كشف وزير الإعلام الأسبق الراحل محمد عبده يماني، في كتابه "أيامي" عن تفاصيل حياته في صغره بمكة المكرمة، مشيراً إلى أنه كان يبيع البرسيم مقابل مبالغ بسيطة، وأن أسعد فترات حياته هي التي قضاها بالحرم المكي للعمل على سقاية الحجيج والقيام بمهام الطوافة.
وقال إنه كان يذهب مع أقرانه للمزارع ويأخذون البرسيم الذي يحمله أصحابه على الحمير ويذهبون به إلى الأسواق لبيعه، حيث يحصلون مقابل ذلك على مبالغ بسيطة، مبيناً وفقاً لصحيفة "الوطن" أنه كان يذهب للحرم المكي لسقاية الحجاج من ماء زمزم، ويحصل منهم في بعض المرات على بضعة قروش وكان يفرح بها كثيراً.
وأضاف يماني أن أهل مكة يهتمون من قديم الزمان بخدمة ضيوف الرحمن، حيث يتطوع صغارهم وشبابهم وشيوخهم لمساعدة الحجيج وخدمتهم دون مقابل، إلاّ ما تجود به نفس الحاج أو المعتمر.
وأبان أن الحج كان يمثل مصدر الدخل الرئيس لأهل مكة، إذ كان السكان يؤجرون بيوتهم للحجاج قبل أن تبنى الفنادق، مشيراً إلى أن الآباء كانوا يعلمون أبناءهم أدب التعامل مع الحجاج وتلبية طلباتهم وقضاء حوائجهم.
وروى قصة التحاقه بكلية العلوم بجامعة الملك سعود بالرياض، وأنه فوجئ بأن الجامعة قائمة في مبانٍ بسيطة لمدرسة ثانوية بحي الملز، مضيفاً أن بداياتهم كانت صعبة حيث كانوا يرتدون ملابس بسيطة وأن بعضهم كان يحضر للقاعة بملابس النوم وهو يرتدي "الفوطة" و"البيجامة"، موضحاً أن الأساتذة كانوا لا يعترضون على ذلك لمعرفتهم بظروف الطلاب.