهم بشكل كبير في تحسين مستوى الخدمات، ومنها إنشاء مستشفى عام «500 سرير» وآخر للنساء والولادة «400 سرير».
ما هي محاور الأهداف الاستراتيجية للتطوير؟
خططنا التطويرية تشمل 8 محاور وهي: تغطية الخدمة الصحية – تنمية الموارد البشرية الصحية – الجودة والسلامة – رضا المستفيد – الصحة الإلكترونية والمعلومات – الهياكل والنظم الإدارية – الإعلام والتوعية والشراكة مع المجتمع – الاستثمار الأمثل للموارد التي ستكفل عند تحقيقها تحقيق مستويات أعلى للخدمة والسلامة المقدمة للمرضى.
وأيضاً تتحقق رؤية رسالة «صحة الأحساء» التي تم صياغتها في الخطة، وملتزمون كذلك بالقيم التي تم الاتفاق عليها وهي المريض محور اهتمامنا – الشفافية – الإبداع والابتكار – المهنية – روح الفريق الناجح.
وماذا عن الكوادر الوطنية وأثرها في التطوير؟
دورها أساسي في تقديم الخدمات، لكن في حالة الندرة يتم استقطاب الكوادر المتميزة من الدول العربية أو من الدول الأخرى الصديقة.
والخطط التي ستتعلق بالتخطيط الوظيفي وتطوير الكوادر البشرية هي أحد المحاور الرئيسة والمهمة جداً في خطة استراتيجية «صحة الأحساء» وهي تعتبر من أهم الموارد التي يجب استثمارها بشكل سليم، وهناك اهتمام بالغ بعملية توظيف الكوادر الوطنية ذات الكفاءة والجدير أيضاً تنميتها وتطويرها من خلال برامج التدريب والابتعاث والتعليم المستمر.
هل هناك معالجات لندرة ونقص الأدوية؟
الوزارة تحدث قائمة الأدوية المعتمدة باستمرار، ويتم توفير بدائل مناسبة ومعتمدة للأدوية غير المتوفرة.
وفي حال وجود دواء يلزم إضافته للقائمة فهناك برامج كفيلة لدراسة الأمر وإضافتها من خلال سلسلة من الإجراءات.
كما أنه وفي حال احتياج المستفيدين ممن لهم أهلية العلاج لدواء خارج القائمة، فإن الوزارة تتكفل- في حال عدم وجود البدائل المناسبة له- بتوفيره وعلى نفقتها.
ماذا بخصوص رفض بعض المستشفيات الخاصة استقبال الحالات الإسعافية؟
رفض المستشفيات الخاصة استقبال الحالات الإسعافية الطارئة التي فيها استنقاذ للحياة، أو إنقاذ طرف أو عضو من أعضاء الجسم قبل دفع الفاتورة كاملة يعد مخالفة تستوجب العقوبات النظامية، بعد التثبت منها.
كما أن وجود مخالفات تتعلق بأسعار تقديم الخدمة أو مخالفات تتعلق بإجراءات استحصال تكاليف تقديم، أو أي ملاحظات أخرى سالبة عن أسلوب تقديم الخدمة وجودتها، فمن حق المستفيدين تقديم شكوى بها إلى «صحة الأحساء» وهي بدورها تقوم بالتحقيق اللازم واتخاذ الإجراءات النظامية لتصحيح الوقائع أو معالجتها وجلب الحقوق لأصحابها.
هل هناك خطط لتقليل الأخطاء الطبية التي تقلق المراجعين؟
وجود منظومة سليمة ومنهجية سليمة للجودة وسلامة المرضى ويعززها وجود اعتماد سواء وطني أو عالمي سيقلل كثيراً من فرص وجود أي أخطاء طبية أو مضاعفات جانبية لتقديم الخدمة.
وإن كان استمرار مثل وقوع هذه الأخطاء أو المخاطر أثناء تقديم الخدمة الصحية، نظراً لتعقيدها ولمساسها بحياة الإنسان بشكل مباشر، له نسب عالمية معروفة وموجودة في أفضل مستشفيات العالم، ولكن تقليلها واجب لتوفير البيئة المناسبة والمنظومة المناسبة لتقوية الجودة وسلامة المرضى وهذا ما نسعى إليه.
ونؤكد أن حقوق المراجعين محفوظة وفي حال تعرض أيهم لقصور في أداء الخدمة من أي جهة كانت تحت مظلة وزارة الصحة فنحن على أتم الاستعداد للاستماع والتجاوب والتفاعل بشكل نظامي.
وما دوركم كشؤون صحية في التعامل مع الأطباء المخطئين؟
نحن نتعامل مع هذا الخطأ بنظرة تحسين المنظومة، وتحسين النظام قبل النظر للخطأ بأنه فردي، فاحتمالية أن يكون الخطأ من المنظومة، أكبر بمراحل أن يكون خطأ فردياً وتصحيح ذلك ومعالجته هو أساس محور تطوير الجودة وسلامة المرضى في المنشآت.
