ردت شرطة منطقة الرياض، عبر بيان شديد اللهجة على تصريحات مسؤولي مكتب رعاية الشباب في الخرج، ومدير ملعب نادي الشعلة، عقب ما لاحظت صدور مزيد من التصريحات منهما، وصفتها بأنها "تضمنت تحميل الجهات الأمنية ما حدث من قصور وتداعيات ومحاولتهم التخلص من مسئوليتهم المباشرة عن الأخطاء الفادحة، التي ارتكبوها خلال مباراة الهلال والشعلة، الأسبوع الماضي، والتي شهدت أحداث فوضى".
وقالت الشرطة، في بيان صحفي، إن التصريحات التي أدلى بها مدير مكتب رعاية الشباب بالخرج زابن الدوسري، ومدير ملعب نادي الشعلة مبارك الدوسري، عبر القنوات والبرامج الرياضية والصحف الورقية والإلكترونية، تضمنت تحميل الجهات الأمنية ما حدث من قصور، رغم أن تقصيرهم كان له أثر مباشر في إطلاق شرارة الأحداث التي صاحبت المباراة.
وأضافت في بيانها "إلحاقا لما سبق إيضاحه في بيان سابق، حول الأحداث التي صاحبت تلك المباراة، فإن شرطة منطقة الرياض تود من خلال هذا البيان أن تضع النقاط على الحروف وفقاً لما يلي:
أولا: يسهل على كل مقصر ومخل بعمله أن يلقي بالتهم جزافاً على الغير لكي يبرر تقصيره محاولاً التعمية على الحقائق التي لا يمكن لمنصف أن يتجاهلها لوضوحها كالشمس في رابعة النهار، وهو بذلك يريد أن يحمل أخطاءه على من اجتهد وتحمل تبعات إساءته، وقد تجلى ذلك من خلال ردود الفعل والتصريحات غير المسئولة من مدير مكتب رعاية الشباب في الخرج، ومدير ملعب الشعلة، اللذين تغافلا الدور المهم الذي قام به رجال الأمن في ضبط الأمن على ارض الملعب، ولولا لطف الله ثم تدخلهم الحاسم في التوقيت المناسب لحدث ما لا يحمد عقباه".
وتابع: "أن ذلك يأتي بالرغم من أن مكتب رعاية الشباب بالخرج لم ينسق مع الجهات الأمنية المسؤولة فإنها قامت بواجبها بتأمين أكثر من 120 فردا من رجال الأمن، إضافة إلى 15 فرقة مرور و 25 من دوريات الأمن خارج الملعب".
ثانيا: أشار مدير مكتب رعاية الشباب زابن الدوسري، من خلال حديثه لبعض الصحف إلى "أن إخلالاً شهدته بعض بنود المحضر المتفق عليه قبل المباراة، وخاصة الجانب الأمني بوجود 100 من رجال الأمن وهو ما لم يحدث"، وهذا الكلام عارٍ تماما من الصحة لعدم وجود منسق أصلا من مكتب رعاية الشباب بالخرج وهو ما يوضح أحد أهم أوجه القصور في إدارة المكتب ولإثبات صحة ما يدعيه فإن الجهات الأمنية تطالبه بإبراز المحضر الذي أشار إليه.
واستطرد البيان في ثانياً: "وليس أدل على انهيار العملية التنظيمية والتنسيق مع الجهات الأمنية المسؤولة داخل الملعب، سوى التصرف الغريب من قبل المسؤولين عن الملعب بفتح البوابتين الغربيتين دون إشعار رجال الأمن، وهو ما تسبب في دخول عدد من الجماهير دون تذاكر ودون تفتيش".
ثالثا: "لعل مقولة أن من تحدث بغير فنه أتى بالعجائب تنطبق، على ما صرح به مدير ملعب نادي الشعلة مبارك الدوسري، حول دخول الجماهير إلى الملعب دون أن يتم تفتيشهم ملقياً باللوم على الأجهزة الأمنية، ونحن هنا نوجه التساؤل له من خلال موقعه كمدير لملعب نادي الشعلة عن غفلته عما حصل من تهيئة البيئة المناسبة للفوضى وقذف الحجارة والقطع الحديدية والتي كانت أرض ملعب ناديه ومدرجاته تعج بها و الصور المرفقة تعكس المشهد كاملاً خلف وجوار المدرجات.
رابعاً: الحديث الذي أدلى أمير محافظة الخرج، الأمير عبد الرحمن بن ناصر بن عبد العزيز، كان الجواب الشافي لكل التساؤلات وحدد مكامن الخلل.
خامساً: تطرق رئيس نادي الشعلة في حديثه، إلى أنه تم طباعة 1500 تذكرة بدلاً من 2500 تذكرة، وهي الطاقة الاستيعابية للملعب مما جعل الجمهور يبحث عن التذاكر دون أن يجد أي إجابة من قبلهم يدل على عدم حسن التقدير، وإذا كان عدد التذاكر التي طبعت كما يزعم 1500 تذكرة فإننا هنا نتساءل عن سبب وجود تذاكر تحمل الرقم 1900 وكذلك تذاكر بدون أرقام فهل لهذا التساؤل من جواب.
سادساً: كيف لمكتب رعاية الشباب بالخرج السماح، بإقامة مباراة جماهيرية بين فريقين كبيرين في ملعب صغير، لا يستوعب سوى هذا العدد القليل من الجمهور، في وقت تزامن المباراة مع إجازة نهاية الأسبوع وأحدهما فريق له جماهيريته في المملكة.
سابعاً: تم بيع التذاكر منذ الصباح الباكر ليوم المباراة، ولم تفتح أبواب الملعب مما حدا بكثير ممن اشترى تذاكر بالعودة إلى منازلهم، ثم الحضور مرة أخرى حيث وجدوا أن أبواب الملعب فتحت بطريقة عشوائية ودخل الجمهور بدون تذاكر حتى امتلأت المدرجات، وهذه كانت الشرارة الأولى عند مطالبة الجمهور الذين يحملون تذاكر بالدخول واحتقانهم من سوء تصرف إدارة الملعب وفوضى الدخول.
ثامناً: أسوار الملعب قصيرة والسياج الحديدي كذلك وثلاث جهات من الملعب لا يوجد بها مدرجات ولا يفصل الجمهور عند تسلقهم الأسوار الخارجية إلا سياج حديدي، مما سهل دخول بعض المشاغبين لأرضية الملعب.
تاسعا: تم تجهيز قوة أضافية لأي طارئ وتم طلبها ووصلت الملعب عند مشاهدة الدخول لحظة إحماء اللاعبين قبل المباراة ووصلت قبل نهاية الشوط الأول، إضافة إلى الدعم بقوة إضافية من قوة المهمات والواجبات الخاصة من الرياض ووصلت إلى الملعب نهاية الشوط الأول وتم السيطرة على الوضع بشكل ممتاز وتم القبض على عدد ممن أحدثوا الفوضى وسبق التنويه عنهم في البيان الأول.
عاشراً: تؤكد شرطة الرياض أنها قامت بدورها الأمني في وضع حد للشغب داخل وخارج ملعب نادي الشعلة وألقت القبض على مسيئي السلوك ومن اقتحم المستطيل الأخضر وتم تسليمهم لجهة التحقيق وتأمين سلامة اللاعبين وطاقم التحكيم والحافلات المقلة لمنسوبي الناديين.
وتود شرطة "الرياض"، أن تؤكد للعموم أن جهاتها المختصة دائماً ما تشارك في حفظ الأمن في مباريات كبيرة على مستوى دورات ونهائيات على درجة من الانضباط يشهد لها القاصي والداني، ولا يمكن لافتراءات وإساءات غير مسؤولة من البعض بإطلاق التهم جزافاً ممن يتسنمون المسؤولية عن نشاطات رياضية، يفترض منهم الدقة والتقيد بما يصدر عن لجنة التحقيق الخاصة بهم، أن تؤثر هذه الجعجعة منهم قيد أنملة في معنويات من باشروا ويباشرون مثل هذه المهام وغيرها.
وختم البيان "أننا راعينا ذلك في البيان الأول المتعلق بهذا الموضوع احتراماً للجميع ولعدم التأثير على مجريات الأمور"، مشيراً إلى أنهم متابعون ما يتم التطرق إليه إعلامياً ولن نتغاضى عن المساءلة القانونية لمن يتجاوز في ذلك دون دليل.