فتحت تركيا وحلفاؤها من قوات المعارضة السورية جبهة جديدة للهجوم في شمال سوريا يوم السبت بعبور دبابات تركية الحدود وتقدم مقاتلين سوريين من ناحية الغرب لانتزاع قرى من تنظيم الدولة الإسلامية.
ويتزامن التوغل من إقليم كلس الذي تعرض مرارا لصواريخ اطلقها متشددو تنظيم الدولة الإسلامية من داخل سوريا على مدار العام الماضي مع هجوم تشنه قوات المعارضة المدعومة من تركيا في موقع آخر بالمنطقة بعد انتزاعها السيطرة على عدد من القرى من أيدي التنظيم في الشرق.
وبدعم من مسلحي المعارضة وأغلبهم عرب وتركمان يقاتلون تحت لواء الجيش السوري الحر تأمل تركيا بطرد التنظيم ووقف تقدم المقاتلين الأكراد السوريين المدعومين من الولايات المتحدة.
كانت قوات المعارضة سيطرت في الأسبوع الماضي على بلدة جرابلس الحدودية بدعم تركي. والعملية التي يطلق عليها اسم "درع الفرات" هي أول تدخل تركي كبير في سوريا منذ اندلاع الحرب الاهلية هناك قبل خمسة أعوام.
وقال متحدث باسم المعارضة ومراقبون إن دبابات تركية عبرت الحدود يوم السبت ودخلت بلدة الراعي السورية لدعم هجوم جديد. وفي وقت سابق انتزعت قوات المعارضة السيطرة على البلدة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقع الراعي على بعد 55 كيلومترا غربي جرابلس وهي جزء من شريط من الأراضي يمتد لمسافة 90 كيلومترا قرب الحدود التركية التي تقول أنقرة إنها تطهرها من الجهاديين وتحميها من توسع المسلحين الأكراد.
وقال مسؤول بإحدى جماعات المعارضة السورية المسلحة إن مقاتلي المعارضة استولوا بعد ذلك على بضع قرى من تنظيم الدولة الإسلامية إلى الشرق والجنوب من بلدة الراعي.
وأبلغ زكريا ملاحفجي من جماعة (فاستقم)التي مقرها حلب رويترز "هم سيطروا على بضع قرى.. نحو ثماني قرى. في البداية سيطروا على اثنتين وانسحبوا منهما لكن بعد ذلك جاءت تعزيزات وحدث تقدم."
والعملية التي تدعمها تركيا تزيد الضغوط على التنظيم من جهتي الشرق والغرب في منطقة بمحاذاة الحدود يسيطر عليها.
وأبلغ العقيد أحمد عثمان قائد فرقة السلطان مراد رويترز "العمليات تتضمن العمل من جهة الراعي باتجاه القرى التي تم تحريرها غربي جرابلس" مضيفا أن الهجوم تسانده تركيا.
* تقدم في الشرق
وقالت كتائب حمزة وهي جماعة تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر إنها سيطرت على قرية عرب عزة قرب الحدود التركية وهي قرية نفذت فيها طائرات حربية تركية ضربات جوية يوم الجمعة.
وقال مصدر من فيلق الشام إن فصائل منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر سيطرت أيضا على قرى الفرسان والليلوة وكنو جنوبي عرب عزة.
وضربت قوات أمريكية أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية الليلة الماضية قرب حدود تركيا مع سوريا.
وقال بريت ماكجورك المبعوث الأمريكي الرئاسي الخاص للتحالف المناهض للدولة الإسلامية في حسابه على تويتر "قصفت القوات الأمريكية أهدافا للدولة الإسلامية قرب حدود تركيا في سوريا الليلة الماضية باستخدام نظام هيمارس الذي تم نشره حديثا" في إشارة الى نظام راجمات صاروخية بعيدة المدى محمول على مركبات متنقلة.
وقالت صحيفة صباح التركية المؤيدة للحكومة إن ضربات جوية تركية لدعم المعارضة السورية استمرت اليوم السبت.
*التركيز على المسلحين الأكراد
وفي حين ان عملية درع الفرات استهدفت في باديء الامر متشددي الدولة الإسلامية في جرابلس إلا أن أغلب التركيز منذ ذلك الحين انصب على وقف تقدم المقاتلين الأكراد السوريين المدعومين من واشنطن.
وتختلف تركيا مع واشنطن بشأن وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية. وكانت الوحدات بين أكثر شركاء الولايات المتحدة فعالية على الأرض في الحرب التي تقودها واشنطن ضد الدولة الإسلامية.
وتشعر تركيا بالقلق من أن تقدم المقاتلين الأكراد السوريين سيزيد جرأة المتشددين الأكراد في جنوب شرق تركيا حيث تقاتل الحكومة تمردا منذ ثلاثة عقود يقوده حزب العمال الكردستاني المحظور.
وفي الصين التي يزورها لحضور قمة مجموعة العشرين قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه يجب عدم تقديم دعم لأي جماعة إرهابية في إشارة إلى تأييد واشنطن للمقاتلين الأكراد السوريين.
وأضاف إردوغان قائلا وفقا لما جاء في نص مقابلة مع التلفزيون الصيني نشرها مكتب الرئيس التركي "لا يوجد إرهابي طيب.. كل الإرهابيين أشرار وكل المنظمات المنخرطة في الإرهاب ملعونة. هكذا نرى الأمور وهكذا نبني كفاحنا."
وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن الضربات التركية على جماعات متحالفة مع الأكراد تدعمها واشنطن في حربها ضد الدولة الإسلامية. وقالت ألمانيا إنها لا تريد أن ترى وجودا تركيا دائما في صراع معقد بالفعل.
وقالت تركيا إنها لا تعتزم البقاء في سوريا وتهدف فقط إلى حماية حدودها من التنظيم المتشدد ومن وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور داخل الأراضي التركية.
وتحدث نشطاء عن احتجاجات في بعض البلدات السورية قرب الحدود التركية في الأيام القليلة الماضية ضد ما سماه المتظاهرون "إمبريالية تركية." واستخدمت قوات الأمن التركية قنابل الغاز ومدافع المياه لتفريق متظاهرين بمحاذاة الحدود يوم الجمعة.