كشف مستشار اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور نزار الصالح لـ"الوطن" أنه تمت إحالة عدد من الأشخاص استخدموا 57 حسابا إلكترونيا لترويج المخدرات في مواقع التواصل، وتم القبض عليهم أخيرا، إلى القضاء، للنظر في العقوبات التي يستحقونها.
مراقبة مستمرة
حذر الصالح من كثرة ظهور المروجين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا إنها باتت تشكل بيئة لجذب الشباب والفتيات وجرهم إلى مستنقع الإدمان.
وأشار إلى أن هناك مراقبة مستمرة من قبل الجهات المختصة لهذه المواقع، مبينا أن المروجين الذين تم القبض عليهم دأبوا على ترويج الحبوب المنشطة مثل الأمفيتامين وغيرها.
وقال: "الفرق الأمنية الإلكترونية التابعة لوزارة الداخلية تمارس عملها على مدار الساعة لحماية المجتمع من آفة المخدرات، وتعمل على حصر يومي للمواقع التي تقوم بترويج وبيع المخدرات، وتتبع منشأ الموقع ومراقبة المكان الذي يروج منه، وبعد التحري من دقة المعلومات يقبض على القائمين على هذا الموقع أو الحساب".
وبين أن رجال الأمن جاهزون للرد على أي معلومات تردهم عن الحسابات والمواقع التي تنشأ في تطبيقات مثل "واتساب" و"فيسبوك" و"تويتر" و"سناب شات" التي تروج للمخدرات عبر الرقم (995)، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية كانت قد أعلنت أخيرا عن ضبط نحو 60 مليون حبة مخدرة، مما يعني أن شباب وفتيات المملكة مستهدفون من المروجين والمجرمين.
عقاقير مدمرة
أوضح مستشار اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أن عددا من الأدوية التي تصرف بوصفات طبية باتت في متناول المتعاطين، مثل عقار "زاناكس" المضاد للاكتئاب والأرق ويصرف كعلاج مثبط للجهاز العصبي، وقد يؤدي استخدامه لفترات طويلة من قبل الأشخاص للإدمان، و تشمل أبرز أعراضه ظهور تقلبات المزاج، وعدم القدرة على التعايش بدون العقار، وفقدان الذاكرة، وحدوث هياج وهلوسات عصبية وعدائية لدى الأهل والمحيطين بالفرد المتعاطي له. وشدد الدكتور نزار على ضرورة مراقبة بعض العمالة في الصيدليات، حيث تبين أن عددا منهم يقومون ببيع هذه الحبوب بالخفاء، وبدون وصفات طبية معتمدة من الأطباء مقابل مبالغ مالية عالية.
ارتباط الوصفات العلاجية بالتعاطي
يوضح مدير مستشفى الصحة النفسية بجدة الدكتور نواف الحارثي أن هناك رابطا وثيقا بين العلاقة بين الإدمان والتعاطي للمهدئات وأدوية مضادات القلق والاكتئاب والمرض النفسي، ووصفها بالعلاقة المتلازمة التي تؤدي غالبا للإدمان وإلى الإصابة بالهلوسات العدائية التي تصل لحد العنف والإيذاء والقتل، منها مجموعة المنشطات مثل الأمفيتامين الذي يسهل شراؤه، ويؤدي إدمانه لفترات إلى إثارة واختلال الجهاز العصبي، وقد يظن البعض أن مفعوله كمنشط، يخفف من أعراض الشعور بالضيق أو يقلق من الاكتئاب.
وبين أن هناك من المتعاطين من يقدمون على جرائم خطيرة وغريبة مثل قتل الأقرباء كالأب أو الأم أو الإخوة، وذلك لعدة أسباب منها الشعور بأنهم مضطهدون ومنبوذون من قبل شخص معين، وينشأ عن هذا الكره والحقد والشعور بالانتقام منه. وبين الحارثي الاعتقاد بأن الابن المدمن مصاب بالسحر والعين أمر خاطئ، حيث لا يفلح العلاج بالرقية الشرعية للحالات التي تمثل خطورة على المجتمع، ولابد من خضوع الأشخاص الذي تولد لديهم ميول عدائية للعلاج النفسي السريع، ويكون ذلك على أيدي مختصين من أطباء علم النفس والاجتماع.
ملاحقة مروجي المخدرات في مواقع التواصل
- عدد الحسابات التي استخدمها المروجون أخيرا: 57
- أبرز الحسابات المراقبة: "واتساب" - "تويتر" - "فيسبوك" - "سناب شات"
- زاناكس أحدث عقار طبي وقع في أيدي المروجين
- صيادلة يبيعون عقاقير طبية في الخفاء
- الرقم 995 مخصص للإبلاغ عن أي مروجين في هذه المواقع