على بعد نحو 200 كم شمال غرب مدينة تبوك، وتحديداً في منطقة "حسمي" التي تعدّ جبالها امتداداً لجبال السروات من غرب تبوك حتى وادي "رمّ" بالأردن، توجد جغرافيا مفارقة للعادة، ففي جبال علقان واللوز، التي يتجاوز ارتفاعها 2500 متر، تتساقط الثلوج في كل عام، لتجمع المنطقة في فصل الشتاء بين طبيعتها الصحراوية ومظاهر احتفال الأهالي والزوار بتلك الثلوج الموسمية، بطريقة لا يصدق مَن يراها للوهلة الأولى، أنها تحدث في المملكة.
ومع تأثر المناطق الشمالية والشمالية الغربية من المملكة هذه الأيام بكتلة هوائية باردة وقطبية، عادت الثلوج للتساقط من جديد على جبال علقان واللوز، وانتشرت في شبكات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر الإقبال الكبير للمواطنين على المنطقة، واستمتاعهم بأجوائها الباردة، من خلال صناعة رجل الثلج بأشكال مختلفة، في حين عمد عددٌ من هواة التصوير إلى توثيق المناظر الخلابة، ما أعاد إلى الأذهان صورة التقطها أحد المصورين الهواة العام الماضي لجمال في جبال اللوز وقد امتلأت ظهورها بالثلوج.
وعلى الرغم من إدراج الهيئة العامة للسياحة والآثار لجبال اللوز وعلقان ضمن المواقع السياحية المهمة، إلا أن تلك السلاسل الجبلية مازالت تنتظر أن يلتفت إليها المستثمرون لكي تتحول إلى منطقة جذب سياحي، لاسيما وأنها تحوي معالم أثرية يرجع تاريخها لنحو 10 آلاف سنة قبل الميلاد، تجسدها الرسوم الصخرية إلى جانب النقوش القديمة والكتابات الإسلامية.
