يسترجع الأهلاوي السابق ونجم خط الدفاع في فترة السبعينات الميلادية وحيد جوهر، ذكرياته مع الزمن الجميل للكرة السعودية والألقاب التي حققها مع فريقه الراقي في الفترة الذهبية من تاريخه العريق، إذ كان واحدا من اللاعبين القلائل الذين عاصروا تحقيق لقبي الدوري الشهيرين مطلع الثمانينات الميلادية، وأحد نجوم الرعيل الذي ساهم في تحقيق العديد من ألقاب الكؤوس التاريخية، إذ يروي لـ«عكاظ» قصصا من تلك الحقبة التي تسيد فيها الأهلي الفرق في الكرة السعودية، متناولا رؤيته للواقع الحالي للفريق، مستعرضا العديد من المواضيع ومعلقا على العديد من الأحداث والتصريحات المثيرة للجدل بما فيها العدد الحقيقي لألقاب الفريق في بطولة الدوري، فإلى التفاصيل:
لنبدأ معك من الجدل الدائر أخيرا، وما يشاع عن أن بطولات الدوري التي حققها الأهلي 9 ألقاب، بماذا تعلق على ذلك؟
لا شأن لي بما يدور من حديث حول اللقب، وتاريخ الأهلي كبير وعريق، لكن ما أعلمه وما يمكن أن أقوله الآن هو أن الأهلي حقق الدوري في عهدي بمفهومه المتعارف عليه مرتين في 1398و1404، وقد يكون المؤرخ أمين محمد ساعاتي استند في هذه المعلومة على إحصائيات موثقة تخصه وربما هي صحيحة عبر أجيال قبلي حققت البطولة بمسميات أخرى، وعلى الأهلاويين أن يكونوا أكثر حصرا لبطولاتهم الكبيرة وتوثيقها بما يكفل حقوق النادي من تاريخ وألقاب، فالعراقة تصنعها الإنجازات، والأهلي تاريخ عظيم حافل بالذهب منذ تأسيس الرياضة السعودية وحتى الآن، ومحاولة الضغط عليه بعدد بطولات الدوري لن تسيء لتاريخه، فالألقاب التي حققها جعلتها في مقدمة كبار الأندية العربية.
وماذا عن إجمالي البطولات التي حققتها مع الفريق؟
حققت معه لقب كأس الملك أربع مرات، وكأس الخليج مرة واحدة، ولقب الدوري مرتين، أي أن مجموع ما حققته مع الفريق سبع بطولات حتى اعتزلت اللعب عام 1408، بعد مشوار حافل تسيدنا فيه الكرة السعودية وسيطرنا على بطولاتها في حقبة شهدت تنوعا كبيرا وأحداثا عدة وشهدنا خلالها عصر الاحتراف في مرحلته الأولى، وكانت مرحلة أعتز بها تمثل قاعدة لإنجازات الراقي العريقة التي تتحدث عنها الاجيال حتى اليوم.
34 عاما والفريق لم يحقق بطولة الدوري، هل ترى ذلك منطقيا لفريق من ركائز الكرة السعودية؟
لا شك أن الأهلي مطالب بتحقيق الدوري، لكنه ليس الوحيد في هذا المضمار، وسبق له تحقيق اللقب وكان العام الماضي قريبا منه لولا بعض الظروف، والتعادلان الأخيران منحا النصر أفضلية نقطية، وفرط الفريق بشكل لافت في العديد من النقاط المهمة بطريقة حرمته اللقب. والحقيقة لي وجهة نظر على لاعبي الاهلي في الموسمين الأخيرين، إذ أشاهدهم متباعدين في المباريات المهمة ولا يتواصلون بشكل جيد، لدرجة أنك تشعر أن روحهم غائبة، ولا أعلم هل هناك عدم انسجام أم أنهم تحت الضغط، وعليهم أن يكونوا متكاتفين وأن ينظروا لمصلحة الأهلي أولا، وأن يراعوا حضور جماهيره التي توجد بكثافة كبيرة وبشكل دائم، ومن المنطق أن تحظى بدعم مماثل.
ماذا عن هذا الموسم، ألا تخشى ضياع اللقب؟
لا أخفيك سرا أن الفريق مقلق وقد لا يحقق دوري جميل إن ظل يتعادل مع الفرق الصغيرة، وبعد تعادله مع فريق التعاون ربما يكون قد دق أول مسامير نعش حلم الدوري، وهذه المواجهة بالنسبة لي أراها مؤشرا مزعجا قد يفضي إلى التفريط في اللقب، وعلى الإدارة أن تتنبه إلى مسألة غياب الروح في أوقات الحسم، ويظهر لي أن اللاعبين ليس بينهم ألفة أو تناغم على عكس فريق الفتح مثلا حين حقق لقب الدوري، حيث كان السبب الحقيقي تكاتف لاعبيه وتعاونهم في ما بينهم والجهازين الفني والإداري فضلا عن الروح القتالية التي ظهروا بها، وهو ما لا أجده في الأهلي بصراحة فالروح القتالية تغيب أمام الفرق الصغيرة ولو كانوا كذلك لحققوا لقب الدوري.
ومن برأيك الأقرب لتحقيق لقب دوري هذا العام؟
الحظوظ ما زالت بين ثلاثة فرق؛ الهلال الأهلي الاتحاد، وإن كان الأخير يحتاج لمعادلة صعبة فالفرق بينه وبين الأهلي 5 نقاط وهو أمر ليس بالسهل، شخصيا متفائل بالأهلي وأتمنى أن يستفيق اللاعبون من سباتهم في وقت الحسم وأن يركزوا كثيرا لتحقيق اللقب.
بماذا تفسر تراجع مستوى اللاعبين في الكرة السعودية؟
بغياب الطموح، فالأهداف البعيدة تثير حماسة النجوم وتحفزهم لبذل الكثير من الجهد، فالأوضاع الآن تكشف «شبع اللاعبين» ماديا ومعنويا، فالرواتب باهظة والوصول للمنتخب سهل على عكس السابق، حيث كانت المكافآت تختلف ما بين 500 إلى 4000 ريال ولم تكن هناك رواتب كبيرة كالتي يتقاضاها نجوم الفترة الحالية، وبصراحة تراجعنا بعد أن أصبحت رياضتنا مادية بحتة، وبعد تفشي التعصب فيها وتغليب المصالح على العشق والهواية والانتماء.
ماذا تتذكر من مبارياتكم أمام الاتحاد، وكيف تراها اليوم؟
مباريات الديربي -قبل وبعد- ما زالت تحتفظ بإثارتها، ولكن الفارق في الأمرين هو ردود الفعل على المواجهة من قبل الإعلام وشريحة واسعة من الجماهير بتحميلها الأمور أكثر مما تحتمل، فنحن كلاعبين سواء في الأهلي أو الاتحاد بعد كل لقاء نبقى أصدقاء نجلس في حي واحد نتناول وجبة العشاء سويا، لا نتأثر بندية المواجهة ونظل نحتفظ بقيمتها الكروية من خلال التنافس الشريف، وأتذكر من أقوى المواجهات تلك التي فاز فيها الأهلي برباعية نظيفة في ملعب الملز على نهائي الكأس.
من كان يعجبك من النجوم في حينها؟
كان يعجبني من الاتحاد حامد صبحي وعيسى خواجي ومن الأهلي عبدالله الرشود وعبدالله عمر وعبدالعزيز صمدو وطارق مسعود، وبالمناسبة صمدو كان واحدا من النجوم الذين لفتوا الأنظار في الأهلي منذ أن جاء من فريق الأنصار من المدينة المنورة، وأتذكر حينها أن توجه أولا إلى مقر نادي الاتحاد في حي البغدادية وتمرن معهم أسبوعين قبل أن تقوده خطاه إلى الأهلي ليكون واحدا من أفضل قلوب الدفاع في الكرة السعودية.
هل تم تكريمك بعد اعتزالك؟
نعم وكان للرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبدالله دور كبير في ذلك، حيث أقام لي حفلة تكريمية لا تنسى ولن أوفيه حقه إذ ظل وما زال السند الحقيقي للأهلي ونجومه بدعمه غير المحدود وعطائه السخي، ولولاه لكان وضع النادي غير مستقر سيما بعد أن ظل دور بقية أعضاء شرف الأهلي صوريا ولا يجد النادي دعما كبيرا يوازي انتسابهم لهذا النادي.
هل تمارس كرة القدم بعد الاعتزال؟
لا شك، فأنا أمارس لعبة الكرة حتى الآن، وأتردد على أحد الملاعب في حي الشرفية مع زملائي السابقين صمدو وعبدالله عمر وعبدالله الرشود وغيرهم، نتمرن ثلاثة أيام في الأسبوع من قبيل أنها رياضة صحية.
كيف تقيم عمل رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد حاليا؟
أحمد عيد رجل راق بمعنى الكلمة، ومشكلته الظروف المحيطة به، لم يتركوه يعمل جيدا، فالتعصب متفش بين الأعضاء الذين جاؤوا دون اختياره وجاء بهم الصندوق، وبرأيي لو أنه جاء بقائمته لنجح، ولكن الوضع الحالي لطريقة انتخاب الاتحاد لم يساعده على النجاح، كان من المفترض أن يكون الاختيار له ليكون محاسبا عن ذلك وليعملوا بقلب واحد وبنمط الفريق الواحد وهو ما لم يكن في هذا المجلس.