رغم الإجهاد والتعب الذي ارتسم على ملامح سائقي حافلات خط البلدة، والارهاق الذي يكابدونه في مهنتهم اليومية، والمردود البسيط الذي يعود عليهم من الركض على طرق وشوارع جدة طولا وعرضا بحثا عن لقمة العيش، إلا أنهم رحبوا بقرارات ميزانية 2016م والتي تضمنت رفع أسعار البنزين، مرددين بلسان واحد موجهين رسالتهم للملك سلمان «نحن معاك للآخر».
علي القرني وأحمد أبوطالب يقولان: البلد تخوض حروباً داخلية وخارجية، وإخواننا في الجنوب يواجهون الحوثيين، والدولة تحافظ على أمننا واستقرارنا، والنفط يتهاوى إلى أقل الاسعار عالمياً، وشوارع الدول العربية والاسلامية من حولنا تعاني الفتن والطائفية، وحين يرتفع سعر البنزين يتذمر البعض، موجهين سهام اللوم للمتذمرين من ارتفاع الأسعار، باعثين برسالة مفادها: «اقرأوا وتأملوا الأوضاع من حولكم»، مؤكدين أن الزيادة لم تشعرهما بالضجر لإحساسهما بالمسؤولية تجاه الوطن.
يشاطرهما الرأي عمر عسيره وزميله «أبوعلي»، لافتين إلى أن استهلاكهما في الماضي كان 40 ريالا، وارتفع إلى 70 ريالا، ما يؤثر على الالتزامات العائلية والاجتماعية، إلا أن ذلك لا يدعو للتذمر، فيما أعرب عبدالله حسن الزهراني عن رضاه بقرارات الميزانية القاضية بارتفاع سعر البنزين لمواجهة عجو الموازنة.
ويرى كل من محسن البركاتي وعبده علوني، أن معاناة سائقي خط البلدة في عملهم اليومي لا تتمثل في «رفع» البنزين، بل فيما يواجهون من مشاكل على الطريق، مطالبين باستحداث مواقف مخصصة لهم، وتنظيم آلية عملهم، وحمايتهم على الطريق، بالإضافة الى تخصيص مناطق للعمل فيها حيث انهم يواجهون بعض المضايقات من شركات النقل، وسيطرتها على المهنة التي عاشوا منها وأسرهم لسنوات طويلة في مدينة جدة، ولم تندثر رغم التحولات الكبيرة من حولها مازالت صامدت أمام كل المتغيرات.
وكانت «عكاظ» جالت أمس في مواقف حافلات خط البلدة في باب شريف، ورصدت هموم السائقين، واقتربت من معاناتهم وتعرفت على أرائهم في قرارات الميزانية.