close menu

نواف بن محمد: الأندية أقوى من اتحاد الكرة .. و«الانضباط» تتخبط

نواف بن محمد: الأندية أقوى من اتحاد الكرة .. و«الانضباط» تتخبط
المصدر:
المدينة

نواف بن محمد عراب ألعاب القوى السعودية اخترت مؤخرًا عضوًا في الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعد سنين طويلة من الانتظار .. إلى أين أنت ذاهب؟

- إلى فضاء ألعاب القوى العالمية بكل ما فيه من تحديات ومشكلات، وهي بالنسبة لي فرصة ذهبية لتعلم أشياء كثيرة في هذا العالم الساحر، واكتساب مزيد من الخبرات التي ستنعكس آليا على عملي ودوري في خدمة بلادي من خلال ألعاب القوى، وأسأل الله التوفيق في هذه المهمة.

*حضرت اجتماعين للاتحاد الدولي مؤخرًا فما الذي اتضح لك عن هذه المؤسسة العالمية ودورها؟

- أكون صادقا معك .. حرصت جدًا في الاجتماعات السابقة على أن أكون مستمعًا لأتعلم الكثير وفي أقصر فترة ممكنة، واتضح لي أن لدينا عملًا كبيرًا جدًا ينتظرنا ولا سيما بعد التطورات التي شهدها الاتحاد في الفترة الأخيرة فيما يخص المنشطات، وروسيا، وبعض رموز الاتحاد الدولي في تطورات متلاحقة، ونحن على أعتاب دورة أولمبية في البرازيل توجب علينا حشد كل الطاقات لإنجاحها مهما كانت الظروف والتحديات لكل الاتحادات الرياضية العالمية ولاسيما اتحاد ألعاب القوى الذي يوفر 50 % من العائدات للجنة الأولمبية الدولية، فضلا عن تهيئة المجتمع الدولي للتعاون مع الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعد الهزة التي حصلت، وأن نحد من التجاوزات التي حصلت سلفًا، وعلى أي حال كل هذه الأمور تشكل الشغل الشاغل للاتحاد في الفترة المقبلة ومن الصعب استباق الأحداث خصوصًا وأنني كما ذكرت آنفا في مرحلة استكشاف وقراءة وتعلم تمهيدًا لتحديد الدور الذي سأقوم به وفق السياسة التي رسمها الاتحاد لنفسه مع الرئيس الجديد والتي سيكون لها تأثير أكثر على الساحة الدولية.

فضائح الفيفا

* ألعاب القوى وكرة القدم هما الأكثر تأثيرًا في الحركة الرياضية العالمية .. هذان الاتحادان تعرضا لفضائح فساد هز العالم كله .. فكيف سيتم إصلاح ما خلفته هذه الفضائح؟

- وضعنا في ألعاب القوى الدولي يختلف تمامًا عن كرة القدم ويتمثل في تصرف افراد في فترة أدائهم للعمل واتضحت الحقائق والرؤية بعد ابتعادهم، وهم الآن يواجهون آثار ما حدث خصوصا وأن المخالفات والتجاوزات ظهرت في وقت سابق ولم يتم التعامل معها بشكل سليم، ودفعت ثمنها اتحادات كانت متهاونة مثل الاتحاد الروسي، الاتحاد الغيني، وألزمناهم بتعليمات محددة اذا لم تتم فلن يرفع عنهم الحظر، لكننا في ذات الوقت لن نحرم الرياضيين فيهما من المشاركة وممارسة هواياتهم وفق القيم والمبادئ النظيفة، ووفق الرؤية التي حددتها الادارة الجديدة في الاتحاد والقادمة للعمل بفكر وتوجه جديدين ليس لهم علاقة بما حدث سابقا، وليس لديهم اشكاليات مع اتحاداتهم المحلية اوالقارية او حتى الاتحاد الدولي،ومما يبعث على التفاؤل عن الاتحادات الموضوعة الآن تحت الحظر بدأوا التحرك والعمل لإصلاح الخلل أملًا في اللحاق بالركب الدولي قريبا، أما فيما يخص كرة القدم فالوضع متشابك بسبب تورط القائمين على اللعبة في مشكلات طويلة المدى، وتحتاج لسنوات من التمحيص، والتدقيق، والبناء لرسم صورة جديدة لهذه المنظمة في عيون العالم بعد ماحدث، لكن هذه المشكلات بكل مافيها من صعوبات، ومالها من آثار سلبية لن توقف مسيرة هذه اللعبة القوية بعراقتها وشعبيتها، حيث سيسير التغيير في طريقه، والبرامج والنشاطات في طريقها، فكاس امم اوروبا ستقام في موعدها، وكرة القدم ستكون حاضرة في دورة ريودي جانيرو في الصيف حيث تجرى الآن التصفيات التأهيلية لها.

لا مكان لأصحاب المنشطات

* العلاقة ما بين الاتحاد الدولي والمتعاطين للمنشطات على الساحة الرياضة..هل هي حرب ما بين الخير والشر؟

- المنشطات في أغلبها هي أدوية موجودة في الصيدليات وفي متناول الانسان العادي لكن تناول من اجل الشفاء شيء، ومن أجل المشاركة في البطولات الرياضية والتغلب على المنافسين شيء آخر، وبالتالي المشكلة ستستمر لأنه لا يمكن منع تسويق العلاجات للناس، ومسؤولية المنظمات الدولية على اختلاف مسؤولياتها اللجنة الاولمبية الدولية الاتحادات النوعية اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات ان تواصل الحرب على المتجاوزين والحد من مخالفاتهم لضمان اكبر قدر من فرص التنافس الشريف في الميادين الرياضية، ونتيجة لهذه الوقفة الصارمة رأينا كيف ان الميداليات بدأت تتوزع بين دول العالم ولم تعد حكرا على بلاد بعينها، وسيزداد ذلك مستقبلا طالما وجدت النظافة، واحتكم الجميع للقدرات التي أعطاها الله للبشر.

متفائل بـ «ريو»

* وعلى المستوى المحلي .. ريودي جانيرو على الابواب فما الذي ستفعله ألعاب القوى السعودية في هذه الدورة باعتبارها الأمل الوحيد؟

- الشي العجيب أنكم « تروحون وترجعون» لألعاب القوى كل 4 سنوات وتسألون نفس السؤال .. وهذا السؤال يسعدني لأنك الى ما قبل دورة سيدني 2000 لوطرحت هذا السؤال لما وجدت أحدًا يرد عليه، وهو الفكر الذي تبحث عنه اللجنة الأولمبية الآن، ولو قلنا نحن سابقا لقالوا هؤلاء «مهابيل» وعلى ضوء العمل نقوم به، نحن جاهزون والإعداد لدورة أولمبية يبدأ قبل موعدها بـ6 سنوات ولكن النجاح والتفوق في البرنامج يحكمه وجود المواهب من الرياضيين وهل لديهم القدرة على المنافسة وتحقيق الطموح فحضورنا في كل دورة أولمبية منذ سيدني 2000 وحتى الآن بمجموعة من الرياضيين يتراوح عددهم بين 6-12 لاعبًا لكن في الغالب يكون الأمل معقود على لاعب او لاعبين لبلوغ النهائيات، ففي لندن مثلا كنت اعلم ان أيا منهم لن يصل للنهائي ووصولهم لنصف النهائي يعد انجازًا بالنسبة لي لأن ذلك ينعكس على أدائهم على المستوى الآسيوي والعالمي وغيرها، وفي ريودي جانيرو أنا متفائل بأكثر من لاعب في النهائيات وفي مقدمتهم يوسف مسرحي، ومعه لاعبون في 800 م، وآخرون في 400 حواجز نعدهم للمستقبل، خلاصة وضعنا جيد في الدورة المقبلة والتي بدأنا لها الاعداد النهائي من شهر نوفمبر لأن برامجنا تسير على وتيرة واحدة منذ عشرين سنة مضت ولعشرين سنة مقبلة نحاول من خلالها اكتشاف المواهب في وقت مبكر حتى نزيد من صقله وتطوير قدراته مثلما حصل معنا في القفز بالزانة مع اللاعب ال حزام الذي هو في مستوى عالٍ جدًا وسيكون بعد 4 سنوات في مستوى أعلى وسيجد الرعاية المطلوبة له.

تنظيمات إدارية

* أتيت في إجابتك على اللجنة الأولمبية، والمتابع للشأن الأولمبي يلمس أن هناك حراكًا إداريًا تنظيميًا وفنيًا داخل اللجنة .. ما انعكاسه عليكم في الاتحادات الرياضية؟

- هو حراك إداري وتنظيمي للجنة الأولمبية وليس للاتحادات وسينعكس إيجابًا على الاتحادات الرياضية إذا أحسنت اللجنة اختيار رؤساء الاتحادات في المرحلة المقبله لأنهم المحرك الحقيقي للإبداع في الساحة الرياضية باعتباره الجهاز التنفيذي لأي مشروع طموح تقدم عليه اللجنة الاولمبية سواء اتفقنا معهم في السياسة او اختلفنا فهذا شيء آخر لكنه بلاشك عمل تنظيمي جيد لوضع اللجنة الاولمبية، أما الاتحادات فهي تحتاج الى رؤساء مميزين، وعمل اكثر واكثر لتحقيق المراد.

اتحاد الكرة ضعيف

* كيف تنظر الى ما يحدث على الساحة الكروية السعودية الآن؟

- في اعتقادي ان مايحدث هو نتاج ضعف اتحاد كرة القدم في قراراته وتصديه لبعض الأمور مع الاندية التي اصبحت اقوى من الاتحاد وهذا خطر كبير لم يكن موجودًا من قبل.

* ما السبب؟

- الاتحاد يريد ان يصالح الجميع وهذا مستحيل تماما، هناك امور يجب ان تكون فيها حازما وصارما للحفاظ على هيبة المؤسسة التي تمثلها، لأن مشكلات الأندية الحالية كانت موجودة في السابق وستكون موجوده في اللاحق، وحينما كنا في الاتحاد كنا نواجهها بحزم النظام وتطبيقه على الجميع، ولم يخل ذلك بعلاقتنا مع الأندية، حيث أرى ان الاتحاد ولجانه، خاضوا في امور تحدث خارج الملعب وليست من اختصاصهم (قضية محمد أمان وأحمد عسيري) لكن لجنة الانضباط اقحمت نفسها والاتحاد فيها بدون داعٍ اذا أحد تجاوز بحق النادي وجماهيره هناك جهات قضائية في البلد تعطيه حقه.

مسؤولية المحاكم

* لكن هذا سلوك غير رياضي يحرض على الشغب الرياضي؟

- لا تقنعني .. الشيء حدث خارج الملعب وهو من اختصاص جهات أخرى في الدولة وليس لجنة الانضباط التي تنحصر صلاحياته بما يحدث قبل وبعد المباراة في محيط الملعب ولم يره الحكم ولم يتخذ بحقه عقوبة، وإلا فأنت مطالب بمتابعة كل من غرد وصرح وكتب من جماهير وإعلاميين وغيرهم (ما يصير .. ما لهم علاقة بالموضوع)، فيما نراها متهاونة مع احداث وقضايا اشد خطورة ومنها مباراة النجمة والجبلين في حائل التي اوقفوا فيها اللاعبين على 3 و5 مباريات وكذلك بعض الإداريين،حيث إن مثل هذه الاحداث تواجه بالشطب والحرمان من دخول الملاعب لأن هذه النوعية من اللاعبين والاداريين لن تحقق لك أي شيء مستقبلا لأنهم لا يملكون شيئا.

وضعنا طبيعي

* إلى أي مدى ترى وضع أنديتنا على المستوى الآسيوي؟

- طبيعي جدا ولا يوجد فيه أي خلاف، عكس ما كان موجودًا في السابق، وبعض الأمور تكون خارج عن نطاق السيطرة والإدارة، ولا كل ما يعلم يقال، فلدى الاتحاد الآسيوي رغبة لتغيير كثير من الأمور لكن الظروف لاتساعده على ذلك لا الاتحاد يعمل من اجل آسيا ككل وليس من أجل فريق أو بلد أو حتى منطقة جغرافية محددة، وما يشعرني بالسعادة أن القائمين على الاندية يتعلمون بسرعة فأصبحت لهم أساليبهم في العمل، ولديهم فهم كامل بالقوانين والانظمة، وحتى تكتمل الصورة لابد ان يكون الاتحاد السعودي في الساحة القارية وحتى على الساحة المحلية افضل مما هوعليه الآن فتاريخه الآسيوي والدولي قوي ومشرف ومؤثر في الساحة الآسيوية - بنتائج المنتخب السعودي الواقف على قمة الكرة الآسيوية لعشرين سنة والحاضر دوليا في 4 بطولات عالم - ولهذا يجب ان تتغير طريقة العمل لاستعادة ما فقدناه على الساحة القارية.

آل خليفة الأنسب

*الكرة العالمية مقبلة على انتخاب مجلس ادارة جديد للاتحاد الدولي (الفيفا)، ولدينا مرشحون عرب وآخرون آسيويون يتنافسون على كرسي الرئاسة.. ألا ترى أن هذا السباق سيفقدنا الفرصة الذهبية؟

- الحل ان يتنازل احدهما للآخر مع الايمان والقناعة ان الاصوات ستذهب كلها للشخص الآخر، وفي اعتقادي ان رئيس الاتحاد الآسيوي بغض النظر عمن يكون هو الأقرب والاقوى للترشح، والشيخ سلمان بن ابراهيم هو أكفأ في التعامل مع الاحداث القائمة، وشخصيته الهادئة مناسبة جدا لمعالجة اوضاع الاتحاد الدولي لكرة القدم العاصفة، وامتصاص التشنجات الموجودة فيه،لاسيما وان حرب الخلافات في اوروبا افقدتها كثيرمن القوة، وحان الوقت ان نرى وجها جديدا على كرسي الفيفا من قارة جديدة يضخ فيه دماء الحياة والتحدي المطلوب للمرحلة المقبلة، وخصوصا آسيا صاحبة المستقبل الواعد فنيا، وصاحبة المال الوفير والابرز في تمويل الرياضة العالمية برعاية شركاتها لنشاطات اللجنة الاولمبية والاتحادات الدولية والبطولات المختلفة حتى داخل اوروبا ذاتها، وسيشكل وجوده تحويلا في التسويق للرياضة ودعم الجهود الفنية المبذولة لتطوير كرة القدم الآسيوية وهذا لا يعني أنها ستسحب البساط من أوروبا التي ستبقي القائدة لكرة القدم وحتى الألعاب الرياضية الأخرى لأن لديها كل المقومات، وسيحصلون على نصيب الاسد في عضوية مجلس ادارة الفيفا واللجان العاملة فيه، فيما الوضع مختلف في امريكا الجنوبية التي تملك المواهب لكنها تعاني اداريًا، وتنظيميا وماليا مما يؤثر على ان تكون هي القائدة للمسيرة، وما رأيته في ريو دي جانيرو مزعجًا جدًا وقد تنهار الأمور هناك في أي لحظة.

دورة «ريو»

* ما رأيته في ريو.. هل يشكل خطرًا على دورة الألعاب الأولمبية المقبلة؟

- من عاش وضع الدورة الأولمبية في اثينا 2004 وكيف ان الدورة اقيمت ونجحت سيعرف مدى قوة اللجنة الأولمبية والاتحادات الدولية ومنها كرة القدم وألعاب القوى التي ترمي بكل ثقلها خلف الدولة المنظمة لانها لا ترضى بالفشل لأنه سينعكس على التسويق والعوائد المالية لها، واذا حدثت مشكلة فهم يعملون بكل قوة على حلها وتجاوزها وصولا الى النجاح، وهذه هي المساعدة الحقيقية والقوية للبلاد التي تستضيف الدورات والبطولات ولديها ظروف داخلية صعبة، وأؤكد لك ان اللجنة الاولمبية الدولية استنفرت كل اجهزتها لهذه الدورة وكذلك فعلت الاتحادات الرياضية لأن دورة ريو بالنسبة لهم اصبحت واقعا يجب التعامل معه في كل الأحوال.

2022 في قطر

* إلى أي مدى ترى أن مونديال قطر سيقام بالدوحة رغم ما يحدث الآن؟

- ما حدث شيء بالنسبة لقطر كله تهويش وكلام إعلامي، واذا كانت هناك محاولات على قطر، فيجب ان ينسحب الحال على روسيا، وحال الاستضافة القطرية خرج من يد 22 شخصًا يشكلون اعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا سابقا وأصبحت اليوم بيد الجمعية العمومية المكونة من 208 دول تقريبًا وبالتالي علينا ان نتعامل مع الواقع فروسيا تستحق شرف تنظيم مونديال 2018 وقطر تستحق شرف تنظيم 2022 لأن الولايات المتحدة اخذت نصيبها، واستراليا نظمت كاس آسيا، ولديها مشروع لتنظيم الاولمبياد مرة اخرى ممثلة عن آسيا التي تشترك معها في كرة القدم وحصلت على بطولتها مؤخرًا بينما المفروض يكون الحق لنا او لبلد آسيوي آخر - تنظيم كأس أمم آسيا وليس اللقب - خصوصًا وان لدينا ملعبي الدرة والجوهرة وغيرها من المنشآت الرياضية الجيدة وعلى رعاية الشباب واتحاد كرة القدم العمل على ان تقام كأس آسيا 2023 في السعودية.

أستراليا استفادت

* من المستفيد من الآخر .. آسيا أم أستراليا؟

- أستراليا استفادت أكثر من آسيا لأنها كانت محصورة بين مجموعة ضعيفة من الفرق في أوقيانوسيا، أما الآن تلعب مباريات أكثر ومع فرق اقوى، وهي أيضا بالنسبة لنا صعبة، ولكي تصل عليك أن تتجاوزها لكي تصل وانت قادر على العطاء ومواجهة الآخرين في كأس العالم وبلوغ الدور الثاني على أقل تقدير.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات