وقع البرلمان التونسي في موقف محرج للغاية عندما تلا النواب اليوم الثلاثاء (العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني) الفاتحة ترحما على المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد بعدما اعتقدوا خطأ أنها توفيت.
وكانت يمينة الزغلامي النائبة عن حركة النهضة الإسلامية (ثاني حزب في البرلمان) قد طلبت من نائب رئيس البرلمان عبد الفتاح مورو (حركة النهضة) ومن زملائها قراءة الفاتحة على روح المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد، اعتقادا من النائبة أن بوحيرد توفيت. وهو الطلب الذي استجاب له باقي النواب.
وجاء الطلب لدى افتتاح أعمال جلسة عامة لمجلس نواب الشعب (البرلمان) نقلتها مباشرة المحطة الثانية للتلفزيون الرسمي.
وعلى الفور بادرت السفارة الجزائرية في تونس بإشعار البرلمان التونسي بأن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد ما زالت على قيد الحياة وبصحة جيدة.
فما كان من مورو، إلا أن تقدم بالاعتذار باسم المجلس عن الخطأ ووجه اللوم الشديد للنائبة وقال مخاطبا يمينة الزغلامي "قتلتِ جميلة بوحيرد وهي على قيد الحياة، وقرأنا على المرأة الفاتحة. جاءنا إشعار من السفارة (الجزائرية) بأن (..) بوحيرد ما زالت على قيد الحياة". ثم طلب من النواب "الدعاء لها بطول الحياة والصحة" قائلا "تثبتوا قبل أن تقرؤوا الفاتحة".
ووقع البرلمان التونسي في الموقف المحرج بعد رواج أخبار في وسائل إعلام عدة عن وفاة بوحيرد التي عرفت بنضالها ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر، رغم تكذيب بوحيرد لخبر وفاتها بنفسها قبل أيام. وتعتبر جميلة بوحيرد المولودة سنة 1935 من رموز مقاومة الاستعمار الفرنسي في الجزائر.