تُعد القاعدة اليوم في إنشاء أي موقع إلكتروني، إعداد إستراتيجية واضحة، ومهمة وظيفية يقوم بها. وأثبتت الإحصاءات، أن عدد المُتسوقين عبر الإنترنت فاق في عام 2015 عدد المُتسوقين من المتاجر، فضلاً عن وصول عدد مُستخدمي الإنترنت إلى 3.2 مليار شخص.

ولكن هذا لم يكن الحال في ما سبق، فمنذ اختراع الشبكة العنكبوتية العالمية عام 1991، إضطرت الشركات إلى إعادة تصميم مواقعها علي شبكة الإنترنت، بما يُناسب إحتياجات المُستهلكين المُتغيرة باستمرار.

من ثًم رصد مجلة "انتربرنور" الأمريكية، كيف تغيرت المواقع الإلكترونية على مستوى العالم على مدار العقديّن الماضييّن، لتعكس متغيرات سلوكيات المستخدم، وجاء ذلك على النحو التالي:-

في عام 1997 ظهر علي موقع شركة "أبل" زر يحمل إسم "ما الأفضل"، وشريط جانبي زاهي اللون. حيث رأي المُصممون آنذاك، أن مُتصفحيّ المواقع كانوا يكتشفون المواقع في البداية، وبالتالي كانت التصاميم المُختلقة والألوان الزاهية هي الإختيار الأفضل حينها. أما الأن، فأخذت شركة "أبل" تصميمًا جديدًا، أكثر جاذبية من ذي قبل. حيث اعتمد علي التفعيل الآلي لمقاطع فيديو أو صور مُتحركة، تُوضح كيفية عمل الماك بوك علي سبيل المثال، مما جعل الموقع أكثر إثارة للإهتمام.
لم يتغير موقع "ويكي هاو" كثيراً. ومع ذلك، بعد عام 2013 ، علمت الإدارة القائمة على الموقع أن خاصية البحث يجب أن تكون بارزة.
في عام 1998، كانت Google تستخدم علامات التعجب، حتي في علامتها التُجارية. ولكن عملت الشركة علي التطوير من محرك البحث بشكل سريع وملحوظ، فضلاً عن الترويج لنفسها عبر العديد من المنصات المُختلفة. كما إنها استخدمت منهجًا مُنظمًا في مُحركات البحث الخاصة بها، وصبت جم تركيزها علي التطوير من وظيفتها الأساسية، لتكون عملية البحث سهلة، ومنظمة، وواضحة.
في عام 2013، كانت صحيفة "هفنجتون بوست" الأمريكية تدفع بعدد ضخم من المحتوى للقارئ، عن طريق شريط التمرير، ورأي بعض المُحللين أن القارئ الإلكتروني، يُريد مُحتوي سهل، سريع القراءة والإستيعاب. وبالتالي، اتجه الناشرون إلي سياسة أخري، وهي تحويل اهتمام القارئ إلي المُحتوى الاكثر أهمية. في سبيل ذلك، استخدمت الصحيفة نظام عرض المحتوى الدائم، وهو نظام أثبت نجاحه بمرور الوقت، حيث يظل المحتوي أمام القارئ وقتما يُريد عند الحاجة. وبهذه الإستراتيجية، يجذب الموقع العديد من القُراء يوميًا.
في عام 2013، قلما استخدم موقع IMDb مقطع فيديو، وهو أمر ليس مثاليًا بالنسبة لموقع تقوم فكرته علي الترويج لمحتوى الفيديو. أما اليوم، إستحوذ موقع "أي إم دي بي" علي أكبر نسبة مُشاهدات لمقاطع الفيديو ، ويعود الفضل في ذلك إلي تطويرها
علي غرار جوجل، كان "ياهو" يُكثر من إدراج القصاصات الفنية والرموز عام 1996. ومع ذلك، اتخذ الآن الموقع نهجًا مُختلفاً في تطوير موقعه الإلكتروني، وبدلاً من أن يضع نفسه في مُنافسة مع جوجل ومُحركات البحث الأخرى، أصبح أحد أهم منصات النشر.
موقع "بلومبرج" لم يتغير كثيراً حتي قبل عام 2013. لكن، تغير كل ذلك الأن، حيث شهد الموقع الأمريكي في الآونة الأخيرة نقلة نوعية من حيث التصميم، أشاد بها العالم، بل وتم تحسين وظائف الموقع بصورة ملموسة لكل مُستخدميه.
تُعد مواقع وكالة ناسا والبيت الأبيض مُتشابهان إلى حدِ ما في عدم تأكدهما مما كان من المُفترض أن يكونا عليه عام 1996. كان موقع ناسا، يُركز علي كونه قاعدة بيانات، اكثر من العلامة التُجارية للموقع. اليوم، انتبه الموقع إلى أهمية الموقع والعلامة التُجارية، وشرع في استخدام العديد من الصور، لإظهار مشاريعها.
منذ 2013، تُحاول "فود نتورك" جذب أكبر عدد من المُشاهدين، وطرح أكبر عدد عناوين مُمكن. لكن اليوم، يستخدمون نظام المحتوى المرئي، بعد دراسة كيفية جذب نظر المُشاهدين إلي الموقع. بالإضافة إلي اهتمامهم بتجديد المُحتوى باستمرار، وبالتالي يجد القارئ كل ما هو جديد في كل مرة يُسجل دخول الموقع.
لم يشعر موقع Amazon بأهمية الصور وتاريخ التصفح، في عام 2005. لكن تغير كل ذلك الآن، بعدما إكتشف القائمون عليه أهمية رصد تاريخ المُتصفح، ووضع تلك المُنتجات التي بحث عنها المستخدم أمامه، حتي تزداد فرصة شرائه لها.