اختار حزب نداء تونس الذي يقود الائتلاف الرباعي الحاكم، قيادة جديدة للحزب تضم ثلاثين شخصا, في حين ارتفع عدد المستقيلين من كتلته البرلمانية إلى تسعة عشر نائبا.
وفي ختام المؤتمر التأسيسي "التوافقي" الذي عقد يومي السبت والأحد بمدينة سوسة (150 كيلومترا جنوب شرق العاصمة تونس) بعنوان "الوفاء", تم اختيار أعضاء الأمانة العامة للحزب وهيئته السياسية, وتتولى الهياكل الجديدة المتوافق عليها تسيير حزب نداء تونس إلى حين عقد مؤتمره الانتخابي نهاية يوليو/تموز القادم.
وبين من وقع الاختيار عليهم لإدارة الحزب حتى المؤتمر الانتخابي أربعة عشر أمينا عاما, ومن بين هؤلاء حافظ قايد السبسي نجل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي, والذي بات مكلفا بالإدارة التنفيذية وممثلا قانونيا للحزب.
وأعلن القيادي في نداء تونس رافع بن عاشور عن التوصل إلى اتفاق على أعضاء الهيئة التأسيسية للحزب بعد خلافات شابت اليوم الثاني للمؤتمر حول طريقة اختيار القيادة. ويأتي عقد المؤتمر التأسيسي لحزب نداء تونس بعد احتدام الصراع بين جناح يقوده حافظ قايد السبسي وآخر يقوده الأمين العام المستقيل للحزب محسن مرزوق.
وكان الحزب قد تصدر الانتخابات التشريعية التي جرت نهاية عام 2014 حيث حصل على 86 مقعدا من مجموع 217 مقعدا في البرلمان متقدما على حزب حركة النهضة (69 مقعدا).
بيد أن الصراع على القيادة أدى حتى الآن إلى استقالة 19 نائبا من الكتلة البرلمانية للحزب لينضموا إلى مجموعة مرزوق. ودخلت بعض الاستقالات حيز التنفيذ رسميا, وينتظر أن تسري بقية الاستقالات خلال أيام, وهو ما يعني أن الكتلة البرلمانية لنداء تونس قد تفقد تفوقها في البرلمان.
وبالتزامن مع المؤتمر التأسيسي للحزب, عقدت مجموعة الأمين العام المستقيل محسن مرزوق اجتماعا في العاصمة بحضور نواب مستقيلين وقياديين داعمين لما يوصف بالشق اليساري في الحزب.
وقال مرزوق إنه سيعلن في الثاني من مارس/آذار القادم عن تأسيس حزب جديد, مجددا ما اعتبره غيابا للديمقراطية في تسيير الحزب واللجوء بدلا من ذلك إلى "التعيينات والولاءات".
ويكرس قرار مرزوق وعدد من النواب الانقسام النهائي بين الشقين المتصارعين منذ أشهر على النفوذ داخل حزب نداء تونس الذي أسسه الرئيس التونسي عام 2012 لمنافسة حركة النهضة.