ومع ذلك فإن وجود الخطأ الفردي وارد، والتعامل معه يتم أيضاً بقنوات ومعالجات تكفل عدم تكراره في المستقبل، وأيضاً هناك لجان مختصة للنظر في المخالفات الطبية وهيئة صحية شرعية يرأسها قاض ويتم اعتمادها تشكيلها من الوزير.
بماذا تعلل تأخر العمل في إعادة صيانة وتطوير مرافق مستشفى الملك فهد؟
المشروع يمر حالياً بمرحلة الجدولة ودفع لبرامجه من خلال اقتراب تسليم نصف مساحة المبنى للشركة المنفذة لإتمام العمل وذلك بعد انتقال قسم الباطنية والخدمات المساندة إلى مستشفى الأمير سعود بن جلوي الجديد.
وماذا عن مشكلة ازدحام طوارئ مستشفى الولادة والأطفال؟
مع إضافة عيادة لمعاينة الحالات سيقل الازدحام بشكل نسبي، إلا أن تفعيل أنظمة الفرز للطوارئ وتقوية البروتوكولات الموجودة في هذا القسم ستعزز بإذن الله بشكل كبير في إدارة هذه الحالات، وتحسين وصول الخدمة للمستحقين، وخاصة الحالات الأكثر حرجاً بين الحالات المتقدمة في الطوارئ، إضافة إلى ذلك فإن افتتاح المستشفيات في محافظة الأحساء قريباً وأقسام الطوارئ التي ستقدم الخدمة لفئة الأطفال والنساء ستسهم في تقليل الازدحام، ذلك فضلاً عن التوسع حالياً في المراكز المعتمدة التي تعمل إلى 11 مساءً، وهذه أيضاً ستقوم باستقبال الحالات التي لا تكون حرجة وتقدم لها الخدمات بدلاً من مزاحمتها للحالات الأكثر حرجاً في أقسام الطوارئ.
ما هي خطط المديرية لزيادة السعة السريرية للمحافظة؟
السعة السريرية تكون بداية في إتمام المشاريع القائمة حالياً وإدخالها في الخدمة مثل مستشفى الأمير سعود بن جلوي «300 سرير» ومستشفى العمران «100 سرير» وتفعيل إدارة الأسرة وتشغيل الأسرة بالمستشفيات الطرفية مثل الجفر ومدينة العمران وأيضاً مستشفى العفالق للرعاية الأساسية وزيادة نسب الأشغال فيها أيضاً تعزيز لإدارة الأسرة وأيضا المشاريع المستقبلية والمعتمدة ومنها مستشفى عام بسعة «500 سرير» وآخر للولادة «400 سرير» ومركز الأورام «100 سرير» ومركز الأسنان «100 سرير» ودخول هذه الأسرة يعتبر نقلة نوعية لعدد الأسرة مقابل عدد المستفيدين وسيحقق فارقاً في تقديم الخدمات.
وماذا عن مشروع إنشاء مركز صحي ثانٍ لمدينة الطرف؟
جرى بالفعل استلام وحدتين سكنيتين في إسكان الطرف وتم رفع خطاب لمقام الوزارة بحاجة الوحدتين إلى عمل ترميم وإضافات تتناسب مع تقديم خدمات وأنشطة الرعاية الصحية الأولية، وتمت الموافقة على الطلب وتم عمل تصور كروكي من إدارة المشاريع الهندسية، وجرى الإعلان عن طرح منافسة عملية تطوير إسكان مركز صحي الطرف بمحافظة الأحساء وقد تم الرفع لمقام الوزارة بحجز مبلغ المنافسة لكي يتم تسليم المؤسسة مشروع التطوير.
ما مدى نجاح برنامج الطب المنزلي؟
تعتبر الأحساء من المناطق التي بادرت في إطلاق خدمات الطب المنزلي ولها تجارب مميزة فيها، ولعل انطلاقتها من مستشفى الملك فهد بالهفوف تم توسعها بأكثر من برنامج في المحافظة، شمل معظم المناطق الداخلية في النطاق العمراني والأعداد التي تتزايد ورضا المستفيدين بل ورغبة عديد في الدخول بالبرنامج من المجتمع أكبر دليل على تقديم هذه الخدمة وجودتها ومما يزيدنا شعوراً بقيمة هذه الخدمة أن تم تقييمها من جهات اعتماد دولية في مستشفى الملك فهد بالهفوف واجتياز التقييم بجدارة.
ما مدى رضاكم عما تقدمه المديرية؟
مقدار الرضا عن مستوى ما نقدمه يرتبط بثلاثة أمور أولاً: رضا المستفيدين ومقداره، وهذا سيتم قياسه بشكل دوري، وثانيا مقدار تحقيق «صحة الأحساء» لمنجزات أعمال خططها الاستراتيجية، وثالثاً مقدار رضا مقدمي الخدمة وهم الموظفون الذين يعتبرون المستفيد الداخلي عن قيادتهم والإدارات التي يعملون ضمن فرقهم.