أكَّد مدير القنوات الرياضية د. صالح الورثان، أنَّه ليس راضياً تمام الرضى عما تقدِّمه القنوات حتى الآن، كاشفاً عن وجود منهج ورؤية وخطط لعودة القنوات الرياضية لحجمها الطبيعي من خلال تحسين مستوى أداء العاملين بها على جميع الأصعدة.
وقال الورثان لـ "سبق": "في اعتقادي أنَّ هناك شيئاً اسمه الذائقة الفنية والجاذبية تأتي من خلال متابعة مباريات كرة القدم وهي اللعبة الشعبية الأولى، فخسارة القنوات الرياضية لدوري عبد اللطيف جميل أدت إلى ابتعاد الجماهير الرياضية عنها وخاصة ما يتعلق بنقل المباريات، فهذا الموسم فعلنا نقل دوري الدرجة الأولى ودوري الشباب والناشئين، واتجهنا إلى الشباب في جميع مناشطهم الرياضية في الألعاب المختلفة، وأصبح للقنوات الرياضية حضور بشكل آخر ومختلف".
وأضاف: "نحن نسعى إلى أن يعود المشاهد الكريم إلى متابعة القنوات الرياضية من خلال ثقته بأنها قادرة على استقطاب بعض المباريات في دوري عبد اللطيف جميل، ونسعى إلى ذلك من خلال دعم الدكتور عبدالملك الشلهوب وحصولنا على تغطية عدد من المباريات الهامة في دوري عبداللطيف جميل مع تغطية دوري الدرجة الأولى وغيرها فسيحقق الجاذبية المطلوبة".
وعن مستوى رضاه عمّا تقدّمه القنوات الرياضية حتى الآن بعد توليه الإدارة قال: "تمام الرضا لا يمكن وأستطيع أن أقول لك إنَّ المسؤولين في القنوات الرياضية وجميع الزملاء في الإدارة نحن نجتهد لتقديم عمل جيد على الصعيد الإخباري والبرامج وعلى صعيد تغطية المباريات ونقل المناشط الرياضية والاهتمام بالشباب والفكر الشبابي، ولدينا منهج ورؤية وخطط إستراتيجية لعودة القنوات الرياضية لحجمها الطبيعي من خلال تحسين مستوى أداء العاملين فيها على الصعيد الإعدادي والتحرير والتقديم، وكذلك الجوانب الفنية لما يتعلق بالاستوديوهات والتغطية المباشرة".
ونفى الورثان اتهامات القناة الرياضية ببث بعض البرامج بحسب ميول بعض العاملين بها، وقال: "في اعتقادي إن هذا اتهام باطل وغير صحيح، فلا يعقل أن تكون قناة وطنية حكومية يرأسها رجل بحجم د. عبدالملك الشلهوب بأن تكون لنادٍ أو فريق معين، فالميول موجود بالنسبة للصحافيين والإعلاميين والمسؤولين في البلد بشكل كبير، لكن الرهان هو على تقديم الفكر والطرح الموضوعي والرياضي".
وأردف: "جميع الفرق الفائزة نحتفي بها ونقدرها ونحترمها ونستضيف نخبة من المفكرين والمثقفين كـ د. عبدالعزيز الخالد والكابتن يوسف خميس وعدد من جميع الأندية والمسؤولين والشخصيات الرياضية الذين يتسمون بالطرح والنقد الهادف البناء وليس الميول، فالقنوات الرياضية تختلف عن أي قنوات أخرى في أنها تريد المشاركة بتنمية الفكر وعودة الرياضة السعودية على كافة الأصعدة إلى أداء مشرف وجميل".
وأكد الورثان أن القناة الرياضية ستنقل مباراتي الملحق بين الباطن ثالث دوري الدرجة الأولى وفريق الرائد صاحب المركز الثاني عشر من دوري عبداللطيف جميل لتحديد الصعود لدوري جميل الموسم المقبل.
وقال: "المباراة ستنقل على القناة الرياضية من جهتها كناقل رسمي لدوري الدرجة الأولى؛ والقنوات الرياضية نقلت نهائي كأس ولي العهد -حفظه الله- وستنقل أيضاً نهائي كأس الملك والذي سيقام بين فريقي "النصر والأهلي"، وسيكون هناك تغطية مميزة بإذن الله وذلك بعمل استديوهين تحليليين، يشارك بهما محللون من الخبراء والنقاد على مستوى عال جداً، وجار التنسيق مع المعلق عيسى الحربين".
وحول توقعاته لنتيجة مباراة نهائي كأس الملك، قال: "أعتقد أن الأهلي في قمة مستواه والنصر عائد بشكل مميز والمباراة ستكون صعبة بين الفريقين، ولكن الأهلي هو الأقرب لها بحكم ثبات المستوى".
وتطرَّق الورثان لاحتياجات الهلال للفوز بكأس آسيا قائلاً: "الهلال يحتاج إلى تكاتف شرفي والاستقرار الفني، فهو يعاني منذ فترة طويلة من عدم الاستقرار على صعيد المدربين، بل إن الهلال أصبح في اعتقادي حقل تجارب لبعض المدربين، مما أثر على مستويات الفريق، بالإضافة إلى أن هناك مجموعة من اللاعبين لا يؤدون الدور الحقيقي لناد بحجم الهلال".
وتحدَّث عن نادي التوباد الذي يعاني الآن من وضع مزر لتفاقم المشاكل داخل محيط إدارته واستقالة جماعية لـ٦ من الأعضاء، وقال في هذا الصدد: "نادي التوباد وقف منذ فترة على مرحلة معينة لم يستطع تجاوزها وعدم دعم النادي من قبل رجال الأعمال في المحافظة أدى إلى أن يكون بهذا الوضع وهذا الشكل، والنادي على الصعيد الثقافي والفكري والإداري مر عليه العديد من الأسماء يعتبرون من الرموز، وخرج العديد من النجوم كغانم فلاح وصالح الصويلح وسعود الدعران وغيرهم من النجوم، فالتوباد قادر على العودة متى ما استوعب رجال الأعمال في المحافظة دعم هذا النادي للوصول إلى مستويات مشرفة كما يحدث مثلاً في محافظة القصيم لوجود التعاون والرائد بينهم".
وتابع: "نحن في القنوات الرياضية معنيون بالتوباد وغيره من أندية المملكة العربية السعودية في أي مكان ولدينا مشروع برنامجي لتسجيل حلقة لمدة ساعة كاملة لهذه الأندية لمناقشة قضاياهم وتطلعاتهم وأفكارهم".
وتطرَّق إلى واقع الإعلام الرياضي في المملكة، وقال: "ما يحدث في الوسط الرياضي وبالتحديد على صعيد التعصب أمر محزن تماماً، وقد وصلنا إلى مرحلة سيئة جداً، ويفترض أن نتخطاها من خلال تثقيف الإعلاميين للوصول إلى مرحلة الرقي في التعاطي مع القضايا الرياضية دون تعاطي الميول والأندية حتى نصل إلى رياضة سعودية مبادئها التنافس الشريف وليس الشتم والسب والانتقاص من الآخرين، فهناك مشكلة كبيرة يعاني منها العديد من الذين ينتمون للوسط الرياضي، لاسيما من الإعلاميين الذين لا يفرقون بين الميول والتعصب الذي يعتمد على إقصاء الآخر وإبعاده".
وقال أتمنى من خلال الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الإعلام والمعنيين بالإعلام السعودي العودة إلى منهج رصين يتم من خلاله سن لائحة وتنظيم لمعاقبة المخالفين الذين أثروا بشكل كبير جدًا على مسيرة الرياضة السعودية وتحديدًا كرة القدم وتسببوا في إبعادها عن التأهل لكأس العالم والبطولات الآسيوية وذلك بسبب التعصب الرياضي.
وأردف أن قضايا الأندية وبعض القضايا التي تخص اللاعبين مع اتحاد كرة القدم السعودي أرى أنها من القضايا الشائكة وأعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة يجب على الاتحاد السعودي لكرة القدم إعادة هيكلة اللجان واللوائح بشكل كبير جدًا لتكون الرؤية واضحة أمام الإعلاميين ومنسوبي الأندية وأمام الرأي العام، ويفترض ألا تعالج القضايا ببعض اللجان بل تعالج من خلال قوانين واضحة وصريحة تنطلق أيضًا من قوانين الفيفا وبفترة محدودة.
واختتم الورثان قائلاً : أتمنى ومن خلال موقعي كمدير عام للقنوات الرياضية أن يكون هناك ميثاق شرف لجميع الإعلاميين الرياضيين للوصول إلى منهج واضح وصريح للتعاطي مع قضايا الأندية الرياضية والمنتخبات السعودية، فألا أتحدث هنا عن عملية تكميم الأفواه أو إقصاء الرأي العام، فلا بد أن يكون هناك رأي ورأي آخر ولكن يجب أن يكون النهج الموضوعي والعلمي هو أساس الطرح في النقد، فما يحدث حقيقة في مواقع التواصل الاجتماعي أمر مخجل ومحزن للغاية وأن يتم تعاطي القضايا الرياضية من خلال الميول والتعصب أدى إلى هدم قيم جميلة في الرياضة السعودية والتي كانت جميلة جدًا في عصر الثمانينيات وما تلا ذلك من إنجازات يعرفها الجميع على صعيد المنتخبات الأول والسنية.