ينتظر فريق عمل من طالبات جامعة الدمام كلية التصاميم موافقة وزارة الإسكان لتنفيذ تصميم المسكن الميسر الذي فازت به الجامعة في جائزة مجلس التعاون بمجال الاسكان والتي أقيمت في قطر مؤخرا.
والمشروع كما تقول احدى المشاركات بتصميمه، المهندسة مشاعر العبدالله عبارة عن مقترح المسكن الميسر للشباب بمدينة الرياض وجاء هذا المقترح تحت عنوان "نحو حل مستدام ينطلق من ثوابت عقيدتنا وهويتنا الاسلامية ويلبي احتياجاتنا ويحافظ على ارض الاجداد لتصل الى الاحفاد ويحد من الهدر في المساحات داخل البيت السعودي". وقد تم اختيار المشروع لمساعدة الشباب المقبلين على الزواج على تبني نمط جديد في تصميم الوحدات السكنية للحد من الهدر في النفقات والمساحات عن طريق ما يسمى بـ "مسكن النواة" بالإضافة الى تغيير نظرة المجتمع السعودي نحو المباني متعددة الطوابق بالاستعانة بوحدات دوبليكس داخل المباني متعددة الادوار.
وقالت المهندسة مشاعر: "لقد تبلورت فكرة المشروع في تحقيق مسكن محدد المساحة ويمتاز بمرونة، حيث يشمل مفهوم المرونة في هذا المشروع ان يكون المبنى نواة مستمرة في تلبية احتياجات السكان الحالية وبعيدة المدى وهذا ما سعى المقترح لتحقيقه بتوفير ديناميكية جديدة بحيث يبدو المبنى متكاملا متزنا في اثناء مراحله المختلفة حيث تم اعتماد ثلاثة نماذج في التصميم وهي دوبليكسات مكونة من طابقين بتصميمين مختلفين بالإضافة الى دوبليكسات رأسية مكونة من 8 طوابق، حيث تم مراعاة توفير الخصوصية وتمتع المسكن بالمرونة بالإضافة الى مراعاة الجانب الاقتصادي بتقليل الهدر في المساحات والاعتماد على الاضاءة والتهوية الطبيعية بالأخذ في الاعتبار الطابع المعماري من حيث المضمون والشكل لتأصيل الهوية الثقافية للمنطقة، ومن ثم تحديد النظام الانشائي وحساب تكلفة المشروع الاجمالية.
واضافت ان متطلبات التنفيذ يحتاج الى توفير الاراضي المناسبة والمواد البيئية وكذلك توفير الطواقم الهندسية المتمكنة وهي متوفرة في المملكة وقادرون عن تنفيذها في مدة زمنية قصيرة باتباع النظام الانشائي الهيكلي في مدة لا تتجاوز 5 ايام كما نفذت في مدينة (دار تموث في نوفاسكوتيا) وتنشأ بسهولة وبالإمكان ان تشيد في المملكة حيث انها تمتلك مواصفات متميزة مثل مقاومة الحريق وتعدد الوانها واشكالها وهي تعمل جاهزة وقابلة للتركيب دون ازعاج بـ (نظام هيكلي مسبق الصنع) وهي اقتصادية في الانشاء والفرق بين الفلل الحالية وهذا المشروع ان الحالية تحتاج مواد اكثر وتكلفة عالية وطلباتها معقدة وان الأخيرة اكثر سهولة.
وتضيف: "من اهم الأسئلة التي مهدت لفهم نظرة المجتمع للمسكن السؤال الذي قاس رغبة المجتمع في نمط المسكن، فلقد تم سؤالهم عن ﻧﻮع اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺴﻜﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﻔﻀﻞ اﻟﺴﻜﻦ فيها واجابت 63.37% من العينة انها تفضل نمط الفيلا، يليها الدوبلكس ثم الشقة، ثم سؤالهم عن ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺴﻜﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺟﻬﺎ، فأجاب 57.86% منهم بحاجتهم لمساحة تزيد عن 400 م2 مع زهد كامل في المساحات الصغيرة التي تقل عن 200 م2، وذلك يؤكد ما تم ذكره في الاعلى عن مشكلة الهدر المساحي بالمنازل السعودية وعليه، فإن أساسيات فكرة هذا المشروع كانت تحقيق المسكن محدد المساحة والمرن وهو المسكن الذي يستطيع أن يتلاءم والاحتياجات المتغيرة للمستخدمين سواء كانت مساحية أو وظيفية. كما يتيح إمكانية تزويد كل مستخدم بالحد الأدنى ولكن الملائم والفعال من المساحات ودون هدر، على مستوى المبنى ككل وعلى مستوى الوحدة السكنية، القادرة على أن تلبي الاحتياجات والرغبات الفردية عبر الزمن".
يذكر أن المشروع تم تحت اشراف الدكتورة هالة الوكيل الاستاذ المشارك والمهندسة بدرية العجمي طالبة الماجستير وبمشاركة المهندسات: "مشاعر العبد الله وحميدة الدهان وندى الشهري ولمياء الصقهان وسكينة السادة".