وقع ما يشبه حرب تصريحات بين رئيس بلدية لندن صادق خان والمرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، على خلفية "دخول مسلم إلى الولايات المتحدة"، وإعلان ترامب أنه سيستثني خان من الحظر الذي روج له في حملاته الانتخابية وبعض تصريحاته الصحفية حول ضرورة حظر المسلمين من دخول أميركا.
وأصدر مكتب خان الثلاثاء بياناً رد فيه على تصريحات ترامب لصحيفة "نيويورك تايمز" والتي قال فيها إنه سيجيز استثناء يسمح لرئيس بلدية لندن الجديد المسلم دخول الولايات المتحدة.
وجاء رد خان لاذعاً ومتناسباً تماماً مع تصريحات ترامب الطائفية والتي لاقت انتقادات واسعة على صعيد الجاليات والمنظمات المسلمة في أميركا والعالم. وقال خان إن خطة المرشح الرئاسي الأميركي تعكس "رؤيته التي تتسم بالجهل بالإسلام"، وتهدّد أمن البلدين بسبب "استعداء المسلمين المعتدلين الذين يشكلون التيار الرئيسي في الإسلام، كما يمكن أن يستغلها الإرهابيون لصالحهم".
وأضاف لصحيفة "إيفننغ ستاندارد" اللندنية أنه لا يريد أن يكون استثناء: "هذا الأمر لا يتعلق بي وحدي، بل يخص أصدقائي وأسرتي وكل فرد يأتي من خلفية مشابهة لخلفيتي، في أي مكان بالعالم". وشدد على أن "دونالد ترامب وهؤلاء المحيطين به يعتقدون أن القيم الغربية الليبرالية لا تتماشى مع الإسلام المعتدل، وقد أثبتت انتخابات عمدة لندن أنه على خطأ".
يذكر أن خان المرشح عن حزب العمال البريطاني فاز الجمعة الماضي برئاسة بلدية لندن، ليصبح بذلك أول مسلم يتولى هذا المنصب.
وكان صادق خان (45 عاما) مرشحا ضد المحافظ ونجل الملياردير زاك غولد سميث (41 عاما) ووعد خان المحامي والوزير السابق بمواجهة المشاكل الملحة للعاصمة التي ارتفع عدد سكانها بحوالي 900 ألف نسمة خلال ثمانية أعوام ليصل إلى 8.6 مليون، وفي مقدمها ارتفاع أسعار المساكن ووسائل النقل المكتظة والتلوث.
ويشار إلى أن العمدة الجديد ولد في أكتوبر 1970 من عائلة باكستانية هاجرت حديثا إلى بريطانيا، وعمل والده سائقاً للباص في العاصمة البريطانية، نشأ مع أشقائه وشقيقاته الستة في توتينغ، وهو متزوج وله ابنتان.