لم يكن يتصور بلال عبدالوهاب، المستثمر الأمريكي ذو الأصول العربية، أن يصل به الحال أن يعيش على الصدقات التي تقدمها الجمعيات الخيرية له ولأسرته، وذلك بعد انهيار المشروع الذي حلم وخطط لتنفيذه، حتى تراكمت عليه الديون ووجد نفسه محبوساً، حتى إنه لم يتمكن من إلحاق ابنته التي بلغت من العمر 9 أعوام بإحدى المدارس لتتلقى تعليمها.
بلال قدم إلى المملكة مع أسرته ليقضي فيها سنوات طفولته، قبل أن يغادر برفقتهم إلى الولايات المتحدة التي يحمل جنسيتها، ويكمل تعليمه هناك ويعمل بها لعدة سنوات، قبل أن يعود مجدداً إلى المملكة ليبدأ في تنفيذ مشروع مصنع لتشكيل الحديد بالرياض.
ويحكي بلال أنه ادخر مبلغ مليون و300 ألف ريال من عمله بأمريكا، وقدم إلى المملكة كمستثمر أجنبي، وعمل عدة سنوات حتى حصل على عقد تنفيذ مشروعه من الباطن مع إحدى الشركات، لكنه وقع ضحية للشركة التي تعاقد معها، حيث طلبوا منه توقيع شيك كضمان حتى انتهاء المشروع، ولكن بعد خلاف وقع بينهما قدمت الشركة الشيك لوزارة التجارة، ليُحكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة إصدار شيك بدون رصيد.
وأضاف بلال أنه وجد نفسه باقياً في السجن لمدة عام كامل بعد انتهاء مدة محكوميته، وأصيب بمرض التهاب الكبد الوبائي من الفئة (ب) لتتدهور حالته الصحية حتى بعد خروجه من السجن، كما ساءت أحواله المعيشية ليعجز عن تلبية احتياجات أسرته ويضطر للجوء للجمعيات الخيرية، وتراكمت عليه الديون ليجد نفسه في السجن مجدداً، وفقاً لما نقلت عنه صحيفة "الوطن".
وأوضح المحامي الموكل في قضية المستثمر الأمريكي، أن موكله أنهى عقوبته وهو راض بالحكم الشرعي ومقتنعاً بعدالته، لكن المأساة تكمن في بقائه في السجن بعد انتهاء فترة عقوبته.
وكشف المحامي عمر البريك، أنه بعد إيقاف بلال 6 أشهر وتغريمه، تصادف أنه سبق إيقافه بسبب استعماله مادة الحشيش المحظورة، ليحال إلى المحكمة الجزائية ويصدر ضده حكم بالسجن شهرين، بالإضافة إلى عقوبات أخرى مكملة.