أنقذت العناية الإلهية، ليلة أمس، ثم شجاعة وبسالة المواطن عبدالله بن مسلط الشريف، والشابين عمر بن عبدالرحمن الشريف، ومساعد بن معيض المسعودي، مسنّاً وزوجته جرفهما سيل وادي المضيق شرق مكة المكرمة، وحوّل سيارتهما لكومة حديد؛ ذلك وسط ذاكرة لا تنسى وفاة 12 شخصاً بذات الموقع قبل 16 عاماً.
كان المسنان عائدين بسيارتهما نوع "جيب نيسان" وقت هطول الأمطار لمنزلهما، وقطعا الطريق الفاصل لوادي المضيق؛ بهدف الوصول لمنزلهما، وفي لحظة جرفهما السيل وانقلبت بهما السيارة رأساً على عقب، فأسرعا وحاولا إنقاذ نفسيهما، وسط مشاهدة عدد من المواطنين؛ حيث علقت المسنة في إحدى الأشجار، مما دفع بالمواطن "عبدالله الشريف" والشابين "عمر الشريف" و"مساعد المسعودي" للمسارعة لإنقاذها من داخل السيل، وضحوا بأنفسهم لأجل إنقاذ حياتها.
وتشير التفاصيل التي حصلت عليها "سبق" إلى أن المسن علي بن ناصر الشريف، كان برفقة زوجته عائدين لمنزلهما بوادي المضيق، وأثناء عبورهما الوادي بسيارتهما نوع "جيب نيسان" جرفهما السيل، وعندما غرقت السيارة بهما داخل السيل، تمكّن الزوجان المسنان من الخروج منها، ولكن قوة السيل حالت بينهما وبين الخروج من الوادي، فجرفتهما السيول لمسافة تقارب 500 متر، تمكّن الزوج من الخروج من الوادي بعد مساعدة المواطنين، وبقيت الزوجة المسنة متشبثة بإحدى الأشجار بالوادي تصارع السيول.
قبل ذلك، كانت الزوجة وزوجها في جنح الظلام يستغيثان ويطلبان المساعدة، حتى سمعهما وشاهدهما المواطن والشابان، عندها قاموا بتوجيه أنوار سيارتهم نحوهم في الوادي، وافتدوهم بأنفسهم مصارعين جريان السيول، وكانوا يسبحون وسط السيل حتى وصلوا للمسنّة، وأنقذوها حملاً بينهم، وسط تصفيق وثناء جميع الحضور، ومن ثم قاموا بنقل المواطن وزوجته بسيارتهم الخاصة إلى مستشفى الملك فيصل بالششة وهما الآن بصحة جيدة، ولله الحمد.
وقدم ابن المسنّين حسن بن علي الشريف، جزيل شكره وتقديره وامتنانه وكل أسرة الناجيين، للمواطن عبدالله الشريف والشابين عمر الشريف، ومساعد المسعودي؛ لإنقاذهم والدتهم ووالدهم، ومن ساعدهم من شباب القرية، وقد أعرب الكثير من أشراف "ذوي علي" بوادي المضيق عن شكرهم لموقفهم البطولي الذي يفتخر به الجميع.
وعلمت "سبق" أن فرق الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة تمركزت في أطراف الوادي، ليلة أمس، وحتى فجر اليوم؛ للقيام بعمليات إنقاذ لو تطلب ذلك، ومسح الوادي والتأكد من عدم وجود غرقى ومفقودين -لا سمح الله.
وكشفت المعلومات عقب الحادث، أن هذا المكان بالوادي هو ذات المكان الذي غرقت فيه قبل 15 سنة وتحديداً عام 1421هـ أسرة المواطن المنقذ عبدالله بن مسلط الشريف، وتوفي في حينها 12 شخصاً من أسرته وأقاربه، ونشر وقتها في وسائل الإعلام، وقد أمر وقتها أمير منطقة مكة المكرمة عبدالمجيد بن عبدالعزيز -رحمه الله- آنذاك بإنشاء كوبري لأهالي القرى التي تقع بالطرف الآخر من الوادي، حتى يحميهم وينقذهم من سيول وادي المضيق الجارفة، ولم ينفذ أمره إلى الآن، حسب ما ذكره أهالي المنطقة.