اعلنت الامم المتحدة الخميس ان نحو 800 شخصا فقط تمكنوا من الفرار من مدينة الفلوجة منذ بدء العملية العسكرية الكبرى لاستعادة السيطرة عليها بينما يعاني السكان العالقون فيها من ظروف معيشية رهيبة.
وقالت ليز غراند منسقة البعثة الاممية للشؤون الانسانية في العراق في بيان ان الاشخاص الذين تمكنوا من الفرار من المدينة المحتلة من قبل تنظيم الدولة الاسلامية افادوا بان الظروف المعيشة في داخل المدينة رهيبة.
وتابع البيان "نحن نتلقى تقارير مؤلمة عن المدنيين العالقين داخل الفلوجة وهم يرغبون الفرار الى بر الامان، لكن ذلك غير ممكن".
وقالت الامم المتحدة ان نحو 800 شخصا تمكنوا من الفرار من داخل الفلوجة منذ 22 ايار/مايو، "غالبيتهم من سكان المناطق النائية".
واضاف بيان المنظمة ان "بعض الاسر قضت ساعات طويلة من المسير في ظروف مروعة للوصول الى بر الامان، بينما سكان مركز المدينة يعانون مخاطر اكبر كونهم غير قادرين على الفرار".
وقالت غراند ان السكان الذين تمكنوا من الفرار تحدثوا عن ظروف رهيبة داخل المدينة الواقعة على بعد 50 كليومترا غرب العاصمة بغداد.
واوضحت ان "الغذاء محدود ويخضع الى سيطرة مشددة ، والدواء نفذ، والكثير من الاسر تعتمد على مصادر مياه ملوثة وغير امنة لعدم توفر خيار اخر".
ولم تتمكن الامم المتحدة وباقي منظمات الاغاثة الاخرى من ايصال مساعدات بسبب عدم توفر منافذ منذ بدء العملية.
وجرى التباحث في قضية انشاء ممرات انسانية مع السلطات العراقية لكن دون ان يتحقق اي شيء.
وفرض الجهاديون الذين يسيطرون على الفلوجة حظر تجول لمنع السكان من مغادرة منازلهم. ومن الواضح انهم يستخدمونهم كدروع بشرية.
وافاد سكان عالقون داخل الفلوجة ان عدد العبوات الناسفة والمنازل المفخخة التي جهزها التنظيم في داخل وخارج المدينة قد يجعل القتال محفوفا بالمخاطر.
من جهة اخرى، قالت منظمة شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في اليوم الاول من انطلاق العملية العسكرية ان عشرات الاف عناصر قوات الامن قطعوا طرق الامداد عند محاصرتهم للمدينة وبالتالي منع المدنيون من المغادرة.
وحذرت منظمات حقوقية مختلفة الحكومة العراقية من اللجوء الى اساليب التجويع لدحر التنظيم في الفلوجة التي بقي فيها نحو 50 الف مدنيا بحسب تقدير الامم المتحدة.