أمهلت القوات الموالية للحكومة المؤقتة في بوركينا فاسو زعماء الانقلاب حتى العاشرة صباحا بتوقيت غرينتش للتخلي عن السلاح والاستسلام، وإلا هاجمتهم قوات الجيش، بحسب ما ذكره ضابط كبير في القوات.
وكان الجنود المناوئون للتمرد، الذي قاده رئيس الاستخبارات السابق الجنرال غيلبرت دينديري والحرس الرئاسي، قد غادروا قواعدهم العسكرية في البلاد وتجمعوا في العاصمة الاثنين.
ودخل الجنود أجزاء من المدينة خلال الليل، وقال الموالون إن قوات النخبة في الحرس الرئاسي، التي يبلغ عددها 1200 جندي، بدأوا التفاوض على شروط الاستسلام.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن ضابط موال كبير قوله "لديهم مهلة حتى العاشرة صباحا للتخلي عن أسلحتهم والاستسلام في معسكر سانغول لاميزانا"، مشيرا إلى ثكنات عسكرية تقع غربي العاصمة واغادوغو.
ولا تزال المفاوضات بين قادة الجيش والحرس الرئاسي مستمرة، بحسب ما ذكرته مصادر أمنية.
وقد أدى الانقلاب إلى تعطيل عملية السلام الهشة في بوركينا فاسو، التي كانت تعد لإجراء اقتراع في 11 أكتوبر/تشرين الأول يهدف إلى استعادة الديمقراطية، بعد عام من الإطاحة بالرئيس بليز كومباور، الذي حكم البلاد لفترة طويلة.
ومن المقرر أن يجتمع زعماء تكتل دول غرب إفريقيا المعروف باسم "إكواس"، في العاصمة النيجيرية، أبوجا، الثلاثاء لبحث الأزمة.
إطلاق سراح الرئيس
وكان قائد الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو الجنرال غيلبرت دينديري قد قال إنه على استعداد لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، وذلك بموجب مقترحات طرحها وسطاء إقليميون.
واعتذر دينديري الذي قاد مجموعة من عناصر الحرس الرئاسي نفذت الانقلاب، لمواطني بوركينا فاسو.
وأكد أنه سوف يقبل خطة السلام التي اقترحت الأحد وتدعو إلى إعادة السلطة إلى حكومة مدنية تجنباً لإراقة المزيد من الدماء.
وأعلن السفير الفرنسي في واغادوغو، جيل تيبو، في تغريدة عبر تويتر مساء الاثنين أن الانقلابيين في بوركينا فاسو أفرجوا عن الرئيس الانتقالي ميشال كافاندو، وأنه "الآن في مقر السفارة الفرنسية".
وكان الحرس الرئاسي الذي نفذ الانقلاب اعتقل الأربعاء كافاندو أثناء ترؤسه مجلس الوزراء، لكن زعيم الانقلابيين عاد وأعلن - إثر وساطة غرب-إفريقية الإفراج عن الرئيس الانتقالي الذي وضع منذ ذلك الوقت تحت الإقامة الجبرية.
وكان كافاندو قد عبر في وقت سابق الاثنين لإذاعة فرنسا الدولية عن "تحفظه الشديد" على مشروع الاتفاق الرامي لإنهاء الأزمة الناجمة عن الانقلاب الذي نفذه الحرس الرئاسي.
وأعلن مسؤول أمني كبير في بوركينا فاسو أن الجيش دخل ليل الاثنين-الثلاثاء العاصمة واغادوغو دون أن يواجه أي مقاومة، وهو حاليا يتفاوض مع قادة الحرس الرئاسي على شروط استسلامهم بعد الانقلاب الذي نفذوه الأسبوع الماضي.
وقد حددت الوساطة التي تقوم بها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لتقديم مشروعها للاتفاق، بعدما أجرت منذ اكثر من 48 ساعة، مفاوضات طويلة مع اقطاب الحياة السياسية والمدنية في بوركينا فاسو.
وكانت الرئاسة السنغالية التي تقوم في بوركينا فاسو بوساطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، أعلنت أنها تعد خطة "يمكن إلى حد كبير أن تؤدي إلى عودة" الرئيس ميشال كافاندو.