أعلنت مصادر في المعارضة السورية والنظام، ليل الأربعاء-الخميس، عودة اتفاق هدنة حلب إلى مساره حيث سيبدأ تنفيذه خلال ساعات.
صرح مسؤول في جماعة الجبهة الشامية ليل الأربعاء-الخميس أن عملية الإجلاء من شرق حلب يتوقع أن تبدأ في حوالي الساعة السادسة من صباح اليوم الخميس، بالتزامن مع إجلاء للمدنيين في قريتي كفريا والفوعة في ريف إدلب.
من جهته، أكد مسؤول عسكري موال للأسد أن إتفاق الهدنة في حلب سيسمح بخروج نحو 15 ألف شخص من القريتين اللتين تحاصرهما قوات المعارضة. يذكر أن النظام وميليشياته أجلَّت بدأ تنفيذ الاتفاق في وقت سابق الى أن يتم فك الحصار عن هاتين القريتين.
إلا أن مسؤول بالجبهة الشامية نفى هذا التصريح، موضحاً أن الجرحى فقط سيغادرون القريتين.
وفي وقت سابق، كانت فصائل من المعارضة السورية في حلب قد أعلنت مساء الأربعاء بدء عمليات عسكرية لمواجهة هجمات النظام التي بدأها من الفجر.
وقد بدأت المواجهات بعد فشل الاتفاق الذي رعته تركيا وروسيا بشأن إخراج المدنيين ومقاتلي المعارضة من الأحياء الشرقية.
وتبادل طرفا الصراع الاتهامات بشأن خرق الهدنة، فحملّت المعارضة وتركيا النظام وإيران مسؤولية فشل تطبيق الاتفاق، حيث رفض النظام والمليشيات الإيرانية السماح للمدنيين بالخروج، مطالبين بعمليات إجلاء متزامنه من قريتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية.
كان هذا الإجلاء سيكلل أسبوعين من التقدم السريع لقوات النظام والذي أجبر المعارضة على الانسحاب إلى جيب صغير جدا من شرق حلب.
لكن رغم ذلك يبدو أن المعارضة غير مستعدة للاستسلام بعد، حيث أعلنت عدد من الفصائل المقاتلة بينها حركة نور الدين زنكي انطلاق عملية عسكرية دفاعا عن مواقعها المتبقية شرق حلب وتجنبا لحسم عسكري محتمل تتطلع إليه قوات النظام.
يأتي ذلك بينما تستمر محاولات واتصالات دبلوماسية مكثفة لإنقاذ الاتفاق بعد رفض النظام والمليشيات الإيرانية السماح للمحاصرين بالخروج، فارضين شروطا اضافية على الاتفاق.
وجرت اتصالات دبلوماسية مكثفة بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة وإيران لمحاولة ضمان تنفيذ الاتفاق وإجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب، وتحدث الرئيسيان التركي والروسي هاتفيا واتفاقا على بذل جهود مشتركة لإخلاء شرق حلب.
في سياق آخر، اعتبرت جهات عدة أن الخلافات بين حلفاء الأسد في حلب هي التي عطلت تنفيذ الاتفاق الروسي التركي لإجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب، حيث وضعت إيران شروطا جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في حلب متجاهلة حليفها الروسي الذي قام برعاية الاتفاق الحالي.