انسحب تنظيم الدولة الإسلامية من مواقع في مدينة درنة شرقي ليبيا، بعد معارك مع ائتلاف قوات درنة والبيضاء ومجلس شورى مجاهدي درنة، وأعلن المجلس أنه طرد التنظيم من آخر معاقله في مدينة درنة.
وقال مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها إن تنظيم الدولة انسحب من منطقتي الفتائح والساحل الشرقي آخر مناطق تمركزه في المدينة، وأفادت مصادر من قوات البيضاء وطبرق ودرنة بانسحاب عناصر تنظيم الدولة من المواقع التي كان يتمركز فيها في مناطق الحيلة والفتائح وحي الأربعمئة.
وكان الناطق باسم محور الحيلة جنوب درنة سعد هابيل، قال إن قواته -وبدعم من مقاتلي مجلس شورى مجاهدي درنة- اقتحموا فجر اليوم منطقة الفتائح شرق المدينة، حيث يتمركز مسلحو تنظيم الدولة. وأضاف هابيل لمراسل الجزيرة أن قواته تمشط المنطقة وتفكك الألغام التي زرعها التنظيم.
قتلى وتمشيط
وأفاد مصدر في المجلس طلب عدم ذكر اسمه بمقتل أحد أفراد المجلس بانفجار لغم أرضي في أحد المنازل أثناء عمليات تشميط منطقة الفتائح، كما قتل مدني آخر وهو في طريقه إلى منزله في المنطقة ذاتها.
وأكد المصدر السابق للجزيرة نت، أن قوات مجلس شورى مجاهدي درنة تقدمت صباح اليوم في نقاط عدة بمنطقة الفتائح٬ لتفاجأ بعدم وجود أي مقاومة من التنظيم٬ بعد أن كانت الاشتباكات بين الطرفين تدور مساء أمس الثلاثاء في منطقة الساحل الشرقي للمدينة.
ويروي شهود عيان من منطقة المخيلي جنوبي درنة، أن عناصر تنظيم الدولة دخلوا المدينة بعد أن فروا من منطقة الفتائح٬ ثم زودوا سياراتهم بالوقود من إحدى المحطات قبل أن يضرموا النار فيها ويغادروا المدينة، منسحبين على متن ثلاثين آلية.
طريق المنسحبين
وتوقعت مصادر أن يسلك عناصر التنظيم المنسحبون طرقا صحراوية بهدف الوصول إلى مدينة سرت وسط ليبيا، والتي تبعد عن درنة قرابة تسعمئة كيلومتر.
واعتبر مجلس شورى مجاهدي درنة أن طرد تنظيم الدولة "انتصار لثورة 17 فبراير على غلاة التكفير المنتمين إلى تنظيم الدولة"٬ داعيا إلى انتقال الأهالي إلى "مرحلة البناء والتنمية وإعمار المدينة وبسط الأمن فيها".
وكانت الاشتباكات بين التنظيم ومجلس شورى المجاهدين في المدينة قد اندلعت في يونيو/حزيران من العام الماضي٬ وذلك على إثر قتل التنظيم القائدَ البارز في المجلس ناصر العكر، ومرافقه فرج الحوتي.