أصبحت زوجة عمر متين، منفّذ هجوم أورلاندو، التي تنتمي إلى عائلة ثرية ذات أصول فلسطينية محل شبهات من قبل السلطات الأميركية بعد أن أشارت تقارير إلى أنها كانت على علم بتخطيطه لعملية إطلاق نار، وأنها أوصلته في زيارات لاستكشاف الأماكن التي كان يريد استهدافها، كما أنها كانت بصحبته عندما اشترى الذخيرة المستخدمة في العملية، إلا أنها لم تبلغ السلطات.
وحسبما صرحت به مصادر من مكتب التحقيقات الفيدرالي لشبكتي NBC وABC، فإن كل ما فعلته الزوجة، وتدعى نور زاهي سلمان، لمنع ارتكاب أكبر مذبحة إطلاق نار في التاريخ الأميركي كان محاولتها لإثنائه عن فعل ذلك، وفقاً لتقرير صحيفة الديلي ميل البريطانية.
تزوجت نور سلمان من عمر متين قبل أكثر من 3 سنوات وعاشا سوياً في شقة في فورت بيرس بفلوريدا بصحبة ابنهما البالغ من العمر 3 سنوات، كما كانت شريكة متين في وثيقة رهن عقاري صدرت في سبتمبر/أيلول 2013.
ونور هي أميركية الجنسية فلسطينية الأصل، هاجرت عائلتها الثرية إلى كاليفورنيا من مدينة رام الله بالضفة الغربية في السبعينيات من القرن العشرين.
شراء سلاح الجريمة
واعترفت الزوجة (30 عاماً) بأنها كانت مع متين (29 عاماً) حينما ذهب لشراء الذخيرة والحافظة التي سيحمل فيها السلاح، كما أوصلته إلى ملهى Pulse الليلي وغيرها من المواقع المستهدفة المحتملة ومن بينها والت ديزني، إذ أراد أن يدرس تلك المواقع عن قرب.
وذكرت بعض المصادر المطلعة لشبكة سي بي إس الأميركية أن متين قد زار مدينة ديزني أكثر من مرة قبل لاستكشاف المنطقة قبل أن يختار مقهى Pulse لتنفيذ هجومه، ومع ذلك، فلم تقم زوجته بأية محاولة للاتصال بالسلطات للإبلاغ عن الهجوم الوشيك.
هل تصبح متهمة؟
وبحسب تقرير شبكة NBC، تدرس السلطات توجيه اتهامات بحق الزوجة لعدم الإبلاغ عن خطة زوجها لتنفيذ الهجوم، في حين أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنها تتعاون بشكل كامل مع المحققين.
وظهرت نور سلمان -الزوجة- لأول مرة بعد الحادث مساء الإثنين 13 يونيو/حزيران 2016 لدى وصولها إلى شقتها في فورت بيرس بصحبة الشرطة، حيث كانت برفقة الضباط، إذ كانت ترتدي سترة رمادية وحاولت إخفاء وجهها في اللقطات التي صورتها قناة WSVN.
وعادت الزوجة إلى سيارة الشرطة بعد أن جمعت متعلقاتها الخاصة بها وزوجها وابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات، في حين ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن ستائر منزل والدتها في كاليفورنيا كانت مغلقة عندما حاولوا زيارتها اليوم، إلا أن أمها (50 عاماً) خرجت لتخبرهم بأن الأسرة على ما يرام.
ولم ترغب الأم في التعليق على ما قالته الزوجة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وقالت "نحن على ما يرام ولكننا لا نرغب في أن نقول أي شيء. أنا انتظر ابنتي وأن اطمئن على ابنها. سنكون بخير".
أسرة مسالمة ومتدينة
ونور هي الأخت الكبرى من بين 4 بنات تربين في مدينة روديو التي تبعد 40 كيلومتراً شمال سان فرانسيسكو.
ومازالت والدتها -زاهي- تعيش في منزل الأسرة، بعد موت زوجها إقبال (56 عاماً) عام 2015.
ويصف الجيران الأسرة بالمسالمة والمتدينة إلى حد ما، وبأنهم لم يتسببوا في أية مشكلة في الحي الهادئ الذي يعيشون فيه.
يقول جلاوبار فرانشي (38 عاماً)، والذي يدير شركة متخصصة في أعمال التنظيف مع زوجته جيسي (33 عاماً)،لديهم 4 بنات، وكلهن متزوجات باستثناء واحدة فقط، إنهن هادئات، ولا يمكنك أن ترى الكثير ولكنهن جيدات.
هل كان عمر متين مثلياً؟
وزارت صحيفة ديلي ميل البريطانية أيضاً والد منفذ الهجوم، ويدعى صديق متين، في منزله في بورت سانت لوسي بفلوريدا، وقال أنه لا يعرف شيئاً بشأن تورط زوجة ابنه في تنفيذ الهجوم، وقال "أنا لا أعرف شيئاً، وسأنتظر ما يقوله المسئولون لي".
وأضاف "أنا لا أعتقد أنها متورطة"، كما نفى التقارير التي تشير إلى أن ابنه كان مثلي الجنس، إلا أنه تراجع قليلًا مع تزايد الضغط عليه، وقال رداً على سؤال ما إذا كان ابنه مثلي الجنس أم لا قائلاً "أنا لا أعتقد أنه كان كذلك. علي أن انتظر لأعرف ذلك".
ومتين، الذي بدا منهكاً وقال أنه يشعر بالمرض "لم يكن هناك ما يدل على كونه مثلي الجنس". وحول ما إذا كانا تحدثا سابقاً بشأن المثلية الجنسية، قال "لم نخض أية نقاشات بشأن الأمر، ولكنه كان في عمر الـ29 وكان يعيش بعيداً عني. كل شخص لديه مسؤولياته الخاصة".
وأضاف أنه مازال ينتظر الإجابات التي تحمل السبب الذي قام ابنه من أجله بتنفيذ هذه المذبحة التي خلفت 49 قتيلاً، وقال "أريد أن أعرف. أتمنى لو كان على قيد الحياة".