أكد السياسي و الفنان السوري المعارض جمال سليمان أن المعارضة تذهب الى المفاوضات مع النظام في نهاية الشهر الجاري وهي متمسكة بجنيف واحد كأساس لحل سياسي يفضي الى عملية انتقالية ، مهما مورست عليها ضغوط دولية او اقليمية.
وأشار سليمان الذي يرجح أن يكون احد اعضاء الوفد المفاوض في مواجهة وفد النظام إلى أن "المفاوضات تبنى على أرضية وطنية و نحن نفاوض النظام لاسترجاع وطن مسروق و ليس سلطة كما يفعل النظام ، مطلب الشعب السوري هو الوطن القابل للحياة لكل السوريين تحت سيادة القانون".
وأشار سليمان إلى ما قاله له بشار الاسد حرفيا في أخر لقاء بينهم في عام 2011 من أن " اسرائيل لا تريد اسقاط النظام وان أي تدخل عسكري على شاكلة التدخل الليبي لن يحصل في سورية لذلك نحن سنحارب كل من يقف ضدنا".ويعتبر جمال سليمان الذي تقلب بين عدة تجمعات سياسية سورية منذ سنوات الى اليوم من الشخصيات المدنية الوسطية التي تؤمن " بحل سياسي".
و في رده على سؤال حول توقعاته من المفاوضات قال سليمان " اعتقد ان المعطيات تشير الى ان وفد النظام سيتبع نفس الاساليب السابقة في المفاوضات بالتركيز على أولوية مكافحة الارهاب و إضاعة الوقت و المراوغة و تفريغ القضايا من محتواها ، مع بعض التعديلات ربما ، وهذا كان واضحا في خطابه السياسي بعد محادثات مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، مع النظام في دمشق امس السبت ، لذلك اقول إن المهم لوفد المعارضة ان يتصرف بصبر و شجاعة و تماسك أمام وفد النظام الذي يفاوض على سلطة و نحن نفاوض لاستعادة وطن مسروق، و هنا اذكر مسبقا وفد النظام أن سورية لن تعود الى ما قبل 15 اذار /مارس 2011 " .
و عن رؤيته لأجهزة الأمن والجيش في النظام فيما اذا حصل التغيير في المرحلة المقبلة اجاب " اعتقد أن الحل هو تحويل الجيش من جيش عقائدي الى جيش وطني و اعادة منهجة أجهزة الامن بما يتوائم مع احتياجات المجتمع و الدولة الحديثة ".
وعن تصوره لكيفية المرحلة المقبلة إن كان التغيير قريبا أو بعيدا قال " على الجميع ان يتذكر ان الانتصار يجب ان يكون لصالح سورية و السوريين قبل ان يكون للموالات أو المعارضة ، المهم انقاذ سورية موحدة ذات سيادة و قانون مدني يكون مظلة لكل السوريين لذلك اقول لجمهور المواليين انحازوا الى سورية و ليس الى نظام و كذلك اقول لجمهور المعارضة ، الحل هو سورية و ليس احزاب او تيارات او مجموعات ، ذلك كله يجب ان يكون تحت سقف سورية مدنية و سيادة القانون و الحريات العامة ".
وعن كيفية التداخل في عمله بين الفن و السياسة ؟ اجاب " الفن ايضا يحمل قيم سياسية في بعض موضوعاته مثلا مسلسل الفصول الاربعة السياسة مادته العميقة و الفن حمل هذه الافكار و القيم الى الجمهور".
ويقيم السياسي المعارض الفنان جمال سليمان منذ سنوات مع عائلته في القاهرة و يحلم ان يعود الى سورية " جديدة تتسع لكل السوريين ، لان فكرة البقاء خارج سورية غاية في الصعوبة ".
وعن تجربته السياسية في السنوات الاخيرة يقول " كنت اعتقد ان سورية بلد مهم جدا للعالم لكن لم أكن أعلم ان له هذه الاهمية القصوى لدى كل العالم حتى يحصل كل هذا الصراع وعلى هذا المستوى الكبير، الشعب السوري ظلم داخليا و خارجيا و لكن هذا المخاض العسير سينتهي و نصل الى نهاية الحل السياسي عبر المفاوضات المرتقبة ".