قال وزير الحج الدكتور بندر حجار إن برنامج المسار الإلكتروني لحجاج الداخل انطلق عقب تلكؤ المجلس التنسيقي للحجاج في إبداء الرأي فيه، مؤكدا أن المسار بدأ كفكرة قبل سنتين، عرضت حينها على المجلس التنسيقي للحجاج لكنهم لم يتحمسوا للفكرة، فعرض المسار الإلكتروني للدراسة، وبعد اكتمالها أبدى المجلس ملاحظات وصلت إلى عدم إمكانية التطبيق، وأمام تلكئهم ومماطلتهم اتخذنا القرار بالتطبيق.
وأكد حجار أن وزارته أطلقت برنامج التفويج الإلكتروني الذي بموجبه لا يسمح لأي حافلة بالتوجه إلى المطار إلا بعد التأكد من وجود رحلة مجدولة وأن لا تتوجه إلى المطار إلا قبل موعد الرحلة بست ساعات.
وأكد أن المملكة لم تمنع حجاج أي دولة من الدول التي تشهد اضطرابات من أداء الفريضة، ومضى يقول "بل إنها تعمل على إيجاد الآليات المناسبة لمساعدتهم وتمكينهم من أداء الحج، شريطة التزامهم بتعليمات وأنظمة الحج"، جاء ذلك في حوار أجرته "الوطن" مع وزير الحج فإلى نصه:
قدمت شركات ومؤسسات حجاج الداخل شكوى قضائية، مدعية عدم أخذ رأيها في تطبيق المسار الإلكتروني، لماذا لم تشركوها في الرأي بحكم شراكتها في تقديم الخدمة؟
فكرة إطلاق مسار إلكتروني لحجاج الداخل بدأت قبل سنتين تقريبا، انطلاقا من حرص الوزارة على تسهيل وتيسير الإجراءات، والقضاء على المغالاة في الأسعار، وتحقيق الشفافية والوضوح، وحفظ حقوق جميع الأطراف، وعرضت هذه الفكرة على المجلس التنسيقي لحجاج الداخل لإبداء الرأي فيها ولم يبد المجلس تحمسه للفكرة فكلفت مكتب دراسات متخصصا في جامعة أم القرى لإعداد دراسة شاملة عن الموضوع تحت عنوان التصنيف الكمي والنوعي للخدمات المقدمة لحجاج الداخل وأسعارها، وعقد المكتب ورش عمل حضرها أصحاب الشركات وبعد اكتمال الدراسة أبدى المجلس ملاحظات وصلت إلى عدم إمكانية التطبيق، حينها تم تكليف فريق متخصص من جامعة الملك عبدالعزيز لاستكمال الملاحظات، وقد اجتمع الفريق مع أعضاء المجلس التنسيقي مرات عدة وعرض عليهم الدراسة وحضرت آخر اجتماع وكان في شهر رمضان لوضع تصور مشترك ولكن الشركات أخذت تماطل وأمام هذا التلكؤ والمماطلة اتخذ القرار بالتطبيق، فكما ترى أن الوزارة أشركتهم من اليوم الأول للمشروع وحتى آخر يوم قبل إطلاق المسار الإلكتروني، وسوف يكون لدينا اجتماع يوم 25 ذي الحجة المقبل لإجراء تقييم شامل للبرنامج.
متى يتم كسر احتكار مؤسسات أرباب الطوائف لخدمات الحجاج؟
احتكار مؤسسات أرباب الطوائف لخدمات الحجاج مقولة غير صحيحة لأن قطاعات النقل والإسكان والإعاشة مفتوحة لكل من أراد الدخول والعمل بها، ومؤسسات الطوافة ليس لها تواجد وخدمات في هذه القطاعات، والمخصص لمؤسسات أرباب الطوائف يتعلق بالخدمات المصاحبة التي يحتاجها الحاج كتهيئة مخيمات الحجاج في المشاعر وتنظيم ما يحتاجونه من غذاء ومتابعة شؤون الاستقبال والتوديع وتنظيم تنقلاتهم في المشاعر وإرشاد حافلاتهم وتزويدهم بماء زمزم في سكنهم.
ماذا عن تسييس الحج والرسوم على التأشيرات وعوائد الخدمات؟
فيما يتعلق بتسييس الحج فإن المملكة انطلاقا من مسؤوليتها لتمكين الحجاج من أداء الفريضة بكل يسر وسهولة وأمن وأمان وضعت أنظمة وتعليمات تطبقها على جميع الحجاج القادمين من مختلف دول العالم تدعوهم إلى التفرغ التام للعبادة، وعدم استخدام الحج وسيلة سياسية لرفع الشعارات وتنظيم المسيرات وتوزيع المنشورات، فهذه الأعمال والتصرفات تنقل الحج من فريضة دينية روحانية إلى أجندة سياسية تخرج الحج عن أهدافه وقيمه ومبادئه، ووزارة الحج وقعت محاضر مع جميع الدول التزمت بموجبها بتطبيق الأنظمة والتعليمات، ولذلك فإن مخالفتها سيعرض المخالف للعقوبات المقررة في الأنظمة، لذا ندعو الحجاج إلى الالتزام بأداء الفريضة وأن الأنظمة وضعت لراحتهم.
أما فيما يتعلق بالرسوم على التأشيرات التي يروج لها البعض فنود التأكيد بأن سفارات المملكة في الخارج لا تتقاضى رسوما مقابل منح تأشيرات الحج والعمرة، وندعو جميع الحجاج والمعتمرين إلى عدم دفع أي رسوم يطلبها منهم أي وكيل خارجي أو مكتب سياحي تحت عنوان تأشيرات الحج والعمرة، فالمملكة أنفقت وتنفق مليارات الريالات سنويا لجعل الحج سهلا وميسرا، ولا تبتغي من وراء ذلك إلا الأجر والمثوبة من الله عز وجل.
تشهد بعض الدول المجاورة اضطرابات، فهل سيتم منع حجاج هذه الدول؟
المملكة لم تمنع حجاج أي دولة من الدول التي تشهد اضطرابات من أداء الفريضة، بل إنها تعمل على إيجاد الآليات المناسبة لمساعدتهم وتمكينهم من أداء الحج، وسبق أن اجتمعت مع رؤساء مكاتب حجاج هذه الدول لترتيب قدوم حجاجهم.
الحج سيكون في المواسم المقبلة في فصل الصيف فهل لدى الوزارة خطط لمواجهة ذلك؟
نظمت الوزارة خلال الأشهر الماضية ثلاث ورش عمل دعت إليها نحو 20 جهة حكومية وأهلية تقدم خدماتها للحجاج وانتهت الورشة إلى توصيات عامة وتوصيات تخص كل جهة وتم رفعها إلى الجهات العليا ونحن نتابع تنفيذ هذه التوصيات.
الافتراش مشكلة أزلية، فهل هناك إجراءات جديدة لمنع أو الحد من الافتراش هذا العام؟
العلاقة طردية بين الحج بدون تصريح والافتراش، فكلما زاد عدد الذين يحجون بدون تصريح، يزداد عدد المفترشين، وفي كل عام وعلى مدى ثماني سنوات تنظم إمارة منطقة مكة المكرمة حملة إعلامية توعوية وتحذيرية، بتوجيه ورعاية من أمير منطقة مكة المكرمة، توضح السلبيات المترتبة على الحج بدون تصريح، ومن أبرزها الافتراش لأن الذين يحجون بدون تصاريح إما يفترشون الشوارع والطرقات أو يضايقون الحجاج النظاميين الذين يحجون للمرة الأولى، لذا أدعو المواطنين والمقيمين إلى الالتزام التام بالحج بالتصريح وعدم مضايقة الحجاج النظاميين، وأن الذي يحج بدون تصريح يمكن أن يتسبب في وفاة آخرين لا تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم في الوقت المناسب بسبب افتراش الشوارع والطرقات والممرات وقد قدمت الوزارة مبادرة ببناء بوابات إلكترونية على مداخل مكة المكرمة يمكنها أن تميز الحاج النظامي من غير النظامي وتميز واسطة النقل النظامية من غير النظامية بدرجة عالية جدا من الدقة والسرعة وقد يتم طرح المشروع قريبا.
ما خطط الطوارئ لدى وزارة الحج؟
أعدت الوزارة خطة شاملة لمواجهة الطوارئ ورفعتها إلى لجنة الحج العليا وتم حصر الحالات إلى 12 حالة خطرة وطرق مكافحتها، وتتفرع من الخطة العامة خطط فرعية تحدد مهام ومسؤوليات جميع الجهات التي تعمل تحت إشراف الوزارة، فمؤسسات الطوافة تضع خططا للمحافظة على أرواح وممتلكات الحجاج في جميع مواقع تواجدهم، بالتنسيق مع إدارة الطوارئ والسلامة في الوزارة للتأكد من توفر وسائل السلامة والوقاية في مساكن الحجاج وفق تعليمات الدفاع المدني ووضع برامج توعوية توزع بعدة لغات، وهناك رجل طوارئ في كل مجموعة خدمة ميدانية ويوجد مندوب يمثل الوزارة في غرفة عمليات الطوارئ في الدفاع المدني التي تعمل على مدى 24 ساعة.
هل تشارك الوزارة في تحديد الدول الممنوع حجاجها من الحج بحكم الأوبئة، وما الدول التي سيتم منع حجاجها من الدخول إلى المملكة؟
وزارة الصحة هي الجهة المعنية والمسؤولة عن تقديم الرعاية الوقائية والعلاجية والتوعية الصحية والإشراف على مكاتب الخدمات الطبية وهي التي تحدد الأمراض الوبائية وتمنع قدوم الحجاج من المناطق الموبوءة، ووزارة الحج بحكم إشرافها على المؤسسات التي تقدم خدماتها المباشرة للحجاج وبحكم ارتباطها المباشر مع جميع مكاتب شؤون الحجاج فهي تقوم بنقل تعليمات وزارة الصحة إلى كل هذه الجهات وتتابع تنفيذ هذه الجهات لها، فنحن نتعاون وننسق مع وزارتي الصحة والخارجية باستمرار.
يتخوف البعض من انتشار بعض الأمراض بسبب الكثافة البشرية خلال موسم الحج؟
وزارة الصحة هي الجهة المعنية بتوفير الخدمات الصحية العلاجية والوقائية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة وهي التي تشرف على مكاتب شؤون الحجاج الصحية وتوفر أيضا الخدمات الإسعافية، ووزارة الحج تنسق وتتعاون معها بحكم إشرافها على مؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل، فمن خلال هذه المؤسسات توجه وزارة الحج المؤسسات بتوعية حجاجها وتنفيذ خطة وزارة الصحة، وتقوم أيضا بتنظيم دورات تدريبية لتنمية المهارات في مجالات مختلفة، منها الإسعافات الأولية، ووزارة الصحة تتابع بشكل مستمر ومكثف أوضاع الأمراض الوبائية وتتعاون مع منظمة الصحة العالمية وتتخذ كافة الاحتياطات الوقائية وتراقب جميع القادمين إلى المملكة عبر منافذ الدخول البرية والبحرية والجوية.
ما الاحتياطات التي تم اتخاذها لتلافي تكدس الحجاج في المطارات بعد انتهاء أداء الفريضة؟
أطلقت الوزارة برنامج التفويج الإلكتروني وبموجب هذا البرنامج لا يسمح لأي حافلة بالتوجه إلى المطار إلا بعد التأكد من وجود رحلة مجدولة، وأن لا تتوجه إلى المطار إلا قبل موعد الرحلة بست ساعات، والتحقق من أن السائق حصل على فترة زمنية كافية تبين كل رحلة والرحلة التالية بما يمكنه من نيل قسط من الراحة، فهذا البرنامج يضبط إجراءات القدوم والمغادرة ويمنع التكدس في المطارات وتم تنفيذه وأثبت نجاحه والحمد لله.
