سؤال ربما يصعب الجواب عليه من رعاية الشباب واتحاد الكرة ولكنه مهم ويجب على الجميع طرحه حتى يمكن الخروج بنتائج تواكب أهمية المرحلة، ووضع القوانين الكفيلة بعلاج الكثير من مشاكل الرياضة وكرة القدم تحديدا، ويتمحور هذا السؤال حول (لماذا لا يكون هناك محكمة رياضية مستقلة عن الاتحاد ورعاية الشباب، ولا تكون هي الخصم والحكم؟)، رعاية الشباب هي التي تحاكم وتعاقب، وهي الخصم والحكم، الحال ذاته ينطبق على اتحاد الكرة، الذي كل ما تورط في قضية حاول عسف المواد واللوائح لصالحه وبحث عن الثغرات للخروج منها، هذا أمر يضعه في مأزق عدم تحقيق العدالة وضياع الكثير من القضايا إما باقناع المتضرر بالتنازل عنها أو تخويفه ووضع العراقيل في طريقه، لا يمكن أن تشكل لجنة من داخل الاتحاد لتحكم بينه وبين اطراف أخرى تضررت من قراراته واخطاء لجانه وتجاوزات بعض الاعضاء، ان فعلت ذلك فأنت تخل بمبدأ العدالة والحياد، لانك عندما تكون الخصم والحكم فحتما لأن تتخذ القرارات لمصلحة خصمك، هذا أمر مفروغ منه، وأي جهة أو اتحاد يذهب إلى أنه مع القانون وتطبيق اللوائح فهما يمارسان فهلوة لا تنطلي الا على السذج.
في قضايا عدة يرفع المتظلم شكاوى ضد رعاية الشباب ممثلة ببعض مكاتبها، واتحاد الكرة ممثلا ببعض لجانه واعضائه، وبدلا من أن يتخاصما لدى جهة محايدة تفصل بينهما بكل عدل، يجد المتظلم نفسه أمام الخصم والحكم، فيتضاعف عليه الظلم ويخرج صفر اليدين.
المحكمة الرياضية أمر لابد منه حتى يسود العدل الرياضي المنافسات ويطمئن الجميع أن هناك جهة محايدة (تحكم لك او عليك) من دون تسويف ومجاملات وقلب القضية رأسا على عقب، فيصبح المظلوم بلا حق، والظالم طليقا بلا عقاب.
عدم التعجيل أو الامتناع عن انشاء محكمة رياضية يؤكد أن رعاية الشباب واتحاد الكرة لا يستسيغانها، لأنهما يدركان مسبقا أنه عندما ترفع قضايا ضدهما من جهات مختلفة لها علاقة بالرياضة، فربما اصبحا في وضع لا يحسدان عليه خصوصا اذا ما تم الحكم للمتضرر ضدهما، يفترض على رعاية الشباب واتحاد الكرة اللذين يدعيان حرصهما على ترسية قواعد العدل الرياضي وعدم الميل مع هذا أو ذاك أن يدعما هذا التوجه وأن يساهما في انشاء هذه المحكمة الرياضية، وربما يكون ذلك لصالحهما في الكثير من القضايا.
ضحك الوسط الرياضي كثيراً وهو يقرأ ويسمع خبر تشكيل لجنة للبت في شكوى النادي الأهلي ضد اتحاد الكرة في قضية المدافع سعيد المولد وماطاله من اساءات في المخاطبات بين هذا الاتحاد و(الفيفا)، تصوروا اتحادا يعتبر مهملا او متعمدا عندما وصف الاهلي بعبارات مرفوضة يحكم لصالح الخصم من خلاله لجنة شكلها؟ هذا مستبعد بل ربما يكون مستحيلا، لأنك عندما تشكل لجنة وتحكم ضد نفسك فأنت لا تدين تصرفاتك الخاطئة، انما تهين عملك واستقلاليتك وعدالتك وتبصم بالعشرة على أنك جهة مهملة أو أنك وضع في المكان الخطأ وبالتالي فانك لا تستحق البقاء، ايضا تصوروا أن الشخص الذي اخترته وضعته رئيسا للجنة مع الاعضاء سيحكم ضدك بقرارات تعريك أمام المجتمع الرياضي، هذا ايضا لا يمكن أن يحدث، وأن تكون (الخصم والحكم) فأنت تضرب في صميم العدالة وتخدشها قبل أن تعرف قرارات (مالك وما عليك).
في مجتمعنا الرياضي لا يمكن للعدل أن يتحقق كاملا وأن تحقق ذلك فهو اشبه بالمعجزة والسبب نعود ونقول (لا يمكن أن تكون أنت الخصم والحكم) وأن فعلت ذلك فأنت تريد أن تستولي على كل شيء وأن تكون جميع القرارات لصالحك.