توقع أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور محمد دليم القحطاني أن يرتفع إيراد مطار الملك فهد 30% في أول ثلاث سنوات من تخصيصه في عام 2017، ليصل إلى 50% في عام 2022، واصفاً التخصيص بأنه «خطوة إيجابية تعفي الدولة من الالتزام بكثير من الالتزامات المالية».
وجاء حديث القحطاني تعليقاً على خطة الهيئة العامة للطيران المدني بتخصيص وتطوير مطارات المملكة الـ27، في إطار رؤية عامة ستنفذها خلال الأعوام المقبلة. وقال رئيس الهيئة سليمان الحمدان على هامش المؤتمر الصحفي، الذي نظم أمس في مطار الملك خالد الدولي في الرياض إن الهيئة حريصة على تحقيق النهوض بحركة الطيران المحلية، بما يعزز مكانة المملكة في المنطقة والعالم. وتحدث الحمدان عن تطوير خدمات مطارات المملكة الـ 27 الدولية والإقليمية والداخلية من خلال التعاون مع القطاع الخاص، الذي سيعمل بوصفه شريكاً استراتيجياً مع هيئة الطيران المدني في السنوات المقبلة للنهوض بمرافق وخدمات مطارات المملكة.
وتتجه الهيئة العامة للطيران المدني إلى إنشاء شركة قابضة مملوكة لها تحت مسمى «شركة الطيران المدني السعودي القابضة».
وحدد دليم القحطاني ما يحتاج إليه مطار الملك في الفترة المقبلة، لتعزيز ثمار التخصص، وقال: «المطار في حاجة إلى إعادة هيكلة كاملة في الطاقم الإداري والفني، وتغيير الفكر الإداري السابق والبدء في تهيئة الأفراد بالتوجه الجديد، واستقطاب عديد من الشركات العالمية، لزيادة نسبة الدخل من خلال زيادة المرافق والمباني الاستثمارية، للوصول إلى الكفاءة التشغيلية، وضرورة التسويق بالشكل الصحيح عن طريق الشبكة العنكبوتية، والاستفادة من الشركات المتخصصة في مجال الدعاية والإعلان، وعمل ورش لتطوير أداء العاملين، وكيفية الاستفادة من التخصيص بأفضل شكل، وكيفية تطوير فكر الإيراد والربحية».
وأضاف «على المطار دراسة السوق بشكل جيد وعمل الدراسات لمعرفة ماذا يريد المستهلك، مع تحديد العوائق لمعالجتها»، داعياً «تكليف شركات أجنبية عالمية بإدارة المطار».
ويعتبر مطار الملك فهد، المطار الرئيس للمنطقة الشرقية، ويبعد عن المدينة نحو عشرين كيلو متراً في الاتجاه الشمالي الغربي، وتبلغ مساحة أرضه نحو 776 كم². ويتبنى مفهوم الأسواق الحرة داخله، ليسهم في دعم النمو الاقتصادي والنشاط السياحي والتجاري في المنطقة.
المملكة لن تتضرر من وقف الرحلات إلى إيران
قال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني سليمان الحمدان إن الطائرات السعودية لا تعبر فوق الأجواء الإيرانية، لأنه لا يوجد لها مسار ملاحي فوقها، بعكس إيران التي تحتاج لعبور أجواء المملكة في طريقها إلى دول قارة إفريقيا، مبينًا أن المملكة لن تتضرر من القرار الذي اتخذته المملكة لوقف الرحلات الجوية المتبادلة مع إيران بسبب الاعتداء على البعثات الدبلوماسية في مدينتي «طهران» و»مشهد» الإيرانيتين. وتابع الحمدان أن قرار وقف الرحلات الجوية من وإلى إيران، يشمل كذلك وقف استقبال شركات الطيران المحسوبة على الحكومة الإيرانية، مبينًا أن المملكة كانت تسيّر قبل قرار وقف الرحلات الجوية بين البلدين أربع رحلات أسبوعياً من مطار الملك فهد بـ»الدمام» إلى مطار مدينة «مشهد» الإيرانية.
ودشَّن الحمدان خلال المؤتمر الشعار الجديد للهيئة (GACA)، الذي صمّمه فريق سعودي يعمل في الهيئة ليترجم الرؤية العالية، التي تسعى لتحقيقها هيئة الطيران المدني بغية إحداث نقلة نوعية في صناعة النقل الجوي بالمملكة.
مكافأة الموظفين حسب مستوى أدائهم
قال الدكتور فيصل الصقير مستشار رئيس هيئة الطيران المدني، إن إستراتيجية الخصخصة، التي ستتبعها الهيئة تستهدف تحويل جميع المطارات في المملكة وبعض قطاعاتها إلى شركات مملوكة بالكامل للهيئة بناءً على مرسوم ملكي صدر بحقها. وأوضح أن الهدف من برنامج الخصخصة هو تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين، لتستطيع المطارات والقطاعات المخصصة مكافأة الموظفين حسب مستوى أدائهم، وتحوّل العاملين في المطارات إلى مقدمي خدمة بالدرجة الأولى، فضلاً عن تحويل القطاعات المستهدفة بالتخصيص إلى مراكز ربحية للدولة تغطي تكاليفها وتكون مصدر دخل اقتصادي لها. واستعرض الكابتن عبدالحكيم بن محمد المهام المنوطة بالقطاع، وذكر منها وضع الخطط المتعلقة بمراقبة فعالية السلامة والأمن والنقل الجوي، والتأكد من حسن تطبيق الأنظمة واللوائح والتعليمات الواجبة التنفيذ، وكذلك التأكد من حسن تطبيق التعليمات المرتبطة بسلامة وأمن الطيران المدني وإعداد واعتماد الأدلة والوثائق التوضيحية لتنفيذ لوائح وأنظمة الطيران.
القحطاني: تطوير مفهوم صناعة الطيران
أكد رئيس مجلس الشركة السعودية الخليجية للطيران طارق القحطاني أن «التخصيص سيرفع كفاءة الخدمة في مطارات المملكة، ونهنئ أنفسنا كشركاء جدد في الهيئة العامة للطيران المدني على هذه الخطوة الجيدة، التي ستسفر عن زيادة الدخل، وتطوير مفهوم صناعة الطيران في المملكة، التي باشرته الهيئة وفق المفاهيم العالمية الجديدة، ومواكبة كل التطورات العالمية في هذه الصناعة».
فيما أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في مطار الملك فهد أحمد العباسي أنه وفق الجدول الزمني للطيران المدني، فإنه سيتم تخصيص المطار في الربع الثالث في 2017، تحت شركة الطيران المدني القابضة». وتابع «تم افتتاح محطة وقود للمركبات في المطار، والعمل على إنشاء محطة أخرى خلال هذا العام، بالإضافة إلى زيادة مواقف المطار لتتسع لأكثر من 5000 سيارة.
وأضاف العباسي أنه تم تدشين قرية للشحن وتحتوي على ست شركات نقل سريع وسيتم التوقيع مع الشركة السابعة خلال الأيام المقبلة، من أجل تطوير خدمات الشحن الجوي، لافتاً إلى أن عدد المسافرين وصل خلال العام الماضي (2015) إلى أكثر من 9.5 مليون مسافر، ومن المتوقع زيادته خلال العام الجاري، لافتاً إلى أنه تم أمس تسيير أول رحلة للخرطوم على طيران ناس، لترتفع عدد الوجهات إلى 66 وجهة.