أوضحت دراسة أن 70% من الأطفال الذين يعملون في سن مبكرة آباؤهم غير متعلمين، وهو ما يؤكد دور الأمية في تكوين عدد من الظواهر السلبية، ومن بينها عمالة الأطفال. الدارسة التي أعدها رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة القصيم الدكتور يوسف بن أحمد الرميح بعنوان "العوامل المرتبطة بعمالة الأطفال في المجتمع السعودي" هدفت إلى التعرف على العوامل والأسباب التي تؤدي إلى نزول الأطفال إلى العمل في سن مبكرة، والخصائص الاجتماعية والاقتصادية والأسرية لهؤلاء الصغار الذين يمارسون العمل في سوق الخضار، والفواكه في منطقة القصيم.
الباحث الذي اختار 100 طفل يمثلون الفئة العمرية من 8 إلى 15 عاما، خلص إلى جملة من النتائج المهمة، كان من أبرزها أن "الأطفال ممن تتراوح أعمارهم من 12 إلى 14 عاما هم الفئة الأكثر مزاولة لتلك الأعمال، وذلك بنسبة 74%، وتبين أن غالبيتهم من السعوديين بنسبة 89%، فيما بلغت نسبة غير السعوديين 11%، كما أن 48% من الأطفال توقفوا عن الدارسة منذ المرحلة المتوسطة من التعليم العام، تلا ذلك الطلاب الذين توقفوا عند المرحلة الابتدائية بـ37%، أعقب ذلك الأطفال المتسربون من التعليم بنسبة بلغت 7%.
وعلى الصعيد الأسرى تشير الدارسة إلى أن "49% من المبحوثين يعيشون في أسرة كبيرة يتجاوز عدد أفرادها الثمانية، تلا ذلك الأطفال الذين يعيشون في أسر متوسطة الحجم بمعدل ستة أفراد".
وكشف الدارسة عن تدني الحالة التعليمية للأب الذي يعمل طفله، حيث بلغت نسبة الآباء غير المتعلمين 70%، فيما بلغت نسبة الآباء المتعلمين بـ30%.
وتبين الدارسة أن "أسرة الطفل تعتمد في مصدرها المادي على دخل رب الأسرة وذلك بنسبة 77%، فيما تأتي الأسر التي تعتمد على دخل الأبناء في المرتبة الثانية بنسبة 22%، فيما جاء الأطفال الذين تستفيد أسرهم من إعانات الجمعيات الخيرية في المرتبة الثالثة بنسبة 17%.
وتقول الدارسة إن "79% من أسر الأطفال -محل الدارسة- يعيشون في مساكن بالإيجار، فيما يعيش 21% منهم في مساكن مشتركة مع أسر أخرى".
وعن طبيعة العمل الذي يمارسه الأطفال، تبين أن "54% منهم يمارسون مهنة بائع خضار، فيما يعمل 38% منهم في مجال نقل وحمل البضائع للزبائن، فيما يقوم 8% منهم بمهنة الدلالة". وحول مدة البقاء خارج المنزل، أوضحت الدراسة أن "42% من الأطفال يقضون من 4 إلى 8 ساعات يوميا خارج المنزل، و40% يقضون من 8 إلى 12 ساعة يوميا خارج المنزل، فيما يقضى نحو 10% من الأطفال أكثر من 12 ساعة خارج المنزل"، مشيرة إلى أن 43% منهم يحصلون على 50 ريالا يوميا، تلا ذلك من يعمل بأجور أقل.
وتطرقت الدارسة إلى الأسباب والدوافع التي جعلت الأطفال يزاولون تلك الأعمال، فكانت الناحية الاقتصادية في الصدارة بنسبة 91%، فيما بلغت نسبة الأطفال الذين لا تقدر أسرهم على الإنفاق 9%.
وحذرت الدراسة من مغبة التهاون في تشغيل الأطفال في سن مبكرة، لما ينطوي على ذلك من محاذير أمنية من أبرزها إمكان استغلالهم في شبكات العصابات المنظمة التي تنشط في السرقة، وتجارة المخدرات، وغير ذلك من الجرائم التي يستغل فيها الصغير لقلة وعيه وإدراكه.
وأوصى الباحث بضرورة دمج عمل الأطفال ضمن الاستراتيجية الوطنية للحد من الفقر، وسن قوانين أكثر صرامة لمستخدمي الصغار دون السن النظامية للعمل، وإنشاء قاعدة بيانات أساسية حول عمل الأطفال، وحجمه وخصائصه في المجتمع السعودي بشكل مستمر.