رجح المؤرخ الرياضي الدكتور أمين ساعاتي حدوث خطأ "مطبعي" في الكتاب الصادر من قبل المركز الإعلامي بنادي النصر "مؤخرا" والذي يرصد عدد بطولاته التاريخية ، حيث احتوى الكتاب معلومة تحقيق فريق واحد بنفس اليوم والتاريخ والتشكيلة والهدافين ومدرب الفريق ورئيس النادي بطولتين في وقت واحد.
وقال ساعاتي في حديثه لـ"الرياضية" أمس :"هناك خطأ بالتأكيد ، لأنه لا يوجد على مستوى العالم أن يحقق فريق واحد بطولتين في نفس اليوم والتاريخ واللاعببن في يوم واحد ، والدوري والكأس كما يعلم الجميع لا يتحققان لأي فريق إلا مرة واحدة في الموسم الواحد ، لا يمكن أن يحدث هذا الأمر لا في السعودية ولا في أي دولة على مستوى العالم تقع تحت منظومة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". متسائلا: هل يمكن إقامة دوري عبداللطيف جميل مرتين "مثلا" في الموسم الواحد؟
وقال :" إذا النصراويون حسبوها بما هو موجود في كتابهم "بطولتين" رقم (10)، و(11) ، فأنا أعتقد أنهم "قصوا اللاعبين بالنصف" وكل نصف يلعب مباراة، طبعا لايمكن أن يحدث ذلك.. لايمكن أن أصدق، لأن الأكيد أن هناك خطأ مطبعاً.
وعن النادي الذي صدمه خلال الأيام الماضية بزيادة عدد بطولاته بشكل مفاجئ للجميع قال :" لايوجد ناد صدمني لسبب معين، لأنني أعرف كل ناد كم حقق من بطولة ، والنادي الأكثر حصولا على عدد البطولات في تاريخ المملكة العربية السعودية هو نادي الهلال بلا منازع".
وتابع :" الهلال تجاوز بعدد بطولاته نادي النصر وبشكل كبير.. ومن أهم الإشكاليات التي يعملها الأخوان في نادي النصر في الوقت الحالي أن يحسبوا بطولات المناطق لعدد بطولاتهم، فمثلا عندما يحصلون على بطولة المنطقة الوسطى يحسبونها بطولة ، وهذا الأمر لا يمكن أن يكون صحيحاً، لأن البطولة في الموسم واحدة ، وبطل التصفيات يخوض مباريات مع أبطال المناطق الأخرى في بطولة واحدة ، وفي الأخير من يكسب كل أبطال المناطق تعتبر له بطولة، وهو مشابه لما يحدث مثلا في تصفيات القارات للتأهل لمونديال كأس العالم، فليس من المعقول أن يكون بطل كل قارة في التصفيات هو بطل كأس العالم، إنما الأبطال في القارات يجتمعون بعد التأهل مع بقية المنتخبات ليشاركوا في النهائيات والبطل في النهائيات أثناء التجمع هو من يعتبر حقق بطولة. وقال :" سأعطي لك مثلا آخر، عندما تنوي الذهاب من جدة إلى الرياض بسيارتك وتتوقف وأنت في الطريق عند إحدى المحطات ، هل نقول إنك وصلت إلى مدينة الرياض، حتما لا، لكن تبقى لك مسافة، وعندما تصل إلى مدينة الرياض نعتبر في تلك الحالة إنك وصلت وهكذا".
وتابع ساعاتي :" النصراويون يغالطون ويكابرون ويخالفون الأنظمة المحلية والدولية ، فلوائح رعاية الشباب تكشف ذلك وتقول مثلا متى يحصل الفريق على لقب دوري عبداللطيف جميل، وأتساءل هنا: هل تقول لوائح رعاية الشباب إن الفريق الذي ينهي مبارياته في الدور الأول يصبح بطل الدوري ؟ أو إن من ينهي مبارياته في الدورين ذهابا وإيابا ويجمع أكثر عدد من النقاط هو من يصبح بطل الدوري، وهذا الأمر أيضا ينطبق على بطولتي دوري الدرجتين الأولى والثانية، وكذلك ينطبق على مباريات تصفيات بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وكذلك بطولة كأس ولي العهد، حيث من غير المعقول أن يأتي ناد يلعب التصفيات في بطولة كأس ولي العهد أو كأس الملك في المنطقة الشمالية وعندما يصفي في منطقته نقول عليه هو البطل.
وزاد المؤرخ الرياضي :" النصراويون يحسبون بطولاتهم على مزاجهم وهذا أمر غير صحيح، وهنا لابد من تأكيد أمر في غاية الأهمية، بطولات المنتخبات لا يعتمدها إلا "فيفا"، وبطولات الأندية لا يعتمدها إلا الاتحاد الأهلي، ومن غير المعقول أن كل ناد يعمل جدول بطولته على مزاجه ويريد أن يعتمدها فهذا ليس بحق.
وعما إذا كانت هناك اتصالات تمت بينه وبين أعضاء لجنة توثيق البطولات المشكلة من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب قال :"نعم تمت اتصالات بيني وبين رئيس اللجنة تركي الخليوي ، وطلب مني بياناً ببطولات الأندية السعودية بحكم أنني مؤرخ واحتفظ بها، وتم إرسالها لهم من باب التعاون وخدمة الوطن، ولا أنسى أن مدير مكتب الرئيس العام لرعاية الشباب اتصل أيضا بي وأنا متعاون معهم لأنهم ناس في منتهى الرقي والاحترام".
وعن أكثر ناد توثيقا للبطولات قال :" لا يوجد ناد وثق بطولاته كما هو الهلال، ومن وجهة نظري الهلال هو أكثر تحقيقا للبطولات ، وقياسا بهذا الكم الكبير من الإنجازات يعتبر هو زعيم الكرة السعودية، والهلاليون دائما ما يقولون عن ناديهم "الزعيم وهذه قائمة بطولاتنا"، وهذا النادي أفضل من وثق بطولاته وإنجازاته التي ليس عليها أي غبار، ولا أنسى الإدارات التي تعاقبت على هذا النادي "العملاق" والتي على إثرها تحققت بفضلها البطولات، وجمهوره يحترمه ويدعمه كثيرا.
وعن السبب المباشر في عدم توثيق بعض الأندية للبطولات وهل تتحملها الأندية أم الاتحاد قال :" الحقيقة الاتحاد هو المسؤول عن إيضاح بطولات كل ناد يستحقها ويوثقها وليست مسؤولية الأندية، والنزاع هذا يجب أن يزال بإيضاح الحقائق، لانريد كل ناد يقسم بطولاته أنصاف وأوصال على مزاجه".
