انتشرت الصدمات النفسية بين الجنود وأفراد شرطة الاحتلال الإسرائيلي بسبب العمليات الفلسطينية، وفق ما أبرزته صحف إسرائيلية اليوم الأحد، وهو ما أضحى عبئا على الجيش وقوات الأمن.
وقال ضابط إسرائيلي -رفض نشر اسمه - لصحيفة يديعوت أحرونوت إن عمليات الطعن التي ينفذها فلسطينيون منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي تترك آثارا نفسية صادمة على الجنود في الميدان، مضيفا أن عددا من الجنود توجهوا إلى عيادات الطب النفسي التابعة للجيش الإسرائيلي بعد أن شهدوا هذه العمليات.
وتحدث الضابط نفسه عن الأثر العميق لهذه الأحداث، قائلا إنه بعد مرور أكثر من 14 شهرا على انتهاء حرب غزة الأخيرة، "ما زلت أذكر كيف أطلقت النار مباشرة على أحد المسلحين الفلسطينيين وقتلته على الفور".
وأضاف "رغم أنه كان يهم بقتلي وجميع رفاقي، لكن ذلك المشهد لا يكاد يفارقني حتى اللحظة، وهناك العديد من الجنود والضباط يعانون مما أعانيه، لكنهم لا يكشفون ذلك لأحد".
دروس من غزة
وذكرت يديعوت أحرونوت أنه، كما حدث في حرب غزة، قرر الجيش الإسرائيلي إلحاق مختصين نفسيين بالعديد من دوريات الجيش في الأراضي الفلسطينية. وأضافت أن هؤلاء المختصين يعملون 24 ساعة في أيام الأسبوع السبعة، وينتشرون في جميع مواقع الجيش الإسرائيلي داخل الضفة الغربية.
في السياق نفسه، قام المراسل العسكري لموقف "ويلا" الإخباري أمير بوحبوط بجولة ميدانية في بعض المواقع التي استهدفتها عمليات فلسطينية في الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة، وتحدث عن حالة من "الهستيريا الأمنية" في صفوف الجنود الإسرائيليين.
وأشار إلى أن هؤلاء الجنود يقومون أحيانا بحراسة بعض الحواجز العسكرية في الضفة 14 ساعة بصورة متواصلة، "وهو ما يتسبب في أضرار بالغة بخطة التدريبات المعدة سلفاً لمختلف وحدات الجيش الإسرائيلي ويؤثر سلباً على تأهيل وقدرات الجنود".
وروى مشاهداته قائلا "باتت بعض المناطق في الضفة الغربية أشبه ما تكون بمواقع عسكرية، الجنود منتشرون في كل زاوية، والدوريات في حالة حراك مستمر، والمكعبات الإسمنتية أضحت جزءا من المشهد اليومي خشية عمليات الدعس التي يقوم بها بعض السائقين الفلسطينيين ضد الجنود والمستوطنين، الكل يشك في الكل.