صمم النحات الأردني نظام نعمة مجسما لقبة الصخرة فوق سطح أحد المباني وسط العاصمة الأردنية عمّان، تكريما لبلده ولشهداء فلسطين.
ويشكل المجسم الثماني -الذي صممه نعمة على دائرة قطرها خمسة أمتار- صورة مطابقة للقبة الحقيقية، فمن يقف أمامه يشعر كأنه يناظر قبة الصخر التي تعتبر من أبرز المعالم الإسلامية.
ويقول نعمة "بدأت في إنشاء المجسم عام 2012، واستغرق 18 شهرا من العمل المتواصل، ويصل وزنه إلى ستة أطنان، وأبعاده هي الشكل الثماني ضمن دائرة قطرها خمسة أمتار، وبارتفاع 3.80 أمتار".
وأوضح أن التشكيل الأولي كان بجسور حديدية وأنابيب معدنية، ومن ثم تم تركيب ألواح إسمنتية مقاومة للرطوبة، وبعد تشكيل الوضع الهندسي النهائي بدأت عملية الكساء الخارجي المكون من الرخام والأسفلت والفسيفساء على الجدران الثمانية والنوافذ.
ونُقش على الجدران جزء من سورة ياسين، وتحت القبة جزء من سورة الإسراء، "وهو مطابق للأصل، وعملت على مقياس هندسي من واحد إلى عشرة، يعني أن أي قياس هنا يضرب بعشرة على الواقع، والعمل مقاوم لكل العوامل الجوية".
وصمم المجسم بحيث يكون قابلا للنقل، يمكن حمله بالرافعة. "وبالنسبة للقبة فهي عبارة عن نحاس صاف وتتكون من 1280 قطعة، تم قصها يدويا بأبعاد 8×11 سم، وتتناقص للصفر عند مركز القبة، والهلال أيضا هو نحاس صاف مسكوب".
وبلغت تكلفة المجسم 24 ألف دينار أردني، وهو ما يقارب 33 ألف دولار أميركي.
وفي معرض حديثه عن سبب إنشاء مجسم لهذا المعلم الإسلامي وهو مواطن مسيحي، يقول نعمة "ليس عندي فرق في الديانتين إطلاقا، فأنا يشرفني أن أكون مسلما، ويشرفني أن أكون مسيحيا، لأنني تربيت على هذا الشيء، فنحن شعب واحد ويجب أن تكون بيننا قيم التسامح والرحمة والمودة والاحترام، ولا فرق عندي حتى بين أردني وفلسطيني وسوري".
هدية لعمّان
وقال إن "فكرة العمل جاءت لأنني أحببت أن أهدي عمّان هدية، يتم من خلالها تمجيد قبة الصخرة المشرفة الأصل وتكريمها، وإرسال تحية من عمّان للقدس، وتحية كبيرة لأرواح الشهداء الذين ناضلوا من أجل فلسطين والحق المغتصب".
وينتظر المصمم الأردني نظام نعمة ردّ الجهات الرسمية في بلاده على مخاطباته، لاختيار المكان المناسب ليُوضَع المجسم فيه.
وقبة الصخرة من أهم المعالم الإسلامية في فلسطين، وأمر ببنائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وشُيّدت بين عامي 66 و77 للهجرة، أي في الفترة ما بين 685 و691 للميلاد.
وتقع قبة الصخرة في حرم المسجد الأقصى في مدينة القدس، وأقيمت على الصخرة التي عرج منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى في ليلة المعراج.