لم تدم فرحة أهالي محافظة الأفلاج الغامرة بمشروع تحلية مياه الشرب الذي تم إنجازه بتكلفة قدرها 96 مليون ريال لمحطة "ليلى"، وتم تشغيلها قبل قرابة شهر، بعد انتظار أكثر من 10 سنوات، حتى أصبح المشروع مصدرًا للتلوث السام الكيميائي بسبب المخلفات التي تفرزها أجهزة المحطة، وتفرغ في بحيرات مكشوفة تم تجهيزها من قِبل فرع وزارة المياه بالمحافظة بهدف جمع المياه الملوثة وتبخيرها بآلية أشعة الشمس، وبطريقة اعتبرها بعضهم غير مناسبة أو دقيقة، على الرغم من إحاطتها بحواجز حديدية ولها أبواب من جهتين.
وقال عددٌ من الأهالي لـ"سبق": "بعد الانتهاء من تجهيز مشروع تحلية مياه الشرب في الأفلاج فوجئنا ببحيرات مكشوفة يفرز بها الشوائب بطريقة تشكِّل خطورة بالغة على السكان الذين أصبح معظمهم يتنزه على شواطئها التي لا تبعد سوى 2 كم من داخل المحافظة "ليلى" وقرابة خمسمائة متر لمراكز أخرى محاذية لها من جهة الغرب".
وأضافوا: "ما يخوفنا هو طرق معالجة المياه التي تصل لمنازلنا وهل هي نقية وخالية من الشوائب، أو ما زالت تحتاج إلى معالجة أكثر، إضافة إلى انتشار البعوض ومهاجمته منازلنا بمجرد حلول الظلام، ما يهدد بنقل الأوبئة بيننا".
وطالبوا فرع وزارة المياه بالأفلاج بالتخلص من هذه الشوائب السامة بأنابيب تمديد لأماكن بعيدة عن السكان، أو تعاد تركيبة المياه السامة وتحول بطريقة حديثة لمواقع تربتها طينية كعيون الأفلاج الجافة.
وقال مدير فرع المياه بمحافظة الأفلاج المهندس مطلق الغامدي لـ"سبق": "بالنسبة لبحيرات التبخير في الأفلاج، فهي بحيرات تعمل في جميع المحطات، وهي مكان لتجميع المياه المرفوضة من المحطة والناتجة من عملية معالجة المياه وتحتوي هذه المياه المرفوضة على عدد كبير من المواد والعناصر الكيميائية التي تستخدم في معالجة المياه وتحليتها، وهذه المياه المرفوضة توضع في هذه البحيرات لكي تتبخر، لأنَّها غير صالحة للاستخدام الآدمي على الإطلاق، وهذه البحيرات معزولة، كي لا تسمح للمياه بالتسرب للأرض".
وأضاف: "هذه المياه المرفوضة كما ذكرت تحتوي على عناصر خطيرة على الإنسان ومن هذه العناصر "الأسيد" وهي مادة حارقة للجسم، وكذلك نسبة الأملاح عالية جدًا حيث تبلغ (TDS=32000)، ولذلك يمنع السباحة أو الغسيل منها لما تشكله من خطورة.
وأردف: "مساحة البحيرات (500,000)م2 وطرق المعالجة والتخلص منها يكون عن طريق التبخير، وهي محاطة بأسوار حديد وسياج، وقد وضعت لافتات تحذير بعدم الاقتراب منها، مشيرًا إلى أنَّ البحيرات مرتفعة عن سطح الأرض، ومحاطة بعقوم ترابية، ولا يرى فيها أي خطورة عليها من تعرضها للسيول المنقولة.