غداة إعلان مقتل 25 شخصاً نتيجة أعمال عنف في أفريقيا الوسطى أمس (السبت)، أكدت فرنسا اليوم انتهاء عملية «سانغاريس» التي أطلقتها قبل عامين لإعادة الأمن إلى الجمهورية، بعدما كانت أعلنت الأمر مرتين في آذار (مارس) وأيار (مايو) الماضيين.
لكن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أكد ان بلاده «لن تتخلى عن أفريقيا الوسطى»، مشيراً إلى وجود أكثر من عشرة آلاف من جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة «مينوسكا»، بينما لا يخفي عدد كبير من السكان قلقهم من رحيل الفرنسيين الذين أُرسلوا بشكل عاجل في كانون الأول (ديسمبر) 2013.
ويصل وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان مساء اليوم بانغي لإعلان انتهاء «سانغاريس» التي على رغم تصديها لمجازر عدة، فإنها لم تستطع القضاء على العصابات المسلحة التي ترهب السكان.
وكان لودريان أعلن من الجمعية الوطنية في باريس في 19 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري انتهاء العملية «لأنها كانت ناجحة»، موضحاً: «تجنبنا مجازر كبيرة (...) وأتحنا عملية مصالحة بين المجموعات وإعادة بناء دولة جمهورية أفريقيا الوسطى وإجراء انتخابات رئاسية وانتخابات تشريعية».
وفي الأسابيع الاخيرة، استأنفت هذه العصابات ممارساتها على نطاق واسع، وقالت بعثة الأمم المتحدة أن ذلك أسفر عن سقوط عشرات القتلى وأرغم سكان قرى على الاختباء في الأحراج، مضيفة ان 25 شخصاً بينهم ستة دركيين على الأقل قُتلوا الخميس والجمعة في محيط العاصمة بانغي.
وكانت اتهامات طالت الجنود الفرنسيين بارتكاب «انتهاكات جنسية» بحق سكان أفريقيا الوسطى، ما فسّره البعض بدافع قوي لإعلان الرئيس فرانسوا هولاند إنهاء العملية للتغطية على الأمر، وهو ما أدى إلى ارتباك فرنسي حيال هذه المسألة وما دعا إلى اتخاذ إجراءات تأديبية في حقهم وإعلان سحب القوات أكثر من مرة في أكثر من مناسبة.
وتواجه جمهورية أفريقيا الوسطى صعوبة في الخروج من فوضى الحرب الأهلية التي تلت إسقاط نظام الرئيس السابق فرانسوا بوزيزيه في العام 2013 من جانب متمردي حركة التمرد السابقة «سيليكا» التي يهيمن عليها متشددون وطردها التدخل الفرنسي من السلطة.
في المقابل، ظهرت ميليشيا «مناهضي بالاكا» ومجموعات للدفاع الذاتي وبدو من الفولاني من مربي الماشية وقطاع طرق. وبلغ عديد قوة «سانغاريس» في أوج الأزمة ألفي رجل، وتراجع الى بضع مئات في الأشهر الأخيرة. وتؤكد باريس ان حوالى 350 عسكرياً فرنسياً مزودين بطائرات مراقبة مسيّرة سيبقون في هذا البلد، بينهم حوالى مئة في إطار قوة الأمم المتحدة.
ولا تملك حكومة أفريقيا الوسطى قوات أمنية قادرة على التصدي لكل هذه المجموعات المسلحة وهي مضطرة للاعتماد على الأمم المتحدة في هذا الشأن.