كانت الفوضى في العملة تعم شبه الجزيرة العربية قبل بداية تأسيس الدولة السعودية الثالثة، حيث انتشرت عملات كثيرة لا ينتمي بعضها إلى دول، وإنما مجرد معدن مسكوك ليس له ضمانة عدا مادته الخام.

ومرت بشبه الجزيرة نقود مسكوكة كثيرة تنوعت أسماؤها المندثرة، مثل المطبق والمحمدية والجديدة والمشخص وغيرها، إلا أن عملات معدودة كانت تشتهر بين سكان شبه الجزيرة العربية، في الوقت الذي بدأت فيه الدولة الفتية بالتشكل على امتداد نجد والحجاز، ومرت حينها بمراحل وتنقلات كثيرة حتى وصلت أخيرا إلى إصدار عملاتها الخاصة.

يعد التالر النمساوي، الذي يعرف محليا بالريال الفرانسي، من أشهر العملات حينها، حيث كان يثق به سكان شبه الجزيرة العربية، ويفضلونه على النقود التابعة للإمبراطورية العثمانية، التي كانت تسيطر على أقاليم كثيرة في شبه الجزيرة.
تأتي النقود العثمانية بدورها على أهمية موازية للفرانسي، متنوعة بين الذهبية والفضية والنحاسية، وأهمها ما كان يسمى بالريال المجيدي.
الجنيه الإنجليزي كان حاضرا أيضا بقوة، والذي عرف بين السكان المحليين بأسماء متعددة، من بينها "جنيه جورج"، نسبة للإمبراطور جورج الخامس، وكذلك "جنيه أبو خيّال"، لوجود رجل يركب خيله على ظهر العملة.
وجّه الملك عبدالعزيز قبل عام 1340 بسك كلمة "نجد" و"الحجاز" على عدد من العملات، ومن بينها الريال الفرانسي، لإعطائها نوعا من الشرعية وتقنين التعامل بها.
في عام 1343، أصدر الملك عبدالعزيز أول عملة في تاريخ الدولة السعودية الثالثة، من فئة ربع قرش ونصف قرش، ثم أصدر في العام التالي أمرا بسك المزيد من هذه العملة نظرا لحاجة السوق الكبيرة لها.
طرح الملك عبدالعزيز في عام 1346 أول عملة ريال سعودي عربي خالص، من فئاته نصف ريال وربع ريال، وجرى سكها من معدن الفضة الخالص على غرار الريال المجيدي. ومن خلاله صدر أول نظام سعودي للنقد تحت اسم " نظام النقد الحجازي النجدي"، يلزم المواطنين بالتعامل بالريال السعودي فقط، دون غيره من العملات التي كانت لا تزال منتشرة.
أصدر الملك عبدالعزيز أمرا بإنشاء مؤسسة النقد السعودي في عام 1371، والتي قامت بدورها بسك الجنيه السعودي الذهبي، الذي حدد سعر صرفه بمبلغ 40 ريالاً فضياً سعودياً، أي ما يعادل 10.90 دولار.
الخطوة المفصلية التالية التي قامت بها مؤسسة النقد، هي إصدار أوراق نقدية لأول مرة، وذلك من خلال ما سمته بـ "إيصالات الحجاج"، كتب عليها عبارات متعددة باللغات العربية، والفارسية، والإنجليزية، والأردية، والتركية، والمالاوية، والتي وجدت قبولا في السوق، حتى إن كثيرا من المواطنين والزائرين لم يكونوا يعيدون استبدال الورق بالنقود، ما دفع المؤسسة لإعادة إصدارها وإصدار فئات أخرى من الخمسة ريالات والريال الواحد، وهو ما قاد أخيرا إلى "الإصدار الأول" في عام 1381.