اتصلت "العربية.نت" مرات عدة مساء الأحد بالنائب المصري توفيق عكاشة، المضروب على رأسه بجزمة زميله النائب كمال أحمد، وأيضاً اتصلت بضاربه الشهير، وبثت رسالة نصية في هاتفه الجوال ليجيب على الرنين عبر القارات، إلا أن هاتفي الضارب والمضروب كانا دائماً مغلقين، لكن فرصة الوقوف على موقف كل منهما ظلت متاحة عبر الاطلاع في وسائل إعلام مصرية غطت بكفاءة ما أثار زوبعة محلية، عبرت الحدود إلى مواقع أخبار دولية، اهتمت بالحادث انطلاقاً من أن ضرب عكاشة بحذاء زميله كان بسبب دعوته السفير الإسرائيلي لدى مصر إلى تناول العشاء معه في منزله بمحافظة الدهقلية.
أتوا في الإعلام المصري على ما قاله الضارب والمضروب معاً، فروى عكاشة على شاشة قناة "الفراعين" التي يملكها، أنه دخل المجلس صباح الأحد "محمولاً على الأعناق من أنصاري، وأعدادهم تخطت نحو 300 فرد (..) دخلت القاعة وتوجهت إلى المستشار أحمد سعد، وطلبت منه حق الرد على النائب مصطفى بكري من أعلى المنصة (..) طلب مني ملء الاستمارة، وخلال ملء الاستمارة جه (جاء) النائب كمال أحمد وضربني بحذائه على رأسي، وقال لي: متجبش اسم الزعيم جمال عبدالناصر على لسانك تاني يا عميل إسرائيل".
أما النائب كمال أحمد، فظهر في "يوتيوب" عبر فيديوهات عدة، ذكر فيها أن ضربه لزميله "كان تعبيراً عن موقف الشعب المصري من لقاء عكاشة بالسفير الإسرائيلي" مضيفاً في ما سمعته "العربية.نت" من أقواله: "هذا الحذاء ليس على وجه ورأس توفيق عكاشة فحسب، لكنه أيضاً للكنيست والكيان الصهيوني، ومصر لن تنحني حتى في أحلك ظروفها، والقيادة السياسية لن تنحني أبداً" طبقاً لرأيه.
وعن الجزمة، قال لموقع صحيفة "اليوم السابع" المصرية مساء الأحد، إنها "ليست للبيع" في رد على أحدهم سأله إذا كان سيبيعها لرجال أعمال والتبرع بثمنها لصندوق "تحيا مصر" الهادف إلى جمع تبرعات وما شابه لدعم الاقتصاد المصري، وذكر أنه سيحتفظ بها في منزله، ويتركها لأبنائه وأحفاده "لتكون ذكرى لهم لضربه عكاشة"، نافياً أن تكون من ماركة معروفة، بل هي "صناعة مصرية من أحد مصانع الإسكندرية" كما قال.
ومثله ظهر عكاشة في فيديوهات عدة قاموا بتحميلها في "يوتيوب" أيضاً، فعلق على ما حدث بقوله: "كمال أحمد راجل قد أبويا (أي بعمر أبيه) أو أكبر، والمجلس عليه أن يأخذ حقي" متابعاً في مقطع آخر اطلعت عليه "العربية.نت" وعرضه الإعلامي المصري، وائل الابراشي، في برنامجه "العاشرة مساء" بقناة "دريم2" التلفزيونية، وقال: "هذه أحداث عادية في إطار الديمقراطية، ومن حق كل نائب أن يعبر عن رأيه، وكمال أحمد من أصحاب الاتجاه الناصري ومن المعروف أنهم ضد إسرائيل"، مضيفاً أنه استقبل السفير الإسرائيلي "في الوقت اللي السفير المصري كان بيستلم شغله هناك (تل أبيب) ابقوا اقروا انتوا كويس بس" أي اقرأوا أنتم جيداً.
وجن جنون عكاشة ونزل غاضباً من سيارته
وفي حسابه "التويتري"، حيث يتابعه أكثر من 33 ألفاً، أضاف عكاشة تغريدة ثانية أمس، إلى أولى كتبها بعد 4 ساعات من ضربه بالحذاء، وفيها توعد ضاربه بقوله: "والله يا أحمد يا كمال هوريك اللي عمرك ما شفتوا.. يا ابن الجزمة" مخطئاً كما نرى بكلمة "شفتوا" التي جعلها للجمع المذكر، بدلاً من "شفته" وهي الأصح.
التغريدة الثانية في الحساب، وهو باسم @Tawfik_Okacha لمن يرغب بالاطلاع على ما فيه، كتبها عكاشة بعد 4 ساعات من الأولى، وفيها قال: "أنا هاروح أي مكان، وإيوه هروح الكنيست.. روحوا الغوا اتفاقية السلام وابقوا تعالى كلموني" مرتكباً فيها أيضاً خطأ آخر، بقوله "وابقوا تعالى" بدلاً من "وابقوا تعالوا" فيما كتب "هاروح" في بداية التغريدة، و"هروح" في منتصفها، مما يدل على أنه كان متوتراً الأحد مما تعرض له أمام ملايين شاهدوه عبر الشاشات الصغيرة وهو يتلقى الضرب بحذاء نيابي.
وكدليل على التوتر الذي استلبسه وسيطر على أعصابه أمس، فإنه بالغ بالعيار في ردة فعله حين خرج مضروباً من برلمان دخل إليه محمولاً على أكتاف أنصاره صباح الأحد، فحين خرج بعد "علقة الحذاء" رأى أحدهم في الشارع يحمل ورقة كتب عليها "الجاسوس الناس بتضربه" فجن جنون عكاشة ونزل غاضباً من سيارته، وانظر في الفيديو أدناه إلى ما فعل وقال.
كما ظهرت سخريات مما حدث، منها مطالبة النائب المصري أسامة شرشر "بوضع حذاء كمال أحمد في متحف البرلمان" بحسب ما قال في برنامج "مساء القاهرة " على قناة TEN التلفزيونية، حيث طالب أيضاً بضرورة الكشف الطبي النفسي على "عكاشة" لتأجيجه مشاعر الناس" وعبّر عن قلقه الساخر نحوه، بقوله: "أخشى أن يتطور الأمر ويقابل توفيق عكاشة القائم بالأعمال الإيراني والسفير التركي، بل ويطلب اللجوء السياسي إلى أميركا" وفق تعبيره.
وخادع عكاشة الرأي العام بقوله في الفيديو الذي يمكن الاطلاع عليه أدناه، أن ضاربه "عمره 82 سنة، وأنا عندي 49 سنة" علماً أن النائب كمال أحمد مولود في 1941 بالاسكندرية، أي أن عمره 75 وليس 82 بحسب ما خادع عكاشة حين ذكر في الفيديو أيضاً بأن المكيل الضربات بجزمته على رأسه "لو ضربني تلاتين جزمة على دماغي.. ده زي أبويا" بينما توعده في التغريدة "التويترية" الأولى، بأنه سيريه ما لم يره في حياته.