تستهلك الولايات المتحدة كمية كبيرة جدا من الطاقة تعادل حوالي 18% من إجمالي الاستهلاك العالمي مع توقعات بارتفاع الطلب في الفترة المقبلة، وتحصل واشنطن على غالبية هذه الطاقة – سواء لإنارة المنازل أو البنية التحتية أو الانترنت – من الوقود الأحفوري وليس الطاقة المتجددة المستدامة.
وفي ضوء ذلك، تعاونت "جنرال إلكتريك" (GE.N) مع Deepwater Wind" لتثبيت خمس توربينات رياح عائمة في المحيط الأطلنطي على بعد حوالي 50 كيلومتر من ساحل "رود أيلاند" في مشروع أطلق عليه اسم "Block Island Wind Farm"، ومن المتوقع إتمامها بنهاية الشهر الجاري ليبدأ تشغيلها في نوفمبر/تشرين الثاني، وسوف تكون أول مزرعة رياح عائمة في أمريكا الشمالية، بحسب "بيزنس إنسايدر".
سيكون المشروع قادراً على إنتاج 30 ميجا واط من الكهرباء تعادل خفض 40 ألف طن من انبعاثات الكربون سنوياً وما يعادل العادم الذي يخرج من 150 ألف سيارة على الطرق سنوياً.
تعد مزرعة الطاقة العائمة المحتملة كبيرة للغاية، ولو تم تثبيت توربينات فوق كل مساحة متاحة في المحيط، يمكن توليد طاقة قدرها أربعة آلاف جيجا واط من الكهرباء سنوياً، وهو ما يتجاوز أربعة أضعاف إنتاج أمريكا السنوي.
توفر توربينات الرياح العائمة مزايا عن نظيرتها المثبتة على اليابسة حيث تهب الرياح بشكل أقوى في البحار والمحيطات، وهو ما يعني المزيد من الطاقة.
يمكن أن يكون حجم توربينات الرياح العائمة أكبر من نظيرتها على اليابسة ويسهم ذلك أيضاً في إنتاج المزيد من الكهرباء.
من أجل تحويل الطاقة الناتجة عن حركة التوربينات إلى كهرباء يسهل استخدامها، يلتقط نصل التروبينة الرياح ويحولها إلى داخلها، وبالتالي، تتحول الطاقة الحركية إلى كهربائية تنتقل إلى الكابلات المتواجدة أسفر سطح المحيط ثم إلى محطات على اليابسة تمهيداً لتغذية الشبكة الوطنية.
تنتج كل توربينة في المشروع حوالي ستة ميجا واط من الكهرباء تكفي خمسة آلاف منزل، وتقلل كل وحدة 21 ألف طن من للكربون الناتج عن الوقود الأحفوري.
كل توربينة تعادل حجم حافلة مدرسية، ومن أسفلها إلى أعلى النصل – الذي يصل وزنه إلى 27 طناً – يصل طول التوربينات مجتمعة إلى ضعف ارتفاع تمثال الحرية.
شكلت مهمة نقل هذه التوربينات إلى موقع المشروع كان بمثابة المهمة الشاقة للغاية.
تم استيراد نصل التوربينات من الدنمارك بواسطة فريق مزود بجرارات وشاحنات عملاقة يمكنها تحمل الوزن.
كان على فريق نقل التوربينات تمهيد الطرق التي ستمر منها.
ثم صناعة التوربينات في مصانع "جنرال إلكتريك" في فرنسا، ثم تم شحنها عبر المحيط الأطلنطي بسفينة خاصة نحو "رود آيلاند".
من اجل تجنب الأضرار من الأمواج الثقيلة، كانت التوربينات موضوعة على منصة عالية لكي تمر المياه من أسفلها بدلاً من الارتطام بها.
وصلت أبراج التوربينات البيضاء اللون من خلال حاوية بحرية من إسبانيا بسفينة حملت جميع أجزاءها النهائية.
تم الاستعانة برافعات عملاقة تتحمل وزن 800 طن لرفع التوربينات وأبراجها من على سفينة الشحن.
تم وضع التوربينات على قواعد صفراء اللون تمهيداً لتثبيتها بالكامل بنهاية أغسطس/آب الجاري.
يُشار إلى أن أمريكا تنتج طاقة متجددة أقل من آسيا وأوروبا، ورغم إطلاق المشروع بخمس توربينات فقط، إلا أنه يعد نواة لصناعة طموحة في المستقبل.