أطلقت مجموعة من الطهاة الدوليين محاولة من شأنها حل أزمة الجوع الممتدة على نطاق واسع بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، بطهي فائض الطعام الذي تتبرع به القرية الأوليمبية، وتقديمه للسكان الفقراء.
فبحسب ما نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية، واجهت دورة الألعاب الأوليمبية رقم 31 المنعقدة بالمدينة البرازيلية انتقاداً كبيراً، بالتزامن مع خوض البلاد أزمات اقتصادية هائلة.
ومع ذلك، تقول شركة إمداد الطعام المتعاقدة مع القرية الأوليمبية و11 ألف مُتنافس، إنها تقوم بأفضل ما لديها لتقديم الوجبات للجائعين.
وتهدف تلك المبادرة التي تحمل اسم "ريفيتو ريو جاستروموتيفا" وتعني (غرفة طعام جاستروموتيفا)، وقد أطلقها الطاهي الإيطالي ماتسيمو بوتورا، والبرازيلي ديفيد هيرتز، إلى إعداد 5000 وجبة يومياً، باستخدام المكونات الفائضة فحسب بدلاً من إلقائها في القمامة.
وقال هيرتز إن "المبادرة ستعمل فقط باستخدام المكونات التي على وشك التخلص منها، مثل الفواكه والخضراوات ذات المظهر السيئ، أو مُنتجات الألبان التي لن تعد صالحة للاستخدام بعد يومين إن لم يشترها أحد".
وأضاف: "نحن نرغب في محاربة الجوع وتحقيق إمكانية الوصول لطعام جيد".
وستواصل المبادرة عملها خلال دورة الألعاب الأوليمبية ودورة الألعاب البارالمبية – التي يتنافس فيها متحدو الإعاقة - وبعدها ستصبح بمثابة "عملٍ اجتماعي".
كما ستقدم تدريباً مهنياً للمتخصصين الطامحين من طهاة وخبازين ومُقدمي طعام.
أساس الفكرة
وقد استلهم بوتورا فكرة جاستروموتيفيا من مبادرة عام 2015، باسم ريفيتيريو أمبروسيانو، والتي جمعت 65 طاهياً لإعداد وجبات باستخدام المكونات التي يتم التبرع بها من معرض إكسبو العالمي بمدينة ميلان الإيطالية.
فبينما تستمر المباريات ويواصل الرياضيون نيل ميدالياتهم تحتدم الاحتجاجات الهائلة على المشكلات التي تتجاهلها حكومة البلاد.
كما وُجِهت انتقادات لأجهزة الشرطة بسبب ردّها على المحتجين بإطلاق الغاز المسيل للدموع وتفريقهم بالعصي، وينتقد كذلك السكان المحليون بالبلاد الارتفاع الهائل في الأسعار الذي يرافق دورة الألعاب الأوليمبية.
وبالتزامن مع المباريات الأولى نظمت مجموعة تدعى "لجنة ريو الشعبية" احتجاجاً باسم "مباريات الاستعباد"، سلطوا خلاله الضوء على التكلفة الهائلة التي تتكبدها البلاد وسط الركود الاقتصادي والصراع السياسي والأزمات الصحية العامة.