لم يتوصل تحقيق سويسري لأي دليل على أن وزيرا سابقا أبرم اتفاقا سريا يعرض مساعدة دبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1970 مقابل وقفها الهجوم على أهداف سويسرية.
وترددت هذه الروايات خلال العام الحالي في كتاب "سنوات الإرهاب السويسري" الذي أثار أيضا تساؤلات عن احتمال أن يكون اتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية قد أثر على سير التحقيق في تفجير استهدف طائرة تابعة لشركة سويس إير في 1970 وأودى بحياة 47 شخصا.
وقال المقاتل الماركسي كارلوس -المدان في جرائم إرهاب دولي والذي يعتبره البعض رمزا لمناهضة الإمبريالية إبان الحرب الباردة- في تصريحات صحفية في مارس آذار الماضي إنه تحرك بحرية في سويسرا خلال سبعينات القرن العشرين بموجب "اتفاق عدم اعتداء" بين الحكومة ومنظمة التحرير الفلسطينية. ويقضي كارلوس أحكاما بالسجن مدى الحياة في فرنسا بعد إدانته في سلسلة هجمات.
وقالت الحكومة في بيان يوم الأربعاء إن قوة مهام كانت قد تشكلت للنظر في هذه المزاعم لم تجد دليلا على اتفاق سري بين الوزير السابق بيير جرابر أو أي من ممثلي سويسرا الآخرين وبين فاروق القدومي المسؤول بمنظمة التحرير الفلسطينية.
وورد في ملخص أعدته قوة المهام عن خلاصة تحقيقها "قوة المهام توصلت إلى ما يلي: لم يكن هناك أي اتفاق سري في سبتمبر 1970 بين فاروق القدومي وممثلي سويسرا في جنيف."
ولم تجد قوة المهام -التي ضمت ممثلين عن الجيش ووزارة الخارجية والشرطة الاتحادية وإدارات قضائية بالإضافة للمدعي العام وإدارة السجلات الاتحادية- أي دليل أيضا على عرقلة مدعين سويسريين عن التحقيق في كارثة الطائرة.
وتوصلت اللجنة لتلك النتائج بعد دراسة نحو 400 من ملفات الحكومة والشرطة ووثائق تخص جرابر وسجلات اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وحصلت اللجنة كذلك على ردود مكتوبة من القدومي وفالتر بوزر وهو الشخص الوحيد الباقي على قيد الحياة ممن شاركوا في الاجتماعات الحكومية في السبعينات وبيير إيف سيمونين مستشار جرابر الشخصي.
وفي كتابه قال الصحفي السويسري مارسيل جير إن جرابر الذي توفي عام 2003 عن 94 عاما أبرم في السر اتفاقا مع منظمة التحرير الفلسطينية بعد هجمات بينها قتل قائد طائرة إسرائيلية في مطار زوريخ في 1969 وإجبار ثلاث طائرات تحمل مئات الرهائن على الهبوط في الأردن عام 1970.
وكتبت قوة المهام تقول إن جير رفض تعريفها بمصادره المجهلة في كتابه.
وفي رد مكتوب على أسئلة من رويترز يوم الأربعاء قال جير إنه يرى أن التقرير "منصف ومهم" لكنه تشبث بفرضيته الأصلية بأنه تم إبرام اتفاق سري استنادا للمقابلات التي أجراها مع المصادر المجهلة التي شكلت حجر الأساس لكتابه.
وقال "كتبت دوما أنه ما من دليل كتابي محدد."