يتوقف إنتاج السيارة الجاغوار لاندروفر ديفندر خلال الأسبوع الجاري بعد 68 عاما من انتاجها، فهل يعني ذلك أن أفضل سيارة أنتجتها الشركة للطرق الوعرة باتت شيئا من الماضي؟
عندما تشاهد صورة اللاندروفر فإنك تتخيل عربة خضراء على شكل صندوق تشق رمال الصحراء أو تندفع عبر مياه فيضان.
إنها رؤية تحوي حنينا لماضي سيارة أسطورية- ووفقا لمحرر شؤون السيارات كوانتين ويلسون: "يفوح منها عبق الماضي".
وقال ويلسون: "العالم تغير. وليست لدينا نفس الاحتياجات كما كان الحال بعد الحرب العالمية الثانية عندما تم تطوير هذه السيارة".
وتم تطوير موديل لاندروفر الكلاسيكي، والذي يعرف اليوم باسم ديفندر، لكن جاغوار لاندروفر تقول "إن التغيير الذي طرأ عليها كان محدودا للغاية"، فيما نجد مستويات السيارات "تغيرت بشكل جذري".
وأعرب عشاق هذا الموديل عن "صدمتهم" لمصير عربتهم المفضلة.
وقال سيمون كولينز سكرتير نادي سيارات لاندروفر في وارويكشاير وويست ميدلاند :" إن أيقونة تموت".
وجذبت جولة تم تنظيمها لرؤية آخر سيارات من طراز ديفيندر بمصنع سليهول، حيث تم تصنيع ديفيندر وأسلافها يدويا منذ عام 1948، أكثر من 10 آلاف زائر خلال عام.
والعاطفة نحو هذا الطراز يمكن رصدها بوضوح على حائط الذكريات في المصنع حيث كتب أحد مالكي السيارات بفخر:" ربما تكون أكثر سيارة شوهدت في مواقف السيارات".
وقال ويلسون إن رحلة لاند روفر الأصلية-التي بدأت بالسلسلة الأولى عام 1948 وحتى ديفيندر في يومنا هذا- تمثل قصة نجاح تعكس "أطول عملية إنتاج لسيارة في العالم تتجاوز الفولكس فاجن بيتل".
وأضاف قائلا:" كاختراع، فإنه ذكي تماما".
وأعرب عن اعتقاده بأن طول عمر ديفيندر يعني أن مغامرات الناس ستتواصل لسنوات قادمة.
وتابع قائلا:"مع استمرار تصنيع 70 بالمئة من سيارات اللاندروفر فإنه مازال بوسعنا (عناقها) ورؤيتها في الطريق، وبينما يمكننا أن نذرف دمعة، فما زال هناك الكثير والكثير من اللاندروفر."
والرحلة متواصلة لجاغوار لاندروفر أيضا، والتي تعمل على "ديفيندر جديدة"، رغم أنه لم يتم تأكيد أين ومتى سيتم إنتاجها. ومع ذلك يعتقد الخبراء أنها ستكون مختلفة تماما عن الأصل.
وقال ويلسون:"أعتقد أن بديلها ستكون سيارة ركاب أكثر منها سيارة زراعية وخدمية".
وأضاف قائلا إن السيارة البديلة الجديدة والأكثر راحة "ربما لن تقفز فوق كل الجبال" الأمر الذي يحبط "عشاق الطرق الوعرة" الذين يريدون هذا الطراز لذلك الغرض.
وقال ويلسون، الذي استبدل سيارته الديفيندر برينج روفر:" إن على جاغوار لاندروفر أن تربح المال وتستخدم أحدث تكنولوجيا بدلا من صناعة شئ لتلك الأقلية".
ويقول إن توقف انتاج هذا الطراز خلق "فجوة في السوق كتلك التي حدثت بين المزارعين، الذين استعاضوا عن ديفيندر بشاحنات بيك آب".
ومضى يقول: "سمعت أن العديد من مؤسسات الخدمات قامت بشراء سيارات لاندروفر وخزنتها لاستخدامها في السنوات القادمة".
وكان سيمون كولينز البالغ من العمر 50 عاما قد تعلق بلاندروفر وهو في سن الـ 17 عندما قاد واحدة قبل اجتياز اختبار القيادة وظل يدخر لأشهر وفي سن الـ 18 قام بشراء سافاري السلسلة 3 طراز 1979.
وقال:"تزوجنا فيها، وذهبنا في شهر العسل فيها، واستخدمناها لنقل كل متعلقاتنا من نيوكاسل إلى برمنغهام".
وأعرب الزوجان عن أملهما أن الطراز الأخير، ديفيندر 90 موديل 2013، سيصحبهما في فترة المعاش.
وقال كولينز:"إنها تفتح أفق حياتك وتسمح لك بتجربة عالم آخر".
وواحدة من أفضل تجارب حياته كانت القيادة عبر إفريقيا حيث قضى فصول صيف عديدة يقود لاندروفر في كينيا.
وقال:" قيادة لاندروفر في الأدغال شئ رائع. إذا كنت تعرف كيف تقودها، يمكنك الذهاب إلى أي مكان. أحببت قيادتها عبر مجاري الأنهار وفي الغابات".
ويعتقد كولينز، وهو مهندس أنابيب غاز يعيش قرب ليشفيلد أن جاغوار لاند روفر "اكتفت من المزارعين والمؤسسات الخدمية".
ولكن ديفيد كوزينس، خبير الماكينات في مجلة فارمرس الأسبوعية، يقول إن المزارعين يختارون منذ سبعينيات القرن الماضي بين عدد من عربات القيادة على الطرق الصعبة.
وقال:"إن المزارعين لديهم الكثير من الاعتزاز بلاندروفر والكثير منهم احتفظ بها في أسرته لسنوات، وأنا على ثقة أن بعضهم سيقوم بشراء واحدة للاحتفاظ بها".
وأضاف قائلا:"ولكن عندما تلقي نظرة على موقف سيارات أي حدث أو تجمع زراعي فستجد تنويعة لسيارات الدفع الرباعي".
ومضى يقول:"شاحنات نيسان بيك آب تتمتع على نحو خاص بشعبية".
وقالت متحدثة باسم جاغوار لاندروفر إن إدراك لاندروفر كسيارة طرق صعبة فقط "تحريف للواقع" لأنها كانت وستكون دائما حول انسيابية الحركة.
وأضافت قائلة إنه ومع التكنولوجيا الحديثة مثل نظام رد الفعل على التضاريس التابع لجاغوار لاندروفر "نعتقد أنه بوسعنا السيطرة أكثر على الطرق الوعرة".
ومضت تقول إن الشركة توفر قطع الغيار لـ 15 سنة، وبالتالي فإن أولئك الذين لديهم طرازات أقدم من ديفيندر يمكنهم مواصلة قيادتها.
ويعتقد ديف فيليبس، رئيس تحرير مجلة لاند روفر الشهرية، أن ديفيندر الجديدة "ستكون بنفس درجة الإنسيابية" كالأصلية.
وأضاف قائلا:"بالتأكيد إنها ليست نهاية لاندروفر بالنسبة للطرق الوعرة".