أصر المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، اليوم على دعوته إلى منع دخول المسلمين إلى أمريكا، والتي أطلقها أمس الاثنين قائلًا إنه لا يهتم بالانتقادات المحلية والدولية التي وجهت إليه بعد دعوته تلك، مؤكدًا قناعته بذلك وبضرورة مراقبة المساجد في الولايات المتحدة أو حتى إغلاق بعضها لمنع تكرار هجمات 11 سبتمبر 2001.
وكانت دعوة ترامب لتجميد برامج الهجرة والسفر إلى الولايات المتحدة أمام المسلمين قد ووجهت بعاصفة من الإدانة والاستنكار ووصفت بأنها تتعارض مع القيم والمبادئ الأميركية، حيث قال مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية إن تلك التصريحات تأتي ضمن حملة التخويف والتحريض التي ينتهجها عدد من المرشحين ضمن حملة أوسع معادية للإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة.
كما وصف البيت الأبيض دعوة ترامب، بأنها تتعارض مع القيم والمبادئ الأميركية التي تنم عن المساواة وحرية المعتقد والحق في التعبير، وتتعارض مع الاحتياجات الأمنية للولايات المتحدة، وقال بن رودز نائب مستشار الأمن القومي إن تلك الدعوة تصب في تحقيق ما يسعى تنظيم الدولة إلى الترويج له، وهو أن الغرب والولايات المتحدة في حالة حرب مع الإسلام.
وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون قالت إن فكرة ترامب مستهجنة ومتحاملة ومثيرة للشقاق، وبالمثل وصف المرشح الرئاسي الجمهوري جيب بوش ترامب بالـ"مختل عقليًا"، بينما اعتبر المرشح الجمهوري كريس كريستي، أن تصريحات ترامب "تنم عن عدم خبرته وعدم إلمامه بالأمور.
واستنكر وزير الخارجية الفرنسي، الذي تعرضت بلاده لعمل ارهابي الشهر الماضي، دعوة دونالد ترامب لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وأكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن تصريحات ترامب تنمي الكراهية، وأن "عدونا الوحيد هو التطرف".
كان ترامب قد دعا في بيان صحفي بعد هجوم سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، الذي راح ضحيته 20 شخصًا، وجرح آخرين، إلى منع كامل وشامل للمسلمين من دخول الولايات المتحدة، حتى يتضح التهديد ضد بلاده، التي لا يجب أن تكون ضحية لاعتداءات من أشخاص يؤمنون فقط بالجهاد وليس لديهم أي احترام للحياة الإنسانية، حسب قوله، وهو ما استقبله أنصاره بترحاب كبير.