أقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، مأدبة عشاء على شرف الضيوف، في قصر “دولمه باهجه”، التاريخي، وكان من بين المدعوين، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والرئيس الأذري، إلهام علييف، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس.
وانطلقت، الاثنين، في مدينة اسطنبول التركية، فعاليات القمة العالمية للعمل الإنساني، على مدى يومين بحضور 50 دولة من مختلف أنحاء العالم.
وتهدف القمة، إلى اقتراح حلول للتحديات الأكثر إلحاحا التي تواجه العالم، وإعداد جدول أعمال لجعل العمل الإنساني مواكباً للمستقبل، حسب ما جاء في تصريحات سابقة للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون.
وتدعو مبادرة الأمم المتحدة، إلى احترام قواعد الحرب، في ظل الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في أكثر من نقطة نزاع عبر العالم، إضافة إلى الإلحاحات الإنسانية في ظل أزمة اللجوء الأكبر في تاريخ العالم مع الحرب في سوريا، وإنهاء النزاعات بالأخص تلك التي تخوضها دول تجاه الأقليات، وارتفاع مستويات الفقر العالمية، واجتياحات الكوارث، ما يحتاج “التعاون من أجل تغيير حياة الناس، والاستثمار في الإنسانية” حسب الأمم المتحدة.
دولمه باهجه
يقع قصر “دولما بهتشه” على الساحل الأوروبي من “مضيق البسفور” في منطقة “بشكتاش” بمدينة إسطنبول، وبني عام 1843 على يد السلطان عبدالمجيد .
وبعد أن افتتح القصر وبدأ باستخدامه عام 1856، تم اعتماده بمثابة المركز الإداري الرئيسي للإمبراطورية العثمانية منذ ذاك العام وحتى 1922م.
“دولما بهتشة” هو قصر يقع على جزء من الشريط الساحلي الذى يمتد من “قره كوى” وحتى “سارى ير” بين منطقتي كباطاش وبيشيكطاش، ويقع في موازاة منطقة إسكودار على الساحل الغربي من الطرف الأسيوي لمدينة إسطنبول بالمنفذ البحرى الممتد من بحر مرمرة وحتى البوغاز ايجى.
يعتبر هذا القصر أو ما يطلق عليه باللغة التركية “سراي” تحفة فنية معمارية، وهو معلم أثري ذو تاريخ أصيل.
ويعتبر القصر نموذجا فريدا لفن المعمار الإسلامي، فالقصر يطل على مضيق البوسفور بمنظره الخلاب، وجدران تغطيها القطع الزخرفية التي أبدعها فنانو ذلك العصر، وإلى جواره تحفة أخرى هى القصر الكبير الذي يشكل الأساس الأول للقصر، ثم يتلوه قصر العمدان الرخامية، وقصر المابين وقاعة الديوان وجميعها تشكل منظومة معمارية بجودة عالية ودقة لامتناهية في التصميم.
وحافظ القصر على الطابع المعماري العظيم الذي يشهد له تاريخ العمارة الذي نعيشه حتى الأن، فالمنظر العام للقصر، وقاعة الاستقبال المرتفعة وسط البناء والمرتبطة ببقية الأجنحة والقصور، والدهاليز المغطاة بأجمل مواد الزينة والنقش التراثي والرسومات الفنية الجميلة، كلها تشكل منظومة معمارية فريد من نوعها.
أردوغان و دولمه باهجه
ويولي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أهمية كبرى لهذا القصر، لما يحمل معه من عراقة تارخية ورمزية معنوية، حيث يستقبل الكثير من زعماء العالم ورؤساء الدول في قاعات القصر الفخمة، إضافة إلى أنه يجري عديد الاجتماعات مع الوفود الرسمية داخل الصالة الكبيرة للقصر، والتي تظهر عراقة وأصالة التاريخ القديم لتركيا ومدى جمال الفن المعماري القائم منذ ذاك العصر وحتى عصرنا هذا، كما أن أردوغان لديه مكاتب أعماله الخاصة في غرف هذا القصر لما له من أهمية معنوية وتاريخية ورسمية كبيرة.