بعبارة "هذا العالم على قيد الحياة" في اشارة الى أن كوكب "بلوتو" وأقماره الخمسة، مجموعة ليست ميتة، بث أحد علماء "ناسا" الأميركية الحيرة والفضول، باضافته الثلاثاء الماضي أن الوكالة الفضائية ستعلن عن شيء "مدهش" اكتشفته في "بلوتو" عبر صور وبيانات بثتها مركبة "نيو هورايزونز" التي سلكت 9 سنوات بالفضاء لتصل في 12 يوليو الماضي الى مسافة 12500 كيلومتر من سطحه، فمسحته، هو وأكبر أقماره "شارون" وأرسلت من الملاحظات والمعلومات ما أدى على ما يبدو الى كشف مهم.
الدكتور الآن ستيرن، عالم من "ناسا" بالكواكب، وكبير المحققين فيها بمهمة المركبة التي قطعت 5 مليارات كيلومتر تقريبا لتصل الى أقرب مسافة من "بلوتو" المعروف بأصغر كواكب المجموعة الشمسية، تحدث الثلاثاء الماضي في "جامعة ألبرتا" بكندا، وأحدث بما قال وقرأته "العربية.نت" بالكامل، فضولا وتكهنات وتوقعات، أبرزها ما أجمع عليه عدد من المعلقين العلميين، من أن الوكالة "ربما عثرت" على ما يشير الى أن "بلوتو" متميز كالأرض بوجود حياة فيه، ولو بدائية وبسيطة.
"وكل أسبوع أعثر فيه على جديد"
شرح موقع Nature World News المهتم بأحدث المكتشفات العلمية، أن الدكتور ستيرن كان يستعرض مع مستمعيه بالجامعة، أحدث صور بثتها المركبة، حين ذكر أن ناسا: "لن تسمح لي بالافصاح عما ستعلنه الخميس.. انه مدهش" وهو ما تناولته وسائل الاعلام العالمية أمس الأربعاء بجدية واهتمام.
وما قاله العالم الأميركي، جاء بعد أسبوع من نشر "ناسا" لصور جديدة، كشفت عن احتواء "بلوتو" على جبال ووديان وتضاريس كما في الأرض، وحملت ستيرن نفسه على وصفه بكوكب "متنوع، فيه طقس وغيوم بغلافه الجوي، وجيولوجيا نشطة، وكل أسبوع أعثر فيه على جديد" كما قال.
أيضا نقلت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، مما ذكره الدكتور المولود قبل 58 سنة، في أن التركيز في الصور يتمحور على سلسلة جبال في "بلوتو" ظهرت متعرجة كما الأفعى، الا أنه لم يكشف عما هو مهم فيها، مضيفا فيما قرأته "العربية.نت" من كلامه، أنه لا يرغب أيضا بالتحدث عن "المدهش" الجديد، ولو بكلمة، وترك لتفصح عنه الوكالة، ربما ببيان أو مؤتمر صحافي تعقده اليوم الخميس في مقرها بواشنطن.
هل في هذا الكون الفسيح حياة كما على الأرض ؟
وأكثر ما يثير دهشة المتأملين بصور "بلوتو" الجديدة، أنه الوحيد بعد الأرض في المجموعة الشمسية، المحتوي على سطح متنوع الألوان بكثافة واضحة، خصوصا البني والبرتقالي، كما فيه مناطق ممتدة طولا وتتخللها خطوط حمراء واضحة للعيان بالصور التي تم التقاطها من مسافة 12500 كيلومتر، وما زالت لغزا.
وكانت "ناسا" نشرت في 18 سبتمبر الماضي صورا حديثة التقطتها "نيو هورايزونز" بدت فيها سهول ممتدة وضباب على مستوى منخفض قرب السطح، وهو ما اعتبره العلماء مؤشرا كبيرا"على وجود دورة مناخية للمياه شبيهة بما في الأرض" على حد ما راجعت "العربية.نت" في ما بثته الوكالات عن تلك الصور التي كشفت عن وجود أنواع غير معتادة من الثلوج الهشة، اضافة الى النيتروجين المتجمد، وهو ما اعتبره الدكتور ستيرن يساعد على الشعور: "بأنك هناك، تتجول على سطح بلوتو بنفسك" واصفا الكوكب بأنه: "شبيه بالأرض بشكل مدهش، وهو ما لم يتوقعه أحد" وفق تعبيره.
عالم آخر من "ناسا" اسمه ويل غراندي، ومن أهم المشاركين في مهمة المركبة، ذكر أيضا أن الصور الجديدة: "مدهشة بصريا، فهي تشير الى وجود طبقات ضبابية تدل بأن طقس الكوكب يتغير يوميا، كما يحدث على الأرض تماما" لذلك فالتوقع كبير بأن تجيب "ناسا" عما يجهد الانسان بحثا عنه منذ مئات السنين: هل في هذا الكون الفسيح حياة كالتي نعرفها على الأرض؟