من المتوقع أن توافق الحكومة السورية وجماعات المعارضة في محادثات السلام في جنيف يوم الخميس على وثيقة صاغها مبعوث الأمم المتحدة الخاص تحدد المبادئ الأساسية فيما وصفه دبلوماسيون بأنه "خطوة صغيرة" للأمام.
ومع سريان وقف هش لإطلاق النار في سوريا من المقرر أن تتوقف المفاوضات التي استمرت نحو أسبوعين يوم الخميس لتستأنف في أبريل نيسان.
وتجري المحادثات في إطار جهود دبلوماسية أطلقتها الولايات المتحدة بدعم من روسيا لإنهاء الحرب التي اندلعت في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات وقتلت أكثر من ربع مليون شخص وتسببت في أسوأ أزمة لاجئين يشهدها العالم وأتاحت مناخا مواتيا لصعود تنظيم الدولة الإسلامية.
كان التقدم بطيئا مع تجنب وفد حكومة دمشق أي محادثات عن المسألة الخلافية الخاصة بالانتقال السياسي أو مصير الرئيس بشار الأسد الذي تطالب المعارضة برحيله.
لكن مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا قال إنه يود أن يعرف ما إذا كانت هناك نقاط مشتركة بين الأطراف المختلفة وإن وُجد يعلنها.
وقال دبلوماسي غربي كبير "وُضعت مبادئ أساسية. دي ميستورا يود أن يعلن أن كل الأطراف وافقت حتى ينتقل إلى مسألة الانتقال في الجولة التالية. إنها خطوة صغيرة لكن ضرورية. والنتيجة غير سيئة."
وذكر الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن الوثيقة تحوي ما بين 10 و12 نقطة تتراوح ما بين تشكيل جيش وطني موحد والحاجة إلى محاربة الإرهاب وضمان وجود دولة ديمقراطية غير طائفية تتساوى فيها حقوق الجميع.
وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط ودبلوماسي غربي آخر إنهما يتوقعان أن يعلن دي ميستورا عن مبادئ عريضة حتى يتمكن من الانتقال إلى مسألة التسوية السياسية.
وأكدت رندة قسيس التي ترأس جماعة معارضة تؤيدها موسكو أن دي ميستورا أبلغ الوفود بوثيقة مبادئ أساسية. وقال مفاوض الحكومة السورية بشار الجعفري يوم الأربعاء إن هناك وثيقة للأمم المتحدة ستراجها دمشق قبل جولة المحادثات التالية.
وبعد اجتماع الجعفري مع مسؤولة الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية فيدريكا موجيريني -وهو اجتماع نادر مع مسؤول غربي رفيع- بدت نغمته ايجابية وعبر عن اعتقاده بأن جولة المحادثات كسرت جمودا دبلوماسيا.
لكن موجيريني ودي ميستورا أبلغاه أن تسريع الانتقال السياسي في سوريا هو الطريق الوحيد لهزيمة جماعات مسلحة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.