وثق فيلم قصير على موقع "يوتيوب" أنتجته شركة الإنتاج السعودية "تلفاز 11" الحياة اليومية لمسن يدعى أبو فهد، محمد الغشيان، وكيف يقضي يومه في إصلاح السيارات في ورشته الواقعة في مزرعته.
وأظهر الفيلم تفاصيل الكد والكدح الذي يمارسه أبو فهد بنشاط واندفاع منذ أن بدأ العمل في إصلاح وصيانة ماكينات السيارات حينما كان في الخامسة عشرة من عمره، مشددا على رفضه بيع المزرعة التي ما زال يعمل فيها ويبيع تمرها حتى لو وصله فيها مئات الملايين من الريالات، على حد قوله.
وكشف أبو فهد أنه لم يدرس صيانة الماكينات والطرمبات، وإنما تعلمها بشكل شخصي عبر الممارسة والتجربة، مؤكدا أن الدراسة الأكاديمية ليست ضرورة لتعلم مهنة وإتقانها ويجب ألا تقف عائقا أمام من يريد ممارسة مهنة ما.
وقدم أبو فهد عددا من النصائح التي تميزت بالحدة واللوم للشباب ممن ينتظرون حضور الوظيفة ويعطلون حياتهم في انتظارها، مؤكدا أن على الشاب أن "يكد" ليكسب، أن يكد على سيارته أو على قدميه أو بيديه، وأن الوظائف امتلأت ولا يصح انتظار الوظيفة دون أن يبادر الشاب للكد بما لديه.
ولقي الفيلم تجاوبا واسعا لدى كثير من المتابعين، ممن اعتبروا أبو فهد نسخة مثالية للمسنين الجادين الذين لحقوا على عصور الفقر والفاقة واعتادوا على الكد والكدح وما زالوا يجدون صعوبة في فهم الأجيال التالية التي تكتفي بالوظيفة والراحة واللعب.
يذكر أن أبو فهد كان قد اشتهر في وقت سابق من العام الماضي بعد أن أنقذ مع أبنائه عاملا من الغرق في وادي حنيفة بالدرعية، وتم توثيق ذلك عبر مقطع فيديو انتشر حينها بشكل كبير، ما حفّز إدارة الدفاع المدني إلى تكريمه حينها.